الصحفية صفاء الكوربيجي تُكمل 300 يوم في الحبس بسبب دفاعها عن العاملين بماسبيرو: الصحافة ليست جريمة

أتمت الصحفية صفاء الكوربيجي، الثلاثاء 14 فبراير الجاري، 300 يوم في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات في القضية 441 لسنة 2022 وسط مطالب مستمرة بالإفراج عنها.

في فجر 21 أبريل من العام الجاري، ألقت قوة من الشرطة القبض على الكوربيجي من منزلها بحي المقطم، بحسب ما روى المحامي علي أيوب، من تفاصيل واقعة القبض على موكلته.

وقال أيوب إن قوة أمنية حضرت “مدججة بالسلاح” إلى مسكنها بالمقطم وصعدوا إلى الدور الثانى حيث تقطن وقاموا بكسر باب الشقة لنصفين، وقاموا بتفتيش الشقة وقطع سلك الراوتر الخاص بالواي فاي.

وأضاف أيوب: “تم التحفظ جهاز لاب توب وتابلت خاص بموكلتي، وقاموا ببعثرة محتويات الشقة وسمحوا لها بارتداء ملابسها وتجهيز شنطتها واقتادوها إلى مكان غير معلوم”.

ولمدة ثلاثة أيام كان مكان احتجاز الصحفية صفاء الكوربيجي غير معلوم إلى أن كشفت المحامية هالة دومة في تصريحات لـ”درب” عن عرض الزميلة على النيابة، يوم الخميس 21 أبريل على ذمة القضية 441 لسنة 2022.

ووجِّهت النيابة إلى الكوربيجي اتهامات منها، اﻻنضمام إلى جماعة محظورة والترويج لأفكارها، وبث أخبار وبيانات كاذبة، قبل أن يتم ترحيلها لسجن القناطر. وخلال تحقيقات النيابة تم مواجهة الكوربيجي بفيديوهات “اللايف الموجودة على صفحتها الشخصية على موقع “فيسبوك” كأحراز. ويشار إلى أن هذه الفيديوهات ارتبطت بحركة الاحتجاج داخل ماسبيرو ضد إدارة الهيئة الوطنية للإعلام.

وعلمت “درب” آنذاك من مصادر رفضت ذكر اسمائها أن التحقيق تم في غياب المحامين، فيما لم يصدر أي تعليق من الداخلية أو النيابة العامة بشأن الإعلامية صفاء الكوربيجي، ولم يتسن الحصول على رد منهما بشأنها. ‏

ووفق الزميل محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، كانت الكوربيجي، التي تعمل سكرتير تحرير في مجلة الإذاعة والتلفزيون منذ سنوات، تقيم بمفردها مع والدتها المسنة، وهي من ذوي الهمم ومصابة بإعاقة حركية بنسبة ٨٥٪ في إحدى قدميها وارتشاح في ركبة القدم الأخرى.

وطالب كامل بالإفراج عن الكوربيجي، لافتا إلى أنها عضوة في نقابة الصحفيين، وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق العاملين بماسبيرو.

وبالإضافة إلى حبسها فقد تعرضت الكوربيجي للفصل من عملها في مجلة “الإذاعة والتليفزيون” قبل ثلاثة أشهر من القبض عليها على خلفية قضائها إجازة مرضية، دون تلقيها أيّ إنذارات من المجلة خاصة بانقطاعها عن العمل، بحسب تصريحات الكوربيجي للمرصد المصري للصحافة والإعلام. مع العلم بأن الكوربيجي ينطبق عليها نص المادة 62 من اللائحة التنفيذية لقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018، والتى تنص في فقرتها السادسة على أنه: “يجوز للعامل أن يقوم بإنجاز العمل عن بعد، وذلك بعد موافقة السلطة المختصة ودون الحاجة لتواجد العامل فى مكان العمل، على أن تخطر الجهة الإدارية المختصة بالبيانات الكاملة التى تطلبها من العاملين الذين يخضعون لنظام العمل عن بعد”.

وطالبت مؤسسة حرية الفكر والتعبير عبر تقرير أصدرته في نوفمبر 2022 حول “الانتهاكات الأمنية والإدارية لحق العاملين بماسبيرو” بإطلاق سراح الصحفية بمجلة الإذاعة والتلفزيون صفاء الكوربيجي، ‏وإسقاط الاتهامات الموجهة إليها والسماح ‏بعودتها إلى العمل بشكل طبيعي.

يذكر أن اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، ذكرت في تقريرها الذي يوثق إحصاء الصحفيين السجناء حول العالم، في ديسمبر من العام 2021، أن مصر جاءت في الترتيب الثالث عالميا على قائمة الدول التي تحتجز أكبر عدد من الصحفيين، حيث بلغ عدد الصحفيين السجناء فيها 25 صحفياً في عام 2021، فيما يقبع الآن خلف القضبان ما لا يقل عن 30 صحفيا.

ويبلغ عدد الزملاء المحبوسين 28 صحفيا إلى جانب صحفي وحيد مختفي منذ سبتمبر 2022.

ويواجه الصحفيون المحبوسين اتهامات بنشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها. وتتراوح مدة حبس الزملاء بين أشهر وما يزيد عن 4 سنوات.

والزملاء الـ28 هم؛ أحمد علام، محمد إبراهيم “أكسجين”، حمدي الزعيم، توفيق غانم، هشام عبدالعزيز، مدحت رمضان، أحمد سبيع، بدر محمد بدر، أحمد منتصر، مصطفى الخطيب، ربيع الشيخ، كريم إبراهيم، حسين كريّم، علياء نصر، محمد سعيد فهمي، بهاء الدين إبراهيم، أشرف حمدي، عبدالله سمير، محمد إبراهيم مبارك، أحمد أبو زيد، محمد أبو المعاطي خليل، مصطفى محمد سعد، دنيا سمير، صفاء الكوربيجي، هالة فهمي، منال عجرمة، رؤوف عبيد، محمد مصطفى موسى. وتشكل الصحفيات المحتجزات في السجون المصرية 17.86% من إجمالي الصحفيين المحبوسين.

وبالإضافة إلى هؤلاء الزملاء الـ28 المحبوسين، هناك الزميل محمود سعد دياب، الصحفي بمؤسسة الأهرام وعضو نقابة الصحفيين، والذي اختفى بعد وصوله إلى مطار القاهرة يوم الثلاثاء 6 سبتمبر الماضي في طريقه في مهمة عمل إلى دولة الصين على متن الرحلة 953.

وتحتل مصر ترتيب متأخر في المؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2022، الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” في جاءت في المركز 168.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *