باحثة في «هيومن رايتس»: مفوضية الانتخابات العراقية خذلت الأشخاص ذوي الإعاقة.. لم تَفِ بوعودها بمواءمة الاقتراع مع احتياجاتهن

قالت بلقيس والي، باحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق خذلت الأشخاص ذوي الإعاقة، لافتة إلى أن المفوضية لم تف بوعدها بمواءمة الاقتراع مع احتياجات “ذوي الإعاقة”.

وبحسب الباحثة في “هيومن رايتس”، في الأسابيع التي سبقت الانتخابات النيابية في 10 أكتوبر، وعدت “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات” في العراق باتخاذ خطوات لضمان تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التصويت، لكن في يوم الانتخابات، أشارت مقاطع الفيديو المتداولة إلى أنه لم يتم الوفاء بوعود المفوضية بمواءمة الاقتراع مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة ووضع صناديق الاقتراع على الطوابق الأرضية.



ونقلت بلقيس، في مقال نشرته “هيومن رايتس” عن شخص يدعى حيدر جاسم (40 عاما)، لديه إعاقة جسدية، قوله: “تفاءلتُ كثيرا عندما سمعتُ أن المفوضية ستجعل أماكن الاقتراع في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة”.

وأضاف جاسم: في الساعة 11:30 صباح يوم الانتخابات، ذهبت إلى مركز الاقتراع في حيّي في بغداد، على كرسي متحرك، وكلّني أمل أن أتمكن من التصويت. أظهرتُ بطاقتي الانتخابية لموظفَيْن في مفوضية الانتخابات. نظر إليّ أحدهما وقال، “عليك الصعود إلى الطابق الثاني”. سألتُ إذا كان بإمكاني التصويت دون الذهاب إلى الطابق الثاني.

وتابع: قال رئيس مركز الاقتراع إنهم لم يتمكنوا من نقل الصناديق إلى الطابق السفلي، لكن يمكنني العودة لاحقا خلال اليوم: سيحاول التفكير في حل. أخبرتهم عن إعلان المفوضية. قال إن لا علم له به.

وقال موظف آخر، “سأعطيك نصيحة، عُد إلى منزلك. صوتك لن يحدث فارقا في أي حال”. ذُهلت. شرحتُ له أنني أريد ممارسة حقوقي والتمتع بها مثل أي شخص آخر. لا يسعني إلا أن أستنتج أنه وزملاءه لا ينظرون إلينا كبشر يتمتعون بالحقوق ذاتها. ثم طلب من رجل كبير السن على كرسي متحرك العودة إلى منزله دون أن يصوّت، وغادر.

وأوضح جاسم أنه عاد إلى المنزل واستبدل كرسيَّه المتحرك الكهربائي بآخر يدوي أخفّ، وعتد إلى مركز الاقتراع مع قريب له، وقال إنه “بمساعدة موظف آخر في المفوضية، نقلاني إلى الطابق الثاني، وتمكنتُ أخيرا من التصويت”.

وأشار إلى أنه يعرف العديد من ذوي الإعاقة الذين لم يتمكنوا من التصويت في بغداد لأن مراكز الاقتراع لم تكن متوائمة مع احتياجاتهم.

وفي ختام مقالها قالت الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن “على مفوضية الانتخابات أن تشرح لحيدر، وكل من خذلَته يوم الانتخابات، لماذا لم تَفِ بوعودها المحدودة بشأن مواءمة الاقتراع مع احتياجاتهن، وما الذي تخطط لفعله قبل الانتخابات المقبلة لضمان عدم تكرار ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *