أهدرت إيران دمه وأحرقت جماعات إسلامية كتبه.. من هو سلمان رشدي الروائي المثير للجدل الذي تعرض لمحاولة اغتيال بالولايات المتحدة؟

12 طعنة في العنق والوجه تلقاها الروائي والكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، أرقدته مصابا في إحدى مستشفيات ولاية نيويورك الأمريكية، نتيجة هجوم شاب أمريكي من أصل لبناني عليه، لأسباب رحج كثيرون أنها “عقائدية”. 

بدأ رشدي (75 عاما) مؤلف رواية “آيات شيطانية”، التحدث مرة أخرى بعد وضعه في وقت سابق على جهاز التنفس الصناعي، حسبما قال وكيله لصحيفة نيويورك تايمز. 

المشتبه به بمهاجمة رشدي والذي كشفت الشرطة الأمريكية أنه يدعى، هادي مطر، أمريكي من أصول لبنانية، ويبلغ من العمر 24 عاما، قدم إقرارًا بعدم الذنب في المحكمة، السبت، وتم احتجازه بدون كفالة. 

ووجهت إلى مطر تهمة الشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية بقصد إحداث إصابة جسدية بسلاح فتاك، وفقا وفقًا للمدعي العام بمقاطعة تشاوتاوكوا جيسون شميدت، الذي لفت إلى أنه مطر قد يوجه عقوبة بالسجن لمدة 36 عاما إن أدين بهذه التهمتين. 

وذكرت “ديلي ميل” أن المهاجم حصل على تذكرة لحضور الحفل، ووصل قبل يوم واحد من الهجوم إلى المكان حاملا هوية مزيفة، ولفتت إلى أن رشدي تعرض للطعن 12 مرة في العنق والوجه، علما أن تقارير أخرى ذكرت أن عدد الطعنات بلغ 10 وبعضها في البطن. 

وذكر المدعي في مقاطعة تشوتاكوا، حيث وقع الهجوم، خلال محاكمة هادي مطر، السبت، أنه سافر بالحافلة إلى المقاطعة قبل يوم واحد على الأقل من الحادث، واشترى تذكرة للمحاضرة، الأربعاء، وأكد أن الهجوم كان مخططا بشكل مسبق وغير مبرر. 

وكان سلمان رشدي يهم بإلقاء محاضرة عن حرية الإبداع في معهد تشوتاكوا غربي نيويورك، الجمعة، عندما هاجمه شاب بسكين موجها له طعنات عدة. 

وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن المهاجم اتخذ خطوات عدة عمدا لوضع نفسه في مكان يمكّنه من إيذاء رشدي، بما في ذلك الحصول على تذكرة للمشاركة في الحدث الذي كان من المقرر أن يتحدث فيه رشدي. 

وفي السياق، قال طبيب شهد عملية الطعن إنها وقعت على الرغم من وجود اثنين من عناصر الشرطة في المكان، حيث كانا يعملان على تأمين الحدث، لكن الحشد الذي كان حاضرا هو من تدخل وأوقف المهاجم. 

وذكر مارتن هاسكل وهو طبيب من ولاية أوهايو: “الجمهور هو الذي تمكن من إخضاع المهاجم، وسرعان ما قام الشرطيان بتقييد يديه”، ولفت إلى أن وجود عنصري الشرطة لم يمنع المهاجم الذي ركض سريعا نحو المنصة شاهرا سكينه، بدون أي عائق، لكن ليس من الواضح أين كان العنصران يقفان بالضبط في الحدث. 

كانت روايته الثانية أطفال منتصف الليل (1981) فازت بجائزة بوكر الأدبية في عام 1981، إذ اعتُبرت «أفضل رواية لجميع الفائزين» في مناسبتين منفصلتين احتفالًا بالذكرى الخامسة والعشرين والأربعين لجائزة بوكر الأدبية. 

وأثار رشدي جدلا واسعا بعد كتابته”آيات شيطانية”، التي وصفها البعض بأنها ركزت على الإساءة لرسول الله محمد، وما ساعده في ذلك هو ما كان سبب الضجة في الرواية وهو ذكره لرواية في كتاب البخاري تعرف بحديث الغرانيق.  

أدى نشر رواية آيات شيطانية سبتمبر سنة 1988 إلى ضجة كبيرة في دول العالم الإسلامي، واسم الكتاب يشير إلى عادة إسلامية في الكتاب قام حسبها الرسول محمد (ماهوند في الكتاب)، بإضافة آيات في القرآن لتبرير وجود آلهة ثلاث كانوا مقدسين في مكة حينها. حسب الرواية فان الرسول محمد قام بحذف وتغيير هذه الآيات بتبرير بأن الشيطان نطق على لسانه هذه الايات. وهذا ما أثار الغضب في العالم الإسلامي الأمر الذي أدى إلى منع ترجمة وبيع الكتاب في اللغة العربية. 

في 14 فبراير 1989، صدرت فتوى بهدر دم المؤلف سلمان رشدي عن قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني من خلال راديو طهران الذي قال فيه أن يجب إعدام سلمان رشدي وأن الكتاب هو كتاب ملحد للإسلام. 

وفي 3 أغسطس 1989، فشلت محاولة لاغتياله بواسطة كتاب مفخخ، حاول تمريره عنصر من حزب الله يدعى مصطفى مازح. انفجر الكتاب بشكل مبكر مما أدى إلى مقتل الأخير وتدمير طابقين من فندق بادينغتون، ولهذا السبب عاش سلمان رشدي مختفيا على الانظار والحياة العامة لمدة 10 سنوات. 

في الفترة اللاحقة لهذه الفتوى تلت موجه كبيرة من الهجمات والتهديدات دور الطباعة والنشر والترجمة والكثير من المترجمين واصحاب دور الطباعة تعرضوا للتهديد أو القتل على أيدي جماعات إسلامية، والكثير من المكتبات حرقت أو تم تفجيرها، وأقيمت مسابقات بين بعض المجاميع لإحراق أكبر عدد ممكن من هذا الكتاب. 

وأعلن رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي، في عام 2007، أنّ الفتوى بهدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي، التي أصدرها الإمام الخميني في عام 1989 بسبب كتابه «آيات شيطانية»، لا تزال سارية، مؤكدًا أنها «غير قابلة للتعديل» 

لكن في يونيو 2007 منحته ملكة بريطانيا لقب «فارس» مما أثار ضجة جديدة في العالم الإسلامي، وأدى ذلك إلى توجيه الانتقادات من بعض الدول الإسلامية لهذا الحدث، حيث اعتبرته إيران «ضد الإسلام» أما في باكستان فقد أدان المجلس الوطني الباكستاني هذا القرار وطالب بريطانيا بسحب هذا التكريم فورا. 

وقال وكيله، في تصريح سابق للتايمز البريطانية، إن رشدي يعاني من تلف في الكبد والأعصاب وقد يفقد إحدى عينيه، بعد حادث الطعن الأخير الذي تعرض له في أثناء حديثه على خشبة المسرح في معهد تشوتوكوا، إلا أنه بدأ مؤخرا استعادة وعيه، بينما ما يزال الجدل مستمرا حول آرائه وأعماله الأدبية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *