الحبيب بلعيد أول من بث أغاني الشيخ إمام من الإذاعة التونسية: قدمته 30 سنة دون مضايقات.. ولدي تسجيلات نادرة بينها أغاني لعبد الوهاب بصوته (حوار)  

لست بطلاً ولم أنخرط في النشاط السياسي المعارض.. وسجلت له في حفلات خاصة وهو يغني لزكريا أحمد  

سجلت معه حوارا للتلفزيون ولم يُذاع وأسعى للحصول على الشريط لكن الصعوبة أنه قبل عصر التسجيلات الرقمية  

هناك من أعجبه الشيخ إمام ومن قال بأن صوته ليس جميلا وأغانيه ليست غنية موسيقيا لأنها تعتمد على آلة العود وحدها 

لم يكن هناك أغاني محظورة للشيخ إمام والمرة الوحيدة التي تلقيت فيها تعليمات بشأنه كانت بعد غزو الكويت بسبب أغنية “شرفت يانكسون بابا” 

حاوره في تونس: كارم يحيى  

قال المخرج المسرحي التونسي التقدمي، توفيق الجبالي، في دهشة يحتفظ بها منذ نحو نصف قرن خلال ندوة نظمها فرع مؤسسة “روزا لكسمبورج” بتونس يوم 14 يونيو 2017 عن الدور الثقافي “للجنة العمل ونشر الثقافة العربية بباريس”( كات كاف) في تعريف التونسيين بالشيخ إمام:” لاحقا واعتبارا من نهاية السبعينيات كانت أغنياته تبثها الإذاعة التونسية بينما ظلت ممنوعة في مصر”.    

أما بطل مبادرة بث أغنيات سياسية احتجاجية ناقدة في إذاعة الدولة بتونس فهو دون جدال أو إدعاءات تنافسه “الحبيب بلعيد”. وهو شخصية بادية الهدوء والرزانة، لا يخرج حديثه معك مهما امتد لساعات عن صوت هادئ خفيض في تواضع يخجلك. وهو من تولى بعيد ثورة الشعب التونسي المجيدة (17 ديسمبر 2010 ـ 14يناير 2011) ومباشرة مسؤولية أول رئيس مدير عام للإذاعة الوطنية التونسية في أعقابها، كما يشغل حاليًا عضوية مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا)، واللافت أيضا أنه تولى مسؤولية إدارة إذاعة الشباب التابعة للدولة أيضًا بين عامي 95 و1997.   

وهذا الحوار أجرى معه على مقربة من مقر “الإذاعة الوطنية”  بحي “لافاييت” بالعاصمة تونس، وفي جلسة واحدة ممتدة خلال يوم 30 سبتمبر 2017 بمقهى حديقة “البلفدير”، وحين كان تقاعد من الإذاعة نهائيًا. 

 والحوار يأتي بين ملاحق كتاب عكفت على جمع مادتها في تونس (شهادات حية ووثائق) على مدى سنوات حتى عام 2018. ولم تتح ظروف عامة وشخصية استكمال الكتابة والنشر لليوم. ووجدت من المناسب نشرة الآن مع حوارات مع شخصيات تونسية أخرى بمناسبة بين الذكرى السنوية لرحيل الشيخ إمام في 7 يونيو 1995 وذكرى ميلاده في 7 يوليو 1918. وأكرر أن النشر هنا في موقع “درب” اليساري بمصر اعتبره بمثابة تقدير لنضالية كل من واجه ومازال قمع الحجب من النشر في بلادنا.   

لست بطلا:  

*في البداية حدثنا عن هذا الإنسان والإذاعي الذي كنته وأخذ مبادرة بث أغاني الشيخ إمام في إذاعة الدولة بتونس نهاية عقد السبعينيات، وفيما كانت البلد أيضا تعاني استبداد “الدولة الوطنية” وبوليسيتها وقمعها وفي ظل حكم زعيم الحركة الوطنية والاستقلال “بورقيبة”؟.  

ـ أنا لست بطلا ولم أنخرط في النشاط السياسي المعارض. كنت بالأصل أعمل معلمًا للعلوم الطبيعية في مدارس تونس. ولاهتمامي بالثقافة والفنون والإعلام وإجادتي اللغة الفرنسية، التحقت بإذاعة “تونس الدولية” حوالي عام 1972، وهي إذاعة ناطقة بالفرنسية وكانت خلال سنوات الاستعمار جزءًا من إذاعة باريس، وبعد الاستقلال عام 1956 جرت “تونستها”.    

 وبعد نحو خمس سنوات من العمل بالإذاعة ـ أي في أكتوبر عام 1977 ـ ذهبت إلى باريس في إجازة تسعة أشهر، لاستكمال دراستي العليا للعلوم الطبيعية، لكنني أحببت أن أعيش حياة ثقافية عامرة بفرنسا أكثر منها مهتمة بالعلوم، ولذا اتصلت بالعديد من الفنانيين والصحفيين الفرنسيين، كما كنت مغرمًا بالشعر الهادف الملتزم، ولذا ترددت في باريس على معامل تسجيل الأسطوانات الموسيقية مثل ماركوني وأماكن إنتاجها وتوزيعها كدار “شندموند” (تعني أغاني العالم)، وتتميز هذه الدار بأنها تهتم بالأغنيات والموسيقيات التي لاتجد حظًا لها في وسائل الإعلام الجماهيرية، أي بما هو غير تجاري، وبخاصة تلك التي تحمل مضامين نقدية وثورية.    

وفي زيارة لمقر “شندموند” بباريس كمنشط (مذيع) يُقدم برنامجًا للأغاني والموسيقى الأجنبية بتونس، قدموا لي هناك ثلاث أسطوانات جديدة من إنتاجهم:”جفرا” للبناني “مارسيل خليفة” و”وابور زمر خش البحر ” للتونسي “الهادي قلة” و”عيون الكلام ” للمصري” الشيخ إمام”. واكتشفت معها مولد أغنية جديدة بعالمنا العربي، تعتمد على النص الجيد الملتزم. ومن ناحية الموسيقى تقوم على البساطة كأسطوانه إمام، وحيث الموسيقى تنبعث من عود وآلة إيقاع ليس إلا، ودون الحاجة إلى أوركسترا كبير أو توزيع موسيقي. هكذا أدركت أنني أمام أغاني بسيطة لكن لها وقعا كبيرا.    

 عندما استمعت إلى الأسطوانات الثلاث اكتشفت تصورا جديدا للأغنية ولأهدافها، وأنها أغاني هادفة، وتخرج عن سياق الغزل التقليدي السائد عندنا، هكذا أكتشفت في باريس عام 1978 شيئا جديدا وآخر لم أكن أعلم به من قبل.  

*هل كانت لك ذائقة تفضل أغنيات معينة قبل هذا الاكتشاف؟  

ـ كنت كمنشط (المذيع) للأغاني في إذاعة دولية باللغة الفرنسية مغرم حينها بفرقة “البيتلز”. وعلى المستوى الشخصي أيضا كنت مغرما بأم كثلوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ و نجاة الصغيرة.. وهكذا.  

*وكيف قمت ببث أول أغنية للشيخ إمام في تونس؟  

ـ عدت إلى تونس قبل نهاية عام 1978 محملا بمجموعة أسطوانات جديدة من بينها أسطوانة الشيخ إمام، فضلا عن تسجيلات لحوارات مع مغنيين وصحفيين فرنسيين كبار. وكنت من قبل أقدم برامج مفتوحة (على الهواء) ثقافية ورياضية مع أغانيات باللغة الفرنسية. ومع حلول العام التالي 1979 بدأت برنامج باسم “الأغنية العربية الجديدة”، وهو عبارة عن سهرة تمتد لثلاث ساعات من التاسعة إلى منتصف الليل ومباشرة على  الهواء أيضا. وتغير اسم البرنامج بعد عامين واسميته “الموسيقى العربية”. وهو أول برنامج قدمت من خلاله الشيخ إمام في عام 1979. وبدأت أحكي عن إمام من خلال ماهو مكتوب باللغة الفرنسية على الغلاف الورقي للأسطوانة.  

*هل تتذكر أول أغنية قمت بإذاعتها ؟  

ـ أعتقد “عيون الكلام”، وهي عنوان الأسطوانة كلها. ربما كانت هي “عيون الكلام”. لا أتذكر بالضبط، ولذا ربما، أقول ربما.  

*وماهي ردود الفعل داخل الإذاعة نفسها في هذا الوقت؟  

ـ كانت الرقابة تتركز أكثر بالطبع على البرامج المذاعة باللغة العربية وإذاعاتها، وأشد بالطبع على “الإذاعة الوطنية” كخدمة رئيسية بالعربية. وماحدث أنني لم أتلق أي ملاحظات من المسئولين عن إذاعة تونس الدولية أو مدير الإذاعة كلها “عبد العزيز قاسم” أو أي من المسئولين أو الرقابة. بالفعل لم يقم مدير الإذاعة باستدعائي للاعتراض. لكن حدثت ردود فعل من زملائي والمستمعين، بعضها إيجابي والآخر سلبي. هناك من أعجبه الشيخ إمام، ومن قال بأن صوته ليس جميلا وأغانيه ليست غنية موسيقيا لأنها تعتمد على آلة العود وحدها. وربما كان أصحاب هذه الرأي من مستمعين يهتمون بالشكل أكثر من المضمون.  

وبالمقابل كان هناك مستمعون آخرون يعرفونه من قبل، ومن خلال تداول شرائط الكاسيت. وربما هنا بتونس منذ نحو عام 1975. وبالطبع هو وصل إلينا عبر الكاسيت أولا ، ثم جاءت الإذاعة لتعطيه الإشعاع الأكبر بين التونسيين. ولايجب أن ننسى أن تسجيل الأسطوانة كان أكثر نقاء ووضوحا من شرائط الكاسيت المستنسخة والمتداولة بين الناس.  

وبالطبع جودة الصوت عند الأسطوانة وراءها مجهود “الهاشمي بن فرج”. وكنت عندما قرأت غلاف الأسطوانة اكتشفت أن مهندس الصوت هو التونسي “الهاشمي”. وسعيت للاتصال به. وكان وقتها قد عاد إلى تونس، وأصبح مدير شركة ” النغم” التونسية العمومية. وتعرفنا على بعض وأصبحنا أصدقاء، وقام بإعطائي تسجيلات لأغاني أخرى للشيخ إمام على أشرطة ممغنطة كان قد أنجزها خلال زيارته للقاهرة، وبعضها في منزل إمام، وتقريبا كل الأغاني التي قمت بإذاعتها بعدها كانت من التسجيلات الخاصة “للهاشمي بن فرج”.   

*نعود إلى ردود الفعل داخل الإذاعة نفسها .. يبدو مدهشا ما ذكرته سابقا.  

ـ زملاء لي بالإذاعة الدولية، وليس كل الزملاء هناك، استنكروا تمرير وبث أغاني عربية عندنا. قالوا نحن إذاعة دولية وليس لنا شأن بالعربية، وإن كانت موجهة للعرب.  

وأتذكر الآن أن اجتماعا من المدير العام للإذاعة “عبد العزيز قاسم” بين عامي 79 و1980 أثير خلاله بث إذاعة تونس الدولية لأغاني الشيخ إمام. لم يكن في الأمر اعتراض أو نقد وهجوم على مضمون الأغنيات. بل مجرد انتقادات للإسراف في استخدام أغنيات بالعربية في هذه الإذاعة الناطقة بالفرنسية. لكن “قاسم “رد قائلا :” ما في مشكلة تنجموا ( تستطيعون) بث أغنيات بالعربية إذا كان مستواها جيدا”. وبالفعل كان الرجل بالأصل إنسانا مثقفا، وهو بالأصل أستاذ جامعي وشاعر ينظم باللغتين العربية والفرنسية معا.  

وفي النهاية يجب ملاحظة أن أغاني الشيخ إمام بصفة عامة لم يمكن بثها بالإذاعة الوطنية، عدا أغنية “يافلسطينية”، إلا بعد الثورة .. بعد يناير 2011. كان بالطبع مستحيل بث أغنية كـ “شيد قصورك” قبل  الثورة. ومع هذا أذيعت هذه الأغنية مرارا من الإذاعة الدولية، هي وغيرها.   

*إذن لم تكن هناك وبخبرتك وشهادتك في إذاعة تونس الدولية أغاني محظورة للشيخ إمام ؟  

ـ وبالفعل بالنسبة لنا لم يكن هناك أغاني محظورة للشيخ إمام . لكن المرة الوحيدة التي عرفت تدخلا من الإدارة جاءت من مدير الإذاعة مع حرب الخليج إثر غزو العراق للكويت صيف 1990. في البداية كانت الحكومة التونسية مع بغداد. ووقتها قال لي مدير الإذاعة مرر (بث) كل الأغاني الملتزمة (السياسية) التي عندك وكأننا في حرب، ولما تغير الموقف الرسمي بتونس من الحرب وأخذنا ندين الرئيس العراقي صدام حسين واحتلال الكويت قال لي:” يزي ( كفى).. أشنو تعديلنا ( لماذا تذيع ) شرفت يانكسون بابا”. قال “يزي هذه الأغاني”.  

وبالمقابل وفي كل الأوقات، كانت هناك أغاني فرنسية محظورة. تلك التي تحض على الثورة مثل بعض أغاني “جان فيرا”. وكذا كان من المحظور بث أغاني تدعو للصهيونية أو لفنانين مساندين لها.  وبصفة عامة يمكن القول بأن المسئولين في إذاعة تونس الدولية كان لديهم ثقة في نوعية ومستوى ما أقوم ببثه من أغنيات على المستوى الفني وبالنسبة لمضمون الكلمات.  

وكان برنامجي مفتوحا لإذاعة أغنيات فرق تونسية قامت بغناء الشيخ إمام أو الأغاني الثورية الأخرى بعاميتنا التونسية. مجموعات مثل “البحث الموسيقي”  بقيادة “نبراس شمام” و”الحمائم البيض” وغيرهما ولفنانين اشتهروا بتقديم هذه الأغنيات مثل “الهادي قلة” و”الزين الصافي” و”محمد بحر”. وتقريبا كنت الوحيد هنا الذي أقوم بالتعريف بهم عبر موجات الإذاعة. كان برنامجي بمثابة فضاء لإذاعة الأغاني الثورية الملتزمة تونسية وغير تونسية.  

*إلى متى بقيت تذيع أغاني الشيخ إمام ؟  

ـ إلى آخر حلقة في البرنامج قبل تقاعدي من العمل خلال عام 2010. 

*هل تتذكر أول مرة قابلت الشيخ إمام؟  

ـ  عندما جاء إلى تونس في المرة الأولى خلال عام 1984 بدعوة من اتحاد الشغل. وكان اللقاء في منزل الصديق “الهاشمي بن فرج”. وأجريت خلال هذه الزيارة حوارا لإذاعة تونس الدولية معه. وجاءنا في مبنى الإذاعة حينها.  

وعندما علمت بعودته لزيارة تونس في مرتين بعدها قابلته أيضا، وسجلت معه أغنيات بصوته. وفي عام 1989 ـ أي الزيارة الثانية ـ سجلت معه حوارا للقناة الوطنية (التلفزيون التونسي). في الأستوديو حكى لنحو الساعة عن مسيرته. لكن للأسف لم تتم إذاعة هذا الحوار التلفزيوني أبدا. لم يتم تجهيزه أو عمل مونتاج، وهذا لأنني اختلفت مع المخرج حول تصور البرنامج، وأنا لا أحمل إدارة التلفزيون حينها مسئولية عدم بث الحوار. وببساطة لأنه لم يكن جاهزا للبث، وربما كان السبب أنه لم يعجبني الإخراج، وأعتبرته ليس جيدا، وشريط التسجيل عند التلفزيون التونسي وأسعى للحصول عليه، لكن الصعوبة أنه قبل عصر التسجيلات الرقمية، هو مسجل على بكرات كبيرة ويحتاج إلى آلات لتشغيله والعمل كي تتم رقمنته.  

وفي كل الأحوال وخلال زياراته الثلاث ـ التي علمت بها ـ لم ألتق بالشاعر “أحمد فؤاد نجم” بصحبته. كان الخلاف بينهما قد وقع في الجزائر، وقبل أن يأتي “إمام” عندنا في زيارته الأولى خلال عام 1984.  لكنني ألتقيت “بنجم” خلال زيارته هو لتونس بمفرده.   

*هل حضرت سهرات خارج حفلات الشيخ إمام خلال زياراته لتونس؟  

ـ كان دوري يقتصر ويتركز على إذاعة أغانيه في الإذاعة، وحضرت بالطبع سهرات خاصة عند أصدقاء استضافوه هنا في منازلهم. وكان يصحبه فيها شعراء كالشاعر “آدم فتحي” وفنانون تونسيون من رموز الأغنية الملتزمة عندنا.  

وكان يغني وأقوم شخصيا بالتسجيل في هذه المناسبات. وعندي للآن تسجيلات ليست عند أحد من هذه السهرات الخاصة، وبعضها لأغنيات غرامية لزكريا أحمد و عبد الوهاب وأم كلثوم بصوته.  

وأحب الإشارة أيضا إلى تسجيلات تحتفظ بها عندي لبروفات قصيدة الشاعر “آدم فتحي” عن اتحاد الشغل.    

.. ( يطلق عليها اليوم نشيد الاتحاد واستمع إليها المحاور مرارا في مناسبات جماهيرية عديدة لاتحاد الشغل وبينها عيد العمال أول مايو).  

*هل قام الشيخ إمام بغناء أغاني باللهجة التونسية ؟  

ـ غني أشعارا بالعربية الفصحي لتونسيين ، مثل أغنية “ياولدي لا تبكي فأحزان الصغر تمضى مع الفجر”، وهي أيضا “لآدم فتحي”  

*في رأيك وبخبرتك لماذا وجد الشيخ هذا الاهتمام والقبول اللافت والأهم في تونس مقارنة ببقية دول المغرب الكبير؟  

ـ لا أحب المقارنات، لكن ربما السبب هو أن تونس منفتحة أكثر على العالم الغربي، وبشكل أساسي أوروبا، وبخاصة فرنسا وأسبانيا، ولذا ظلت أكثر تقبلا لهذه الموسيقى الملتزمة، وأيضا للدور الكبير في تونس هنا للمجتمع المدني، وحتى المسئولون عن الثقافة والمهرجانات بالدولة التونسية لم يكن لديهم اعتراض له أهمية على كل ماهو فن ملتزم.  

بالطبع الشيخ إمام لم يظهر في أي من أنشطة وزارة الثقافة ومهرجاناتها، فمن قام باستضافته أساسا هو المجتمع المدني كاتحاد الشغل ورابطة حقوق الإنسان وغيرهما، وأظن لم تكن هناك حاجة ولا داعي لأن تستضيفه وزارة الشئون الثقافية أو في مهرجان قرطاج السنوي.    

 وأظن كذلك هناك عامل ثالث يساعد في الإجابة على السؤال. وهو دور الطلبة والجامعة التونسية، وتحديدا دور اتحاد طلبة تونس ( اليساري).  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *