الاستقطاب يدخل حقبة جديدة| تصنيف «مراسلون بلا حدود» لحرية الصحافة 2022: تزايد عدد دول القائمة الحمراء.. ومصر تتراجع إلى المرتبة 168

العراق وسوريا ضمن أسوأ 10 دول في حرية الصحافة بجانب الصين وإيران وكوريا الشمالية وإريتريا وميانمار وتركمانستان وفيتنام وكوبا

عدد الدول في «القائمة الحمراء» وصل لرقم قياسي.. و10 دول عربية بينها مصر ضمن تصنيف «سيء للغاية» بالمؤشر

الأمين العام لمراسلون بلا حدود: إرساء أسس الترسانات الإعلامية في الدول الاستبدادية يقضي على حق مواطنيها في الوصول إلى المعلومات وقد يؤدي إلى «حروب فظيعة»

نشرت منظمة “مراسلون بلا حدود” تصنيفها السنوي لحرية الصحافة لعام 2022، والذي كشف عن وصول عدد الدول في القائمة الحمراء لرقم قياسي بلغ 28 دولة، وتراجعت مصر مرتبتين في تصنيف المؤشر الذي يقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً لتحتل المرتبة 168.

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان صحفي إن المؤشر في نسخته العشرين والتي جاءت تحت عنوان “حقبة جديدة من الإستقطاب” يكشف عن زيادة مضاعفة الاستقطاب الإعلامي الذي يغذي الانقسامات داخل البلدان، فضلاً عن الاستقطاب بين البلدان على المستوى الدولي.

وكشفت المنظمة عن وصول عدد الدول في القائمة الحمراء لحرية الصحافة، التي تضم تصنيف “سيء للغاية” لرقم قياسي بلغ 28 دولة في مؤشر هذا العام، بعد ضم 12 دولة من بينها بيلاروسيا (المرتبة 153) وروسيا (المرتبة 155). 

وطبقا للمؤشر فقد ضمت قائمة أسوأ 10 دول في العالم من حيث حرية الصحافة كل من ميانمار (المرتبة 176)، حيث أدى انقلاب فبراير 2021 إلى تراجع حرية الصحافة بمقدار 10 سنوات، بالإضافة إلى الصين وتركمانستان (المرتبتين 175 ، 177) وإيران (المرتبة 178) وإريتريا (المرتبة 179) و كوريا الشمالية (180). 

كما ضمت قائمة أسوأ 10 دول دولتين عربيتين هي العراق وسوريا على التوالي في المرتبتين (172 ، 171 ). من ناحية أخرى كشف تصنيف العام الحالي عن تراجع ترتيب مصر في القائمة بمرتبتين لتحتل المرتبة 168 وذلك بعد أن كانت في المرتبة 166 في تصنيف العام الماضي.

وتواصل البلدان الاسكندنافية الرائدة الثلاث على رأس المؤشر – النرويج والدنمارك والسويد – العمل كنموذج ديمقراطي حيث تزدهر حرية التعبير، بينما تبرز مولدوفا (المرتبة 40) وبلغاريا (المرتبة 91) هذا العام بفضل التغيير الحكومي. والأمل الذي جلبه لتحسين وضع الصحفيين حتى لو كان الأوليغارشيون لا يزالون يمتلكون أو يتحكمون في وسائل الإعلام.

وقال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، إن رئيسة تحرير شبكة “روسيا اليوم”، مارغريتا سيمونيان، كشفت عن جوهر فكرها في أحد برامج قناة “روسيا وان”، من خلال التأكيد على أنه “لا وجود لأية أمة عظيمة دون سيطرة على الصحافة”. 

وأكد ديلوار أن “إرساء أسس الترسانات الإعلامية في الدول الاستبدادية يقضي على حق مواطنيها في الوصول إلى المعلومات، ولكنه في الوقت ذاته يُعد نتيجة حتمية لتنامي التوترات على المستوى الدولي، مما قد يؤدي إلى حروب فظيعة. وعلى الصعيد الداخلي، يشكل إضفاء طابعٍ “فوكسنيوزي” على وسائل الإعلام خطراً كارثياً على الديمقراطيات، لأنه يقوض أسس التناغم المدني والنقاش العام المبني على التسامح. 

وشدد على أنه أمام هذا الانحراف الجارف نحو الهاوية، بات من المُلح اتخاذ القرارات اللازمة، من خلال تشجيع اتفاق جديد للنهوض بالصحافة، على غرار ذلك الذي اقترحه منتدى الإعلام والديمقراطية، ومن خلال اعتماد إطار قانوني ملائم، مع الاستعانة بنظام لحماية المساحات الإعلامية الديمقراطية”.

ووفقا للبيان، يُعتبر غزو روسيا (المرتبة 155) لأوكرانيا (106) في نهاية فبراير 2022 مثالاً صارخاً لهذه لظاهرة الاستقطاب الإعلامي الذي يغذي الانقسامات داخل البلدان، حيث تم تمهيد الطريق له بشن حرب دعائية. كما تُعد الصين (المرتبة 175) من بين الأنظمة الاستبدادية الأكثر قمعاً، وهي التي استخدمت ترسانتها التشريعية لفرض حجر على مواطنيها وعزلهم عن بقية العالم، وخاصةً في هونغ كونغ (المرتبة 148)، التي تتراجع بشكل مهول في التصنيف. 

وقالت مراسلون بلا حدود في بيانها إنه لا يزال يستمر الافتقار إلى حرية الصحافة في الشرق الأوسط في التأثير على الصراع بين إسرائيل (المرتبة 86) وفلسطين (المرتبة 170) والدول العربية.

وأكدت المنظمة أن الاستقطاب الإعلامي يغذي أيضا الانقسامات الاجتماعية الداخلية في المجتمعات الديمقراطية مثل الولايات المتحدة (المرتبة 42)، على الرغم من انتخاب الرئيس جو بايدن. 

وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديدة تغذي تصاعد التوتر الاجتماعي والسياسي، لا سيما في فرنسا (المرتبة 26).

وقالت المنظمة إنها طورت منهجيتها في إعداد تصنيف هذا العام، من خلال العمل مع لجنة مكونة من سبعة خبراء من القطاعين الأكاديمي والإعلامي، لافتة إلى أن المنهجية الجديدة تُعرِّف حرية الصحافة بأنها “الإمكانية الفعالة للصحفيين، بشكل فردي وجماعي، لاختيار وإنتاج ونشر المعلومات التي تصب في المصلحة العامة، وذلك في استقلال عن التدخل السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي، ودون أي تهديدات ضد سلامتهم الجسدية والعقلية”.

وتقوم المنهجية التي اعتمدتها مراسلاون بلا حدود – وفقا للبيان – خمسة مؤشرات جديدة يتمحور حولها الترتيب بحيث تُصوِّر حرية الصحافة بكل تجلياتها وتعقيداتها: السياق السياسي، الإطار القانوني، السياق الاقتصادي، السياق الاجتماعي والثقافي، ثم السلامة والأمن.

وأوضحت المنظمة أنه في البلدان الـ180 التي يشملها التصنيف، يتم تقييم هذه المؤشرات على أساس مسح كمي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى دراسة نوعية تستند إلى إجابات مئات الخبراء الذين اختارتهم مراسلون بلا حدود من بين المختصين في مجال حرية الصحافة (من صحفيين وأكاديميين وحقوقيين)، علماً أن الاستبيان شمل ما لا يقل عن 123 سؤالاً، حيث تم تحديثه للتطرق إلى بعض القضايا بشكل أفضل، لا سيما تلك المتعلقة برقمنة وسائل الإعلام.

وقال مراسلون بلا حدود – في ختام بيانها – إنه في ضوء هذه المنهجية الجديدة، يجب توخي الحذر عند المقارنة بين تصنيفات 2022 ونتائجها مع تلك من العام 2021، فبينما توقف جمع البيانات لمؤشر هذا العام في نهاية يناير 2022 ، تم إجراء بعض التحديثات من يناير إلى مارس 2022 على بعض البلدان التي تغير فيها الوضع بشكل كبير (روسيا وأوكرانيا ومالي).

يذكر أنه ضمن قائمة الدول العربية احتلّت جزر القمر المرتبة الأولى عربياً (المركز83 عالمياً)، تونس ثانياً (المركز 94)، وموريتانيا ثالثاً (المركز 97)، وقطر رابعة (المركز 119)، والأردن خامسة (المركز 120). بينما جاءت مصر (المركز 168) واليمن (المركز 169) والأراضي الفلسطينية (المركز 170) وسوريا (المركز 171) والعراق (المركز 172) في ذيل القائمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *