بعد القبض عليهم لرفضهم إخلاء منازلهم.. لجنة العفو: إخلاء سبيل أهالي الوراق المحبوسين بعد استيفاء الإجراءات القانونية 

اللجنة: يُعد هذا النهج الإيجابي من أبرز مُخرجات الحالة العامة الإيجابية التي واكبت الدعوة للحوار الوطني 

أعلنت لجنة العفو الرئاسي إخلاء سبيل أهالي الوراق المقبوض عليهم، بعد استيفاء الإجراءات القانونية. 

وقات اللجنة في بيان لها، الأربعاء: “تتقدم لجنة العفو بخالص الشكر والتقدير للأجهزة المعنية في الدولة وبمقدمتها وزارة الداخلية على جهودها لاحتواء الموقف بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة، والتي تكللت بالنجاح، وإخلاء سبيل كافة المواطنين الذين تم إلقاء القبض عليهم، بعد استيفاء الإجراءات القانونية”. 

وأضافت: “يُعد هذا النهج الإيجابي من أبرز مُخرجات الحالة العامة الإيجابية التي واكبت الدعوة للحوار الوطني”. 

يشار إلى أنه جرى القبض على عدد من أهالي الوراق في وقت سابق، لرفضهم إخلاء منازلهم وأراضيهم. 

وفي وقت سابق قالت أحزاب الحركة المدنية إنها تابعت اعتداء قوات الأمن على سكان جزيرة الوراق، وإلقاء القبض على عشرات من السكان بغرض تهجيرهم قسراً من بيوتهم. 

وتابعت: هذه السياسات تؤدي لمزيد من موجات متلاحقة من غلاء الأسعار في السلع والخدمات، ولم تعد دخُول المواطنين تكفي لشراء احتياجتهم الأساسية. 

كان الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، قال إن الحكومة اشترت 45 فدانًا بالشراء الرضائي من أهالي الوراق، وإن المنطقة بها 125 مبني تم شرائهم رضائيا من أهالي الجزيرة، ولم يتم نزع ملكية أحد من أهالي جزيرة الوراق، ولم نخلي المواطنين من مساكنهم قسريًا، حسب قوله. 

وتابع في مؤتمر صحفي مؤخرًا، ردًا على القبض على بعض الأهالي مؤخرًا، لاعتراضهم على نزع ممتلكاتهم: لن نعمل مشروع دون جدوى اقتصادية. 

وأضاف: الدولة تشتري رضائيا الفدان من جزيرة الوراق بـ6 مليون جنيه، والمبادلة كانت فدان الأرض في جزيرة الوراق بـ16 فدان بمدينة السادات، وأن هناك بعض قوى الشر تتحرك لإثارة البلبلة فى جزيرة الوراق، مشيرا إلي أن منطقة جزيرة الوراق من المناطق التي تعد شديدة الخطورة والزحف العمراني كان كبير. 

وقال الوزير إن منطقة جزيرة الوراق من المناطق التي تعد شديدة الخطورة والزحف العمراني كان كبير. 

وأضاف، أنه فى 13 عاما فقط وصلتا لـ400 من الزحف العمراني العشوائي، موضحا أن 1295 فدانا هو مساحة الجزيرة. 

وكانت أحزاب وشخصيات عامة أعلنوا تضامنهم مع “أهالي الوراق”، وإدانة القبض العشوائي على المواطنين، مطالبين بحل مشكلتهم، وعدم إخراجهم من منازلهم بالقوة. 

وفي سابق وقعت اشتباكات، بين عدد من أهالي جزيرة الوراق وقوات الشرطة، وجرى القبض على بعض المحتجين الرافضين لرفع مقايسات منازلهم تمهيدًا لإزالتها، ولم يتسن لنا معرفة أعدادهم، أو الحصول على تعليق من الداخلية. 

وخلال السنوات الماضية، أعلن عدد من الأهالي على رفع دعاوى قضائية ضد قرار الإخلاء من منازلهم منذ فبراير الماضي. وشهدت الأيام الأخيرة مواجهات عنيفة مع رجال الأمن وسط هتافات “مش حنسيبها”، فضلا عن تنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أبناء الجزيرة المقبوض عليهم. 

وتصدر هشتاج #جزيره_الوراق، الأكثر تداولا على (تويتر)، وتداول رواد منصات التواصل في مصر وسم #بتهجرونا_لصالح_مين لتسليط الضوء على ما يحدث هناك لأهالي المنطقة. 

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي ينشب فيها اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن، إذ حاولت الحكومة تأجيل قرار الإخلاء عدة مرات منذ عام 2017 عندما أدت المواجهات إلى مقتل أحد سكان الجزيرة وإصابة العشرات. 

وأسفر عن ذلك إصدار أحكام بالسجن بحق 35 من سكان الوراق لمدة تتراوح بين خمس أعوام و25 عاما، بتهم التجمهر واستعمال القوة والعنف في أحداث تهجير جزيرة الوراق التي يسكنها نحو 100 ألف شخص. 

ونشرت الهيئة العامة للاستعلامات عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، صورا لتصميمات “مدينة حورس”، الاسم الجديد الذي تم اختياره لجزيرة الوراق. 

ويهدف المشروع إلى تحويل الجزيرة إلى مركز تجاري بمعايير عالمية تبلغ مساحته 1516 فدانا، أي ما يعادل 6,35 كلم مربع، بتكلفة إجمالية للمشروع تبلغ 17.5 مليار جنيه. 

ويشتمل مخطط تطوير الوراق مناطق استثمارية وتجارية، ومنطقة إسكان متميز واستثماري، إلى جانب حديقة مركزية ومنطقة خضراء وثقافية وواجهة نهرية سياحية، وكورنيش سياحي. 

ومن المقرر أن تحتوي أبراج مارينا حورس على فنادق، ومراكز أعمال ومراكز تجارية، وتمثل 12 تجمعا بنسبة بناء 20% من إجمالي المساحة المخصصة، فضلا عن إنشاء قاعة للمؤتمرات، وفنادق 7 نجوم، وقطاع أعمال تجارية، ومهبط لطائرات الهليكوبتر. 

ورغم الاعتراضات على الإخلاء والهدم من قبل أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، أعلن مجلس الوزارة، مؤخرًا، أن 71% من مساحة جزيرة الوراق أصبحت تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية، وأنه سيتم سننفذ 94 برجًا سكنيًا في المرحلة الأولى العاجلة. 

وقال مجلس الوزارة في بيان له أن رئيس الوزراء أكد أهمية العمل على تنفيذ خطة تطوير جزيرة الوراق، والتي تستهدف الإرتقاء بهذه المنطقة الواعدة، والاستفادة من الموقع الفريد، بما يحقق تحسين جودة الحياة، وتنفيذ مشروعات تنموية. 

وقال مجلس الوزار إن وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عرض تقريراً حول الموقف الراهن لتنفيذ خطة تطوير جزيرة الوراق، تناول خلاله تـوزيع ملكيـات الأراضي بجزيرة الوراق، وموقف إستلام الاراضي، لافتاً إلى أن 888.65 فدان أصبحت تحت حيازة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بنسبة 71% من إجمالي مساحة الجزيرة، التي تبلغ نحو 1295.5 فدان، وبدأت بالفعل أعمال التطوير. 

وأوضح الوزير أن عدد المنازل التي تم نقل ملكيتها، أو جار نقل ملكيتها، بلغ نحو 2458 منزلاً، مشيراً إلى أنه تم استلام أراضي الأوقاف بالكامل عدا مساحة 23.5 قيراط، كما تم استلام 32.5 فدان من الأراضي أملاك الدولة، البالغ مساحتها 68 فداناً، ومتبقي استلام 35.5 فدان. 

وقال الجزار إن خطة تطوير جزيرة الوراق تتضمن في المرحلة العاجلة منها، تنفيذ 94 برجاً سكنياً، تضم 4092 وحدة سكنية، بمساحات تلبي مختلف المتطلبات للمستهدفين بها، حيث يتم حالياً تنفيذ 40 برجاً، بإجمالي 1744 وحدة سكنية، إلى جانب تنفيذ عدد من الخدمات مثل المدارس ووحدات طب الأسرة، ومراكز الشباب، ومراكز تجارية وخدمية وترفيهية. 

وعن موقف التعويضات، قال المهندس أسامة شوقي، إنه تم تحديد تعويضات مادية لكل فدان زراعي، أو منزل، كما أن هناك تعويضات عينية، وتم في إطارها تسليم 56 وحدة بمدينتي العبور وحدائق أكتوبر، ضمن المرحلة الأولى من التعويضات، والتي تتضمن 75 وحدة، أما فيما يتعلق بتعويضات المرحلة الثانية والبالغة 112 وحدة، بمدينة حدائق أكتوبر، فقد تم تسليم 25 وحدة، وسداد جانب من الإلتزامات المالية المُتعلقة بباقي الوحدات، وفي إطار المرحلة الثالثة، البالغة 80 وحدة، فإنه جار اتخاذ الاجراءات اللازمة لتسليم الوحدات المخصصة للمستحقين، لافتاً إلى أنه يتم تأثيث الوحدات مجاناً من خلال وزارة التضامن الإجتماعي بعد إنهاء اجراءات جهاز المدينة، حسب البيان. 

وفي وقت سابق عبر حزب التحالف الشعبى الإشتراكى عن استنكاره الشديد لممارسات السلطة الحاكمة ضد أهالى جزيرة الوراق خلال اليومين الماضيين، والمتمثلة فى استخدام القوة المفرطة وأعداد كبيرة من القوات للتمكين من هدم وإزالة مركز الشباب، ثم مستشفى جزيرة الوراق الذي يخدم المواطنين، وهو سابقة لامثيل لها ترقى لحد الجريمة . 

وقال الحزب، في بيان له، إن تلك الأعمال الأخيرة ضد المواطنين المصريين فى جزيرة الوراق تأتى استمرارا لسياسة ممارسة الضغوط القصوى والتنكيل المتكرر بعشرات الآلاف من سكان تلك المنطقة التى تقع فى الجيزة بالقاهرة الكبرى، والتى تكررت بإصرار فى الأعوام الثلاثة الأخيرة فى محاولة لإجبار السكان على إخلاء مساكنهم وأراضيهم فى تلك المنطقة التى يعيشون فيها بشكل مستقر منذ مئات السنين ويحوز كثير منهم أوراق ثبوت ملكية بها. 

وأوضح أن ذلك يجرى بادعاء وجود خطة تطوير لم يشارك السكان أبد ولا ممثلو المجتمع المدنى فى إبداء الرأى فيها وفقا لما يقضى به القانون ط، خدمة لمصالح استثمارية لشركاء أجانب أو مصريين لا يحق لهم إجبار السكان على الخروج كرها من منازلهم وأرضهم. 

وشدد الحزب على أن مثل تلك الممارسات التى تكررت فى الفترة الأخيرة فى مناطق متعددة فى مصر بذرائع مختلفة هى فى الغالب استثمارية، تتستر زورا باسم المنفعة العامة ، إنما هى ممارسات تعسفية تتناقض بالمطلق مع حقوق المواطنين المصونة فى الدستور والقانون ، وتسلب المواطنين تلك الحقوق ومن بينها حقهم فى السكن والتملك. 

ودعا التحالف الشعبي لوقفه هذه الممارسات على الفور، مؤكدا تعارضها مع ما يدعون إليه من إصلاح ومعالجة الأخطاء من خلال حوار يضم المصريين بمختلف توجهاتهم، وهو حوار كان من المتعارف أن المناخ المناسب له يقتضى الإفراج عن كل سجناء الرأى وليس إضافة ممارسات تعسفية على نطاق واسع مع قطاعات واسعة من المصريين البسطاء المسالمين، حسب البيان. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *