بعد ظهور متحور جديد.. البرادعي يُحذر: شبح كورونا سيستمر يطارد الجميع دون هوادة أو تفرقة إلى أن يتم تطعيم معظم سكان العالم
كتب: عبد الرحمن بدر
حذر الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية سابقًا، من أن شبح كورونا سيستمر يطارد الجميع دون هوادة أو تفرقة.
وقال البرادعي في حسابه على (تويتر)، السبت: “شبح كورونا سيستمر يطارد الجميع دون هوادة أو تفرقة إلى أن يتم تطعيم معظم سكان العالم”. وأضاف: “العقبة ليست عدم وجود لقاح وانما عدم المساواة المذرى في توزيعه، ففي حين تم تطعيم أكثر من ٦٠٪ من سكان الدول الغنية لم يتم تطعيم سوى ٣٪ من سكان الدول الفقيرة. بقدر التقدم العلمي بقدر فشل السياسات”.
يذكر أنه فرضت العديد من الدول قيود سفر على دول في جنوب أفريقيا، منذ ظهور متحور جديد من فيروس كورونا، في محاولة للحد من انتشاره.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية على المتحور الجديد اسم “أوميكرون”، واعتبرته “يبعث على القلق” لأن الأدلة العلمية التي تم التوصل إليها حتى الآن ترجح أنه قد يؤدي إلى تكرار الإصابة بالفيروس.
ولكن المنظمة الدولية حذرت من التعجل في فرض قيود على السفر دون وجود أساس علمي لهذه القرارات.
كما انتقدت دولة جنوب أفريقيا، التي اكتشف فيها المتحور للمرة الأولى، قرارات حظر السفر إليها، ووصفتها بأنها “صارمة”.
وصرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، بأن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، قررت إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب إفريقيا، وذلك على خلفية ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عصر اليوم، بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا، والذى أطلق عليه “أوميكرون”، واعتبرت هذا المتحور من الضرورى أخذ الإجراءات الاحتياطية تجاهه.
وثمة تساؤلات عدة بشأن مدى فعالية اللقاحات التي حصل عليها الملايين حول العالم في مواجهة المتحور الجديد.
وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي: “بينما يدق المتحور الجديد ناقوس الخطر، تستمر اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة”.
وأضاف فاوتشي: “حتى يتم اختباره (المتحور الجديد) بدقة، لا نعلم ما إذا كان سيتغلب على الأجسام المضادة التي تحميكم من الفيروس أم لا”، وذلك في تصريحات أدلى بها لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وليس غريبا أن يتغير الفيروس أو يتحور بمرور الوقت، وتكون السلالة الجديدة من أي فيروس مثيرة للقلق عندما تؤثر تلك الطفرات على أشياء مثل سرعة الانتشار، ومعدل الخطورة، والقدرة على مقاومة اللقاحات.
وأعلنت العديد من الشركات المنتجة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن خطط لمواجهة المتحور الجديد.
فقد بدأت شركة نوفافاكس للأدوية العمل على تطوير لقاحها كي يناسب متحور “أوميكرون”. وقالت الشركة إنها تأمل في أن يكون اللقاح الجديد جاهزا للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع.
كما أعربت شركات أخرى مطورة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن تفاؤلها المشوب بالحذر حيال قدرها على التصدي لأي تحديات محتملة تنتج عن المتحور الجديد.
وقالت شركة بيونتيك إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضادة للوباء خلال مئة يوم، حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التي يحدثها لقاحها الحالي.
وتجري شركة أسترازينيكا دراسات في بوتسوانا وإسواتيني، حيث ظهر المتحور الجديد هناك أيضا، وذلك لجمع البيانات من أرض الواقع حول مدى فاعلية لقاحها في الحماية منه.
كما أعلنت شركة موديرنا أنها سوف تطور جرعة معززة من لقاحها لمقاومة المتحور الجديد.
في غضون ذلك، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا الجهات المطورة والمنتجة للقاحات كورونا على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية في أعقاب الإعلان عن اكتشاف متحور أوميكرون.
ويأمل بايدن أن يساعد ذلك على تصنيع اللقاحات بسرعة أكبر وفي أماكن أكثر حول العالم حيث لن يكون الإنتاج مقيدا بالحصول على حقوق استغلال براءات الاختراع المسجلة باسم شركات الأدوية التي تطورها.
ويرى البعض أن هذا الإجراء لن يكون له الأثر المأمول، بينما يرى آخرون أنه ينتزع الميزات والحوافز المالية التي تمنح للمطورين المتميزين.
وقال بايدن إن هناك حاجة إلى أن تسرع بعض الدول من وتيرة التبرع باللقاحات “لتواكب سرعة سخاء” الولايات المتحدة.
وأضاف: “الأنباء عن المتحور الجديد تجعل الأمور أكثر وضوحا أكثر من أي وقت مضى، فالفيروس لن يختفي من الوجود إلا بعد توفير برنامج تلقيح على مستوى العالم”.