“أسوشيتد برس” وصحف عالمية عن اعتقال إسلام الكلحي: أحدث ضربة لحرية الصحافة في مصر

الوكالة: استمرار اعتقال الصحفيين المحليين رغم مخاوف كورونا بالسجون.. والبلشي: العمل بالمهنة بات أشبه بارتكاب جريمة

اهتمت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية وعدد من الصحف العالمية، بخبر اعتقال الزميل إسلام الكلحي، الصحفي بموقع “درب”، عصر الأربعاء الماضي، أثناء تغطيته حادث مقتل شاب بمنطقة المنيب معروف باسم «إسلام الأسترالي».

وقالت الوكالة إن القبض على الصحفي الشاب بتهمة الإبلاغ عن أخبار كاذبة، يعد أحدث ضربة لحرية الصحافة في البلاد، حيث يأتي بعد اعتقال عدد من الصحفيين المحليين في الأسابيع الأخيرة، رغم مخاوف من انتشار فيروس كورونا في السجون المصرية.

وأضافت، في تقرير لها نقلته صحف ومواقع أجنبية، منها Washington Post، وStar Tribune وDaily Sabah، و TGcom24 الإيطالية، و La Minuteالفرنسية، وغيرها، إن الشلطة في مصر ضغطت على وسائل الإعلام التقليدية، وقضت على جميع المعارضة تقريبًا في إطار حملة واسعة النطاق.

وأوضحت أن محتوى وسائل الإعلام المملوكة للدولة يخضع لرقابة مشددة، في حين أن معظم وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص في البلاد تم الاستحواذ عليها.

ووفقا للوكالة الأمريكية، نفت السلطات المصرية في الماضي انتهاكات حقوقية وبررت الاعتقالات لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ونقلت عن رئيس تحرير موقع “درب” خالد البلشي، قوله إن الشرطة ألقت القبض على الكلحي أثناء قيامه بعمله في تغطية تداعيات مقتل “الأسترالي” صاحب الـ26 عاما، الذي اتهمت أسرته الشرطة بقتله، فيما نفت وزارة الداخلية الأمر، قائلة إنه أصيب في اشتباكات نتيجة خلافات مالية.

وأشارت إلى أن الكلحي احتجز لمدة تقترب من 24 ساعة قبل أن يظهر في النيابة يوم الخميس الماضي، التي أمرت بحبسه لمدة 15 يومًا بتهمة بث أخبار كاذبة، حيث ندد البلشي باعتقال الصحفي الشاب في “درب”، قائلا: “أصبحنا نعيش في وضع بائس، بات العمل الصحفي فيه أشبه بارتكاب جريمة”، مشيرا إلى واقعة حجب “درب”، التابع لحزب التحالف الشعبي، فضلا عن الموقعين السابقين اللذين كان يرأس تحريرهما “البداية” و”كاتب”.

وتابع البلشي: “نحن أمام طابور طويل لا ينتهي من الزملاء الصحفيين المصريين المسجونين، يضاف إليه زميل جديد كل يوم، وآخرهم إسلام الكلحي”.

وتُصنف مصر ضمن أسوأ دول العالم التي تسجن الصحفيين، إلى جانب تركيا والصين، وفقًا للجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة مراقبة مقرها الولايات المتحدة.

وقال موقع “درب”، في بيان، إن إسلام انتقل لتغطية تداعيات الواقعة بتكليف من إدارة الموقع، فألقى أفراد من الشرطة القبض عليه أثناء ممارسته عمله، وظل محتجزا بمكان غير معلوم منذ عصر الأربعاء وحتى صباح الخميس، بعد إحالته لنيابة أمن الدولة العليا دون إخطار الموقع أو نقابة الصحفيين التي تم اللجوء إليها.

ويواجه الكلحي اتهامات في القضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر وإذاعة أخبار كاذبة، وإساءة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، التي حضر محاميها جلسة التحقيق مع الصحفي في “درب”، إن المحامي طلب بإخلاء سبيل الكلحي بناء على حظر الدستور المصري حبس الصحفيين بسبب تأدية عملهم، وبالأخص مع عدم وجود دليل إدانة ضده.

وعن الواقعة التي كان الكلحي مكلفا بتغطيتها، روت النيابة العامة تفاصيل واقعة مقتل شاب المنيب في بيان، مشيرة إلى أنها تلقت إخطارًا من الشرطة ظهيرةَ يوم الرابع من شهر سبتمبر الجاري بوقوع شجار بين طرفين (أربعة مقابل اثنين) بالحجارة وأسلحة بيضاء وأدوات بشارع المدبح، بمنطقة المنيب، بمحافظة الجيزة؛ أسفر عن وقوع إصابات بين المجموعتين ووفاة واحد من بينهم، واتهمت والدة وشقيقة المتوفى أفراد الشرطة الذين ألقوا القبض عليه في الشجار بقتله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *