إعادة الإعمار و”صفقة التبادل” ولقاء رئيس المخابرات.. ماذا نفهم من لقاء قادة “حماس” في القاهرة؟

اللقاء يضم هنية والسنوار والعاروري ومشعل وقادة الحركة في الداخل والخارج.. وقاسم: اتصالات يومية مع بخصوص مختلف القضايا

وكالات

اجتمع وفد حركة حماس، مساء أمس الأحد، من الداخل والخارج في القاهرة بدعوة رسمية من مصر، ليكون أول لقاء لمكتبها السياسي، بعد إتمام انتخابات الحركة الداخلية قبل عدة أسابيع، في وقت تحاول فيه الحركة إنجاز ملف صفقة التبادل وإعمار غزة بشكل عاجل في ظل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة في القطاع.

وضم وفد الحركة الذي التقى في القاهرة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، ورئيسها في الضفة صالح العاروري، وفي الخارج خالد مشعل، وأعضاء المكتب السياسي العام.

ووفقا لتقارير فلسطينية، من المقرر أن تلتقي قيادة الحركة، اليوم الاثنين، رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، لبحث عدد من القضايا المشتركة.

وقال حازم قاسم الناطق باسم الحركة إن زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة اليوم برئاسة إسماعيل هنية وبمشاركة قيادة الحركة في كل الساحات، تأتي ضمن التواصل المستمر والمتواصل بين حماس والقاهرة مشيرا إلى أن هناك اتصالات يومية بخصوص مختلف القضايا.

وأضاف لوكالة “معا” الفلسطينية: “نحن نهتم بالدور المصري، وندعو دائما إلى توسيعه وننظر بإيجابية وأهمية كبيرة لهذا الدور في مختلف الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وأكد أن الزيارة تبحث قضايا مهمة متعلقة بدور مصر في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية في ظل محاولات تصفيتها من قبل الاحتلال، وأيضا تبحث في دور مصر الهام والمركزي في التخفيف من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي، وأيضا هناك الدور المصري الهام في موضوع إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في العدوان الأخير وكيفية تنفيذ الدور وآلياته، مؤكدا أن حماس تنظر باهتمام كبير إلى هذا الأمر.

وأشار إلى أن تثبيت وقف إطلاق النار دائما مطروح في لقاءات مصر مع حركة حماس، وموقف الحركة يجب أن يلزم الاحتلال بموجبات وقف النار خاصة وقف عدوانه على المقدسات وأهل القدس ووقف قتله للمدنيين في الضفة ورفع الحصار عن غزة، وأن اللقاء سيعيد تأكيد هذا الموقف مع الأشقاء في مصر وأيضا باقي ملفات الحصار المفروضة على القطاع والتفاهمات التي بين الاحتلال والوسطاء للتخفيف عن هذا الحصار المفروض .

وأوضح أن ملف تبادل الأسرى بين كتائب القسام والاحتلال هي قضية دائما مطروحة على طاولة كل لقاءات حماس مع الوفود سواء العربية أو حتى الأجنبية.

وأضاف: “حماس موقفها واضح أنها جاهزة للدخول في مفاوضات جادة وحقيقية للوصول إلى صفقة يفرج فيها الاحتلال عن الأسرى مقابل الحصول على جنوده في حال قبل الاحتلال بالشروط والمطالب التي تطرحها كتائب القسام وحركة حماس، ومصر كان لها دور سابق في مثل هذه الملفات وكانت وسيط مركزي في صفقة وفاء الأحرار التي أفرج فيها عن أسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان لها دور في تنفيذ ومتابعة كل تفاصيل هذه الصفقة، وبالتأكيد دور مصر مرحب فيها مجددا، المهم أن تكون هناك استجابة من الاحتلال لمطالب حماس والمقاومة”.

في سياق متصل، عقد الوفد الحكومي الذي يرأسه عصام الدعاليس رئيس متابعة العمل الحكومي لقاءات مع مسؤولين مصريين، تناولت ملفات إعادة إعمار غزة، وحركة المعابر.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف أمس إن الدعاليس توجه إلى مصر؛ لمناقشة العديد من الملفات والقضايا المهمة مع المسؤولين المصريين.

وأوضح معروف في تصريح لوكالة “صفا” أن زيارة الدعاليس “تأتي في إطار العلاقة المشتركة مع المصريين، ولبحث أهم القضايا الفلسطينية بما فيها موضوع إعادة إعمار قطاع غزة وفق الرؤية المصرية، وعمل الطواقم المصرية في غزة”.

وأضاف أنه سيناقش أيضًا موضوع معبر رفح البري وتسهيلات سفر المواطنين والتخفيف من معاناتهم، بالإضافة إلى التبادل التجاري، وغيرها من الملفات المطروحة في إطار العلاقة وذات الاهتمام بين الجانبين الفلسطيني والمصري.

كما عقد وفد رجال الأعمال لقاءات مع مسؤولين مصريين حول تعزيز العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وغزة.

وقال رئيس اتحاد المقاولين في غزة أسامة كحيل، أمس، إن الوفد ذهب إلى مهمة كانت مؤجلة لنحو شهرين لأسباب فنية، وسيناقش عدة قضايا وملفات متعلقة بالاستيراد والتصدير بين غزة والجانب المصري.

وأضاف لوكالة “صفا”، أن “الوفد- الذي سيمكث أسبوعًا في القاهرة- يحمل جملة من المطالب المتعلقة بزيادة السلع التي تدخل لغزة وتنوعها في ظل منع الاحتلال إدخال عدد من السلع، والمطالبة بتسهيل أسعار النقل البري”.

ولفت كحيل إلى أن الوفد سيبحث أيضًا مع الجانب المصري مشكلة الصادرات التي يعاني منها القطاع، خاصة وأن معظم السلع القابلة للتصدير من المنتجات الزراعية معرضة للتلف في ظل انتظار فتح سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري.

وتابع “سنبحث تصدير المنتجات من غزة لمصر عبر معبر رفح البري ومنه إلى الموانئ المصرية لتصديرها إلى أسواق أوروبا، وهو يأتي في إطار التنافسية بينه وبين معبر كرم أبو سالم، لمصلحة المواطن بغزة، خاصة في ظل تحكم الاحتلال بالمعبر”.

وبين أن الزيارة تهدف أيضًا لتسهيل حركة رجال الأعمال من وإلى قطاع غزة خاصة في ظل بدء عملية إعمار القطاع، والجهود المصرية في عملية الإعمار، بالإضافة لبحث عليات النقل عبر الموانئ المصرية.

يذكر أن مصر كانت قد أعلنت استضافة اجتماعات الفصائل الفلسطينية في يونيو الماضي لمناقشة ملفات عالقة والوصول لتوافقات حولها، تمهيداً لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني والاتفاق على آليات إعادة إعمار غزة، إلا أنها عادت وقررت التأجيل لمنح الفصائل فرصة للتشاور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *