في محاولة لنزع فتيل الأزمات بالشرق الأوسط.. الأردن يستضيف مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة 2».. والسيسي يصل عمان للمشاركة
يستضيف الأردن الثلاثاء قمة تجمع فرنسا واللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية الخصمان الإقليميان، بالإضافة إلى مصر، في محاولة لنزع فتيل الأزمات المتفاقمة في المنطقة عبر الحوار. وستضم القمة المرتقبة عضوين جديدين هما سلطنة عمان والبحرين.
ويعقد مؤتمر “بغداد 2” بعد ظهر الثلاثاء في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت، بعد دورة أولى أقيمت في العاصمة العراقية في أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق.
ويشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي ينسّق مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ومنسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا.
كذلك، يشارك في المؤتمر وزراء خارجية إيران والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وعدد آخر من وزراء الخارجية العرب.
وبدأت الوفود المشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية بالوصول تباعاً الى منطقة البحر الميت حيث مكان انعقاد المؤتمر، بحسب وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وصل يوم الثلاثاء إلى الأردن اليوم للمشاركة في مؤتمر “بغداد للتعاون والشراكة”.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن “الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار”.
لكنّ الرهان يبقى محفوفاً بالمخاطر في منطقة غير مستقرة أساساً. فتشهد إيران قمعا لمظاهرات شعبية فيما توصل العراق قبل فترة وجيزة لتسوية هشة بعد أزمة سياسية استنزفته مدة سنة. أما سوريا فلا تزال ساحة مواجهات بين قوى متناحرة، فيما يغرق لبنان في شلل سياسي على وقع فراغ رئاسي، من بين أزمات إقليمية أخرى.
ويهدف المؤتمر، وفق قصر الإليزيه، إلى “تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها”.
وتعقد القمة على مرحلتين، الأولى، مفتوحة ثم فترة استراحة تليها جلسة مغلقة. والغرض المعلن من القمة هو مساعدة العراق على توفير الأمن والازدهار، إلا أن هناك ملفات تهم المنطقة بشكل ستكون على طاولة المشاركين.
ورأى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الإثنين أن القمة الاقليمية قد تشكّل “فرصة” لتحريك المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، والمتعثرة منذ أشهر.
وتتهم إيران منافستها الإقليمية، المملكة العربية السعودية، التي انقطعت العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 2016، بتشجيع حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.
وقال وزير خارجية إيران الإثنين “نحن مستعدون للعودة إلى العلاقات الطبيعية وإعادة فتح السفارات عندما يكون الجانب السعودي جاهزًا”.
ويزيد دخول إيران في النزاع الأوكراني من خلال تزويد روسيا طائرات مسيرة من تعقيد الوضع، وفق قهوجي.
ويشكل المؤتمر اختبارا لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي أستمر لأكثر من عام.
وسيكون المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه المسؤول الذي يُعتبر أقرب إلى إيران من سلفه مصطفى الكاظمي.
وتشير الرئاسة الفرنسية إلى أن السوداني “يشاركنا في تنظيم المؤتمر. لذلك ثمّة رغبة في الاستمرارية من جانبه، وهذا أمر يجدر ملاحظته”.
ويرى الباحث الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية حمزة حداد أنّ “القمة الأولى هدفت إلى إظهار أن بمقدور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن يجمع قادة المنطقة، لا سيما دول الخليج، في بغداد”.
وفي النسخة الثانية في عمان، “سيكون هدف رئيس الوزراء السوداني إظهار قدرته على الحفاظ على هذه العلاقات”، وفق حداد.
ويضيف: “مع ذلك، أعتقد أن العراقيين وغير العراقيين يودون هذه المرة أن يروا الاجتماع يفضي إلى أجندة أكثر جدية”.
ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع كذلك قضايا مشتركة على غرار الاحترار المناخي والأمن الغذائي فضلاً عن التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
وأجرى الملك عبدالله الثاني الإثنين، اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرق فيه إلى “عدد من المستجدات الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب الديوان الملكي الأردني.
وأعلن الجيش الأردني أنه سينشر قوات من مطار الملكة علياء الدولي (30 كيلومترا جنوب عمان) إلى مكان انعقاد المؤتمر في البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان)