جدل سوداني بسبب مشاورات دمج “الدعم السريع” في القوات المسلحة.. هل تبتلع الميليشيات الجيش الوطني؟ 

وكالات  

أثارت التقارير بشأن وصول اللجنة الفنية العسكرية المشتركة بين الجيش والدعم السريع إلى توافق حول المدة الزمنية المطلوبة لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية جدلا واسعا، وسط تخوفات من إمكانية سيطرة الميليشيات المسلحة على الجيش الوطني للبلاد. 

ونبه عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي كمال كرار لوجود مؤامرة كبرى على منظومة القوات المسلحة السودانية. 

وذكر أن المؤامرة تتمثل في مسألة الدمج لافتا بأن الدمج سيقضي على فكرة قيام جيش قومي وجزم كرار بأن الدمج يقضي ابتلاع المليشيات المسلحة للجيش، كما أشار إلى أن المليشيات غير محصورة إلى جانب نها قامت على أساس قبلي وعنصري ومناطقي. 

وأضاف أن الدمج صنيعة الخواجات واصفا الخواجات بأنهم يريدون وأد الجيش وهو حي من خلال اغراقه بأطراف غير مؤهلين. 

ودعا إلى هيكلة الجيش وتقديم جنرالات الجيش الحاليين إلى المحاكمات بمن فيهم البرهان على خلفية المجازر التي حدثت في فض الاعتصام وغيرها قبل الحديث عن إصلاح الجيش. 

وقال إن أن قضية تصفية الإسلاميين من الجيش مطلب لكل القوى الثورية، لافتا بأن عقيدة الجيش تحولت من القومية إلى عقيدة لحماية النظام القائم حسب صحيفة الحراك. 

كان مصدر مطلع كشف عن وصول اللجنة الفنية العسكرية المشتركة بين الجيش والدعم السريع إلى توافق حول المدة الزمنية المطلوبة لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة. 

وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه لـ”الترا سودان” إن المدة التي اتفق عليها الطرفان، عقب نقاش مستفيض داخل اللجنة، هي (10) سنوات، موضحًا أن الأساس الذي استندت إليه الأطراف هو بروتوكول “أسس ومبادئ الإصلاح الأمني والعسكري” الموقع عليه في مارس الماضي. 

وأضاف أن نقطة الخلاف المتبقية هي قضية تبعية قوات الدعم السريع؛ فبينما ترى قيادة قوات الدعم السريع أن تكون تابعة لرأس الدولة، ترى قيادة الجيش أن يتبع الدعم السريع للقائد العام للقوات المسلحة، وأن تكون تحت إشرافه المباشر. 

وقاد الخلاف بين القوات المسلحة والدعم السريع بشأن تفاصيل جداول عملية الدمج والإصلاح والتحديث إلى تأخير التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي بين الأطراف المدنية والعسكرية الموقعة على الاتفاق الإطاري، بعد أن مقررًا التوقيع عليه في مطلع نيسان/أبريل الجاري، ثم تأجل إلى السادس من الشهر نفسه، قبل أن تعلن قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) تأجيل التوقيع عليه بسبب استئناف المباحثات المشتركة بين الجيش والدعم السريع بشأن الجوانب الفنية الخاصة بإجراءات الإصلاح الأمني والعسكري. 

وقال المصدر إن قوات الدعم السريع متمسكة بموقفها في أن تتبع لرأس الدولة، ووصف هذا الوضع بالقديم. وأوضح أن قوات الدعم السريع كانت تتبع لرئيس الجمهورية، وأنها تتبع الآن لقيادة البرهان باعتباره رئيسًا للجمهورية، وليس قائدًا عامًا للجيش. 

وفي عام 2019 وعقب سقوط البشير، أصدر رئيس المجلس العسكري آنذاك الفريق أول عبدالفتاح البرهان قرارًا بإلغاء المادة الخامسة من قانون الدعم السريع المجاز من المجلس الوطني في العام 2017، والتي تنص على خضوع قوات الدعم السريع لقانون القوات المسلحة 2007، وأن أكون تحت إمرتها، وجوز الجزء الثاني من المادة لرئيس الجمهورية في أي وقت أن يدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، وفقًا للدستور والقانون، لتكون عندها خاضعة لأحكام قانون القوات المسلحة 2007. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *