الناشطة النسوية أسماء دعبيس تكتب عن زوجها المعتقل محمد حمدون: يداعب أحلامي حضنك

ثِقل ثِقل تلك الحالة التى تعترينى صباح كل يوم سابق لزيارة زوجى المحامى محمد حمدون في السجن، احترقت جميع الاوراق ارتب الأغراض، وكما هو معتاد ادقق فى كل احتياجاته. اسأل نفسى هل نسيت شئ؟


تراودني الهواجس حول ما قد يعتريه من أزمات صحية معتادة، أجهز الاميجران للصداع النصفى، بخاخ حساسية الصدر، زيرتك … تطيح برأسى دائما التصورات القاتله هل هو بصحة جيدة هل تداعبه الشمس؟ .


وعندما أذهب حاملة زيارته، وبينما أجلس انتظارا لدورى في ادخال الزيارة ، اتفقد سور السجن العالى ، ذلك السجن يسكنه زوجى الحبيب محروما من حريته محروما من ممارسة مهنته التى رفض من أجلها كلية الطب، وبصورة تلقائية سحب ملفه منها متوجها لكلية الحقوق لأنه أراد دائما ان يعمل بتلك المهنة النبيلة التى تمكن الجميع على الحصول على حقوقهم فى الحياة والحرية.


زوجى الغالى الذى لم يفعل أي شيء سوى أنه مارس دوره كمحامي يسكن قلبه شعار “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”.
أمر بجانب المكتبات، أتوقف دقائق، ثم أمارس فعله المعتاد فى شراء الكتب القانونية والروايات حتى أقوم بتجميع ما فاته من قراءات .


أنظر إلى الوقت والتاريخ فحبسه احتياطياً، اقترب من العام ونصف، مر رمضان، ثم العيد، والعيد، ثم احتفالية عيد زواجنا، ثم عيد ميلاده، مر الشتاء فالصيف ثم الشتاء …
وقت يحرق القلب.. يراكم مع الأيام مرارة فقد ووجع لا تنتهي.
يداعب أحلامى دائما حضنه “انت خرجت .. انت خرجت”.
محمد لم يقترف أي ذنب سوى أنه يمارس عمله كمحامى باحثاً عن العدالة لكل محتاج للعدالة والإنصاف 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *