توترات إثيوبيا| “تعبئة عامة” في تيغراي لمواجهة عسكرية.. ومستودعات أسلحة ووقود تحت قصف الجيش.. وانفجار في أديس أبابا

حثت السلطات المحلية في تيغراي، شمالي إثيوبيا، المواطنين في الإقليم على الاستعداد لحالة تعبئة “دفاعا عن أنفسهم أمام عدوان صارخ” من جانب الحكومة الفيدرالية برئاسة آبي أحمد.

وتتزايد المخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية في إثيوبيا بعدما رفض رئيس الوزراء آبي أحمد طلب سلطات الإقليم إجراء محادثات سلام.

وأمر آبي أحمد قواته بشن عملية عسكرية في الإقليم قبل ثمانية أيام، وهو ما أدى إلى مقتل المئات، وجاءت التطورات بعد رفض جبهة تحرير تيغراي قرار تأجيل الانتخابات إثر تفشي وباء كورونا، وأجرت انتخابات في الإقليم في سبتمبر الماضي، فيما اعتبر آبي أحمد أن تصويتهم غير قانوني، بحسب “بي بي سي”.

وتتزايد حدة الانقسامات العرقية في إثيوبيا، إذ تطالب بعض المجموعات بحقها في الحكم الذاتي بمناطقها، ودخلت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تسيطر على الإقليم، في خلاف مع رئيس الوزراء منذ توليه السلطة في عام 2018.

في ديسمبر 2019، قرر آبي أحمد وفي سياق التغييرات التي بدأها دمج الأحزاب المشكلة للائتلاف الحاكم في حزب واحد تحت مسمى “حزب الازدهار”، وهي الخطوة التي رفضتها جبهة تيغراي، حيث جاء تشكيل الحزب الجديد على أنقاض “الائتلاف الحاكم” – الذي تم شطبه رسميا من قائمة الأحزاب المسجلة- ما أفقد الجبهة آخر ما تبقى لها من نفوذ في الحكومة الفيدرالية.

وأعلنت حكومة الإقليم حالة الطوارئ “للدفاع عن أمن ووجود شعب تيغراي وسيادته”، حسبما أفادت قناة تيغراي التلفزيونية الحكومية، وحذرت من أنه “سيتم اتخاذ إجراءات ضد أي شخص لا يتعاون”.

كما كررت اتهامها لإرتيريا المجاورة بالتورط في الصراع إلى جانب قوات آبي أحمد. ونفت الحكومتان الإريترية والإثيوبية صحة هذه الاتهامات، وتؤكد السلطات في أديس أبابا على أن معركتها ضد الحكومة الإقليمية، وليست موجهة ضد شعب تيغراي.

وتوقع مسؤولون في الأمم المتحدة تدفق نحو 200 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان هربا من الصراع الدامي في تيغراي، في ظل تقارير تشير إلى أوضاع معيشية صعبة يواجهها المدنيون المعزولون عن العالم الخارجي.

وأظهرت الصور الواردة من الإقليم طوابير طويلة خارج متاجر الخبز في منطقة تيغراي، وتقطعت السبل بالشاحنات المحملة بالإمدادات عند حدودها، حسبما قال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في إثيوبيا لوكالة أسوشيتد برس.

وأعلنت سلطات العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، عن مسيرات دعما لإجراءات الحكومة الفيدرالية هناك وفي مدن أخرى في منطقتي أوروميا وأمهرة الخميس، إلى جانب حملة للتبرع بالدم للجيش الإثيوبي.

وتركت المواجهة ما يقرب من 900 من عمال الإغاثة في منطقة تيغراي من العاملين في وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى يكافحون من أجل الاتصال بالعالم الخارجي من أجل المساعدة. وقال ساجد “تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة، ما يقرب من 20 منظمة غير حكومية، تعتمد جميعها على مكتبين” مع وسائل الاتصال.

وأعلن الجيش الإثيوبي، الأربعاء، أنه طائراته الحربية قصف مستودعات أسلحة كان المتمردون في إقليم تيغراي شمالي البلاد ينوون استخدامها، حسبما أفاد مراسلنا في أديس أبابا.

وذكر قائد القوات الجوية الإثيوبية الجنرال يلما مرداسا في بيان، أن “القوات الجوية قصفت مستودعات أسلحة ووقود بالإضافة إلى مناطق أخرى”.

وأوضح مرداسا أن “المجلس العسكري للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (المتمردون) كان يخطط لاستخدامها”، مضيفا أن “القوات الجوية ستستمر في شن الضربات الجوية حتى يتم تقديمهم إلى العدالة”.

وكان الجيش الإثيوبي أعلن، الثلاثاء، أنه سيطر على مطار الحمرة في الإقليم، قبل أن تعلن الأربعاء السيطرة على المدينة التي تحمل ذات الاسم، ويقول الجيش إنه يواصل الهجوم على مواقع المتمردين بالقرب من المدينة.

وعلى صعيد آخر، ذكرت شرطة العاصمة الإثيوبية أن انفجارا بقنبلة وقع صباح الأربعاء تحت جسر في أديس أبابا أدى إلى إصابة شخص.

وأضافت الشرطة، في بيان أن قنبلة عثر عليها تحت جسر عدوة بأديس أبابا تسببت في إصابات طفيفة لرجل يتلقى العلاج بمستشفى وسط العاصمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *