إلهامي الميرغني يكشف ملامح الفقر الذي لا يعرفه شريف منير ورزق وعبد الباقي: عن أسواق البقايا وآكلي هياكل الدجاج

نائب رئيس التحالف: أية دراما لا يمكن أن تصف واقع الفقراء المؤلم.. مصريون باعوا أثاث منازلهم للحصول على الطعام في أزمة كورونا

ملامح الفقر: انتشار أسواق بقايا ومخلفات المطاعم.. وأفقر ألف قرية بسوهاج وأسيوط والبحيرة والمنيا وقنا يعيش فيها 8 ملايين فقير

كتب- فارس فكري

قال إلهامي الميرغني الباحث الاقتصادي ونائب رئيس حزب التحالف الشعبي إن الفنانين الذين انسحبوا من عرض فيلم “ريش” الذي يتحدث عن أسرة فقيرة لا يعلمون شيئا عن الواقع، مؤكدا أن أية دراما لا يمكن أن تصف واقع الفقراء المؤلم في مصر.

وانسحب شريف منير وأحمد رزق وأشرف عبد الباقي من عرض فيلم ريش في مهرجان الجونة والذي يتحدث عن أسرة مصرية فقيرة من المنيا بزعم أنه لا يقدم صورة مصر الحقيقية ويسئ إلى مصر.
وحصل الفيلم على الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان (كان) السينمائي الدولي

وقال الميرغني إن الدراسات تكشف واقع مؤلم للفقراء الذين يعيشون في فقر مدقع قرروا خفض استهلاكهم من الغذاء وقت أزمة كورونا حتى يستطيعوا تكلمة حياتهم البائسة.

فحسب دراسة للدكتورة هبة الليثي مستشارة الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء والأستاذة في كلية السياسة والاقتصاد فقد انخفض استهلاك الأسر المصرية من الغذاء من 2015 إلى 2018 بنسبة 5.1% فاصبحوا يأكلون أقل فضلا عن نوعية الطعام وجودته وتنوعه، كما تم تخفيض استهلاك اللحوم والأسماك والطيور بنسبة كبيرة.

وأضاف الميرغني أن الأسر المصرية واجهت أزمة فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية بمزيد من تخفيض الاستهلاك والبحث عن الاقتراض لسد حاجة الغذاء فقط.

فهناك 2.3 مليون مواطن فقدوا وظائفهم وانخفض دخلهم بنسبة 70% واضطروا إلى خفض استهلاكهم.

وقال الباحث الاقتصادي إن ملامح الفقر تنكشف من خلال الأرقام أيضا في دراسة عن أفقر ألف قرية في مصر وهي في محافظات سوهاج، وأسيوط، والبحيرة، والمنيا وقنا يعيش فيها أكثر 12 مليون مواطن منهم 8 ملايين فقير.

وأضاف نائب رئيس حزب التحالف إن الملامح تظهر أيضا في دراسات أخرى عن كيفية مواجهة المواطنين للفقر ولتداعيات جائحة كورونا، فالأسر المصرية الفقيرة لجأت إلى الاقتراض للحصول على الغذاء، وبعضها اضطر إلى بيع ممتلكاته من أثاث المنزل والأجهزة الكهربائية والمصوغات الذهبية للحصول على الطعام، واضطر 92% من المتضررين من أزمة كورونا إلى اللجوء إلى أنواع أرخص من الطعام، و28% منهم كانوا يشترون طعام بالأجل – على النوتة-، و16% منهم كانوا يبحثون عن التبرعات والصدقات لسد جوعهم، فيما اضطرت بعض الأسر إلى خفض طعام البالغين لإطعام الأطفال الفقراء، بينما اضطر 2.8% من المتضررين الذين فقدوا وظائفهم إلى الصيام.

وتابع الميرغني إن أسواق الفقراء للطعام أصبحت أيضا من ملامح الفقر في مصر، فظهرت أسواق مخلفات الطعام وبقايا المطاعم، وأرجل الدجاج، وكسر البسكويت وعجين الجاتوهات، فقراء لم يراهم الفنانين الثلاثة الذين اعترضوا على الفيلم.

وقال الباحث الاقتصادي إن البرامج الاجتماعية التي تقدم فيها الدولة المساعدات للفقراء لا تؤدي إلى خروج الفقراء من دائرة الفقر، فبرامج تكافل وكرامة وغيرها تقدم للفقراء أقل من الحد الأدنى للحياة الذي حدده الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الذي وصل إلى 763 جنيها، بينما معاش تكافل وكرامة أقل من 500 جنيه للأسرة.

يذكر أن “ريش” شارك في بطولته دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية، سيناريو وإخراج عمر الزهيري.

والفيلم يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.

وانسحب الفنانين لتناول الفيلم معاناة الفقراء في مصر، معتبرين أن الفيلم يقدم صورة غير حقيقة عن مصر ويسيئ إليها ويقلب الحقائق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *