القطع مستمر| أزمة الكهرباء تتواصل رغم حلول الشتاء وتقارير تشير لاستمرار مسلسل الانقطاع حتى مارس المقبل.. والغضب حاضر

رغم انتهاء فصل الصيف، لا زال مواطنون يشكون من استمرار سياسة قطع الكهرباء وزيادة مدة القطع من ساعة إلى ساعتين على الأقل يوميا، وذلك رغم انخفاض درجات الحرارة.

وتشهد مصر منذ يوليو الماضي أزمة انقطاع الكهرباء في جميع محافظات الجمهورية، وبررت الحكومة ذلك بارتفاع درجات الحرارة غير المتوقع، حيث قال السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن الحكومة لم تكن تتوقع الارتفاع الكبير و”غير المسبوق” في استهلاك الطاقة خلال هذه الفترة. وأشار المتحدث باسم مجلس الوزراء، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “على مسئوليتي” عبر قناة “صدى البلد” في 29 يوليو الماضي، إلى أن توقعات الحكومة لأسوأ سيناريو لأزمة انقطاع الكهرباء هو أن تمتد إلى منتصف سبتمبر المقبل. 

ورغم انقضاء شهر سبتمبر بل وقرب نهاية العام 2024، استمرت الأزمة وأصبح مدة الانقطاع ساعتين بدلا من ساعة منذ أكتوبر الماضي بحسب ما يؤكد موسى محمد، الذي يقطن في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة. وهو ما يؤكد أيضا حسن جمال، أحد سكان منطقة إمبابة بالجيزة أيضا.

وفي هذا السياق، قال المحامي الحقوقي نجاد البرعي عبر حسابه على منصة “إكس”، يوم الجمعة الماضي: “كل يوم الساعه واحده و٣ دقائق النور بيقطع عندي في البيت ويرجع علي الساعه ٣ ودايما بقول لو الحكومه دي بتدير البلد بنفس الدقه بتاعه قطع الكهرباء عن الناس كانت مصر بقت احسن من السويد”. 

ورغم حالة الغضب التي تسيطر على قطاع من المواطنين بسبب الأزمة، نقلت تقارير صحفية، الأحد، تصريحات منسوبة لمصادر بوزارة الكهرباء تقول إن تخفيف أحمال الكهرباء سيستمر حتى مارس المقبل، بسبب انخفاض كميات الوقود المورد لمحطات الإنتاج للاستفادة من تصدير الغاز خلال الأشهر المقبلة. ووفق المصادر سيتراوح تخفيف الأحمال بين 600 إلى 800 ميجاوات، وسيتم توزيع هذه القدرات على جميع المحافظات بما لا يتجاوز 10 دقائق.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أكد في تصريحات سابقة أن مصر تمتلك محطات كهرباء قادرة على إنتاج الكمية التي تحتاجها البلاد لكن لديها موازنة “على رقم معين” ومع زيادة سعر الوقود عالميا حدثت المشكلة.

وقال السيسي، في كلمة خلال زيارته لبني سويف، السبت 16 سبتمبر الماضي: عندنا محطات كهرباء تطلع اللي محتاجينة وبزيادة، طبعًا عندنا، لكن إحنا عندنا موازنة على رقم معين، عاملين على 65 دولار للبرميل طب لما يزيد السعر؟، الأزمة ليها انعكاس على أسعار كتير، حد يقولي طب إحنا بننتج غاز، ده من فضل، لو مش عندنا كانت المشكلة هتبقى كبيرة أوي”. 

ولم تشهد الأيام التي جرت فيها انتخابات الرئاسة الأخيرة التي فاز بها الرئيس السيسي انقطاع للكهرباء، ونقلت صحف عن مصادر بوزارة الكهرباء، حيتها قولها إن مجلس الوزراء أصدر توجيهات لوزارة الكهرباء بعدم اللجوء لنظام تخفيف الأحمال الكهربائية طوال أيام الانتخابات الرئاسية 2024. 

ومع نهاية انتخابات الرئاسة، سخر مواطنون على مواقع التواصل من عودة انقطاع الكهرباء، ومن هؤلاء صاحب حساب باسم طلعت على منصة إكس (تويتر سابقا)، والذي كتب قائلا: “خلاص الانتخابات خلصت وفرحتوا و رقصتوا خلاص اجازة قطع الكهرباء خلصت !”

وفي سبتمبر الماضي، تقدم المهندس إيهاب منصور؛ رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، بسؤال موجه لرئيس مجلس الوزراء بشأن القرارات الأخيرة بزيادة مدة انقطاع الكهرباء إلى ساعتين بدلاً من ساعة.  

وقال النائب في سؤاله: هل المنطقي أن تزيد مدة انقطاع الكهرباء عندما تقل درجة الحرارة وتقل الأحمال؟. 

وتابع: الأمور تسير عكس المنطق، ويجب على الحكومة توضيح الأسباب وراء هذه الزيادة في مدة انقطاع الكهرباء.  

وأوضح أن الحكومة أعلنت في أغسطس الماضي عن خطة تخفيف الأحمال، وتحديد ساعة يوميًا بكل منطقة، وأشارت التصاريح حينها أن تلك الإجراءات ستنتهي عند نزول درجة الحرارة عن ٣٥ درجة مئوية، وصرح حينها بعض المسؤولين أن ذلك سيستمر بحد أقصى حتى منتصف شهر سبتمبر، إلا أن المواطنين فوجئوا بالقرار الجديد وهو عكس التصريحات السابقة. 

واختتم النائب حديثه قائلا: “انقطاع الثقة والضبابية أخطر من انقطاع الكهرباء”. 

يذكر أن في 31 يوليو الماضي، أعلن مجلس الوزراء، خطة تخفيف أحمال الكهرباء، التي جرى تنفيذها بدءا من الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الأول من شهر أغسطس، في المحافظات المختلفة، بعد التنسيق بين وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول الثروة المعدنية.

وفي 2  أغسطس الماضي، أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلا عن مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بأن شركات توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية بدأت تقليص فترات تخفيف الأحمال الكهربية، موضحا أنه لن يتم الفصل المؤقت للتيار الكهربي في الفترة ما بين 12 صباحا حتى 12 ظهرا. وقال المصدر إنه من المتوقع أن ينتهي برنامج تخفيف الأحمال بنهاية شهر أغسطس الجاري، مع الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة.

لكن عدد من المواطنين أكدوا لدرب أن انقطاع التيار الكهربائي كان يحدث في بعض الأحيان في الأوقات التي قال المسؤولون إنه لن يتم الفصل المؤقت للتيار الكهربي خلالها، كما أنه لم يكن هناك التزام تام بالجداول التي جرى نشرها في نهاية يوليو الماضي من قبل الحكومة.

وقال “محمد. م” من سكان محافظة الجيزة إن انقطاع التيار الكهربي أصبح يصل لساعتين في المرة خلال الأيام القليلة الماضية. وأعرب عن أمله في أن تنتهي الأزمة في أقرب وقت ممكن.

وتشهد العديد من الطرق الرئيسية خلال الأونة الأخيرة مثل الطريق الدائري عدم إضاءة أعمدة الإنارة ليلا، وهو ما شكى منه مواطنون أيضا تحدث إليهم “درب”. وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من التدوينات المنددة باستمرار الازمة لثلاثة أشهر وتفاقمها أخيرا.

جدير بالذكر أن جرى البدء في برنامج تخفيف الأحمال في شهر يوليو الماضي، وذلك لأول مرة منذ 8 سنوات، تزامنًا مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. وقال رئيس الوزراء في تصريحات سابقة منتقدا الذين يشكون من الأزمة: “متضايقين إن الكهرباء بتقطع 3 ساعات، لولا مشروعات اللي عملناها كانت الكهرباء هتيجي في اليوم 3 ساعات بس وباقي اليوم كله مقطوعة. ولفت إلى إنه تم التوجيه لكل الجهات للترشيد في استهلاك الكهرباء للإنارة العامة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *