النجار يكتب عن فلسطين والمقاومة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي: ما سيجري بشأن القضية الفلسطينية سيعيد تشكيل صورة المنطقة والعلاقات بين دولها

كتبت- ليلى فريد

قال الكاتب الصحفي أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق، إن أعظم ما أنتجته الانتفاضة الجديدة هو انفجار الشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة عام 1948 في اللد والرملة وأم الفحم ويافا وعكا ومختلف المدن الفلسطينية المحتلة.

وتابع في تدوينة اليوم الخميس: “تراكم الاحتقان بين فلسطيني الداخل والناتج عن سنوات الاحتلال الطويلة والتمييز ضدهم والعنصرية المتفاقمة عمليا وقانونيا، جعل انفجارهم بحاجة للشرارة فقط”.

وأضاف النجار: “جاءت تلك الشرارة من الإجرام الصهيوني في القدس وغزة وكل فلسطين والمقاومة الشعبية البطلة في مواجهته، وصحيح أن فلسطينيي الداخل أكثر قليلا من خمس السكان في فلسطين المغتصبة عام 1948 بعد كل جرائم الإرهاب والقهر والتشريد والاقتلاع، مقابل جلب اليهود من كل قوميات الأرض لتغيير التركيبة السكانية، لكن انفجار هذا الخمس المتضامن مع باقي الشعب الفلسطيني في كل جغرافيا الوطن المحتل والباحث عن المساواة والعدالة في كيان غاصب وفاشي وقائم على سعار الاستحواذ والهيمنة والتمييز الديني بالقانون (قانون يهودية الدولة)، يغير الكثير في هذا الكيان خاصة لو تمت إدارة هذا الانفجار في القسم المحتل عام 1948 سلميا للحفاظ على الحقوق المدنية في ظل اختلال الموازين مع وضع أهداف يمكنها أن تجد صدى عالميا مثل تغيير قانون يهودية الدولة العنصري، وإقرار حق العودة والحق في استعادة الممتلكات من الأرض والبيوت المغتصبة منذ حرب 1948 وما تلاها”.

وواصل النجار: “أما القسم المحتل عام 1967 فكل أشكال المقاومة من أجل التحرر مباحة. لقد أصبح الجيش الصهيوني مضطرا للانتشار داخليا وباتت الكراهية الكامنة ظاهرة في المشاعر والأفعال والاحتجاجات، وأعلن ذلك الجيش منذ قليل أنه يدرس وقف الهجوم على غزة لمواجهة الوضع الداخلي، ويمكن لليمين الصهيوني الإرهابي أن يعيد طرح دعاوى التهجير الإجرامية، لكنها مستحيلة عمليا لأسباب فلسطينية وإقليمية ودولية”.

وقال النجار: “كما أن الدروس التاريخية القاسية لحرب الاغتصاب وما ترافق معها من طرد وتشريد وإرهاب والتصورات البائسة بأن الجيوش العربية ستعيد الوطن والأرض والبشر قد عمقت الإدراك بأن مصير الشعب الفلسطيني وقضيته معلقا بنضال أبنائه وبانزراعهم في أراضيهم بجذور جبارة كإرادتهم وتاريخهم الضارب في عمق الزمن وبتضامن الشعوب العربية وكل أحرار العالم معهم، الملفت أيضا هو استمرار المواقف السمجة والبليدة والمنحازة بشكل هيستيري للكيان الصهيوني من قبل إدارة إمبراطورية الشر الأمريكية التي يعد تشكيلها الاستيطاني الإحلالي وإبادتها للسكان الأصليين، نموذجا للكيان الصهيوني لكنه نموذج عصي على التحقق بفضل بطولة الشعب الفلسطيني والتغيرات في العلاقات الدولية والإقليمية”.

وتابع: “على أي حال ما قبل هذه الأحداث شئ وكل ما هو آت شئ آخر. وكما ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية في المنطقة فإن ما سيجري بشأنها سيعيد تشكيل صورة المنطقة والعلاقات بين دولها وعلاقتها بدول الجوار الجغرافي مثل إيران وتركيا وإثيوبيا ومستقبل السيطرة على الموارد وعلى التحكم في تحريكها إقليميا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *