د. حازم حسني يعلن استقالته من جامعة القاهرة: كتمت شهادتها في محنتي.. سأخوض معركة رد اعتباري وحيدًا (نص كامل)
حسني: لم أكن أنتظر من الجامعة أن تخوض معركتي السياسية وإنما معركة الحقيقة التي لم تنشأ الجامعة إلا لتخوضها
كنت أنتظر أن تصدر الجامعة بيانا تنويريا لمن يهمه الأمر تبين فيه الفرق بين نشر أخبار كاذبة وبين إبداء آراء مخالفة
كتب: عبد الرحمن بدر
أعلن الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تقديم استقالته من الجامعة، وأكد حسني أن الجامعة كتمت شهادتها في محنته، وأنه سيخوض معركة رد اعتباره واعتبار الحقيقة وحيدًا.
وفي وقت سابق أخلت نيابة أمن الدولة العليا سبيل الدكتور حازم حسني واستبدلت حبسه بتدابير احترازية في القضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة. وقررت غرفة المشورة بمحكمة الجنايات بإخلاء سبيله على ذمة القضية ٤٤٨ لسنة ٢٠١٩.
وكانت قوات الأمن ألقت القبض على الدكتور حازم حسني في سبتمبر 2019، وظهر في اليوم التالي بنيابة أمن الدولة العليا متهما على ذمة القضية المعروفة إعلاميا باسم (فخ اصطياد المعارضين).
ونشر حسني نص خطاب الاستقالة الذي تقدم به لرئيس جامعة القاهرة في صفحته على (فيس بوك)، وعلق حسني قائلا: “عندما يصل أى كتاب إلى نهايته، ولا تتبقى منه إلا الصفحة التى تسبق الغلاف الأخير، وهى فى العادة صفحة تخلو من الكلمات، فعلى القارئ أن يطوى هذه الصفحة ليغلق الكتاب، وأن يضعه على الرف بين أقرانه شاهداً على ما استثمره من العمر فى قراءته ولو كان أياماً أو حتى ساعات، فما بالنا وقد استغرقت قراءة هذا الكتاب قرابة النصف قرن!”.
وتابع: “منذ أسبوعين أرسلت للأستاذ الدكتور رئيس جامعة القاهرة هذه الرسالة المرفقة، التى لم أتلق رداً عليها ولو تليفونياً حتى الآن؛ ومن ثم فقد رأيت نشرها كى أؤكد على ما جاء فيها، وكى لا يكون ثمة حديث مستقبلاً عن عدم وصول الرسالة للمرسل إليه – رغم إرسالها له بالبريد المسجل بعلم الوصول – ودرءاً لما قد تسعى الجامعة لاتخاذه من إجراءات إدارية بحقى أراها تسئ لى بهدف رفع الحرج عن آخرين!”.
وأضاف حسني: “بالطبع هى نهاية حزينة لرحلتى مع الكتاب الذى انتهيت من صفحاته المسموح لى بقراءتها، لكنها سنة الحياة أن يغلَق الكتاب القديم الذى وصل إلى نهايته، وأن تبدأ قراءة كتاب جديد علَّه يضيف إلى ما تعلمته من الكتاب القديم قبل أن أطوى صفحته الأخيرة، وقبل أن أضعه فى مكانه اللائق به فى مكتبة العمر أو مكتبة الحياة”.
وبحسب نص الرسالة قال حسني: “كنت أنتظر من الجامعة منذ بدأمسلسل هذه المحنة أن تصدر شهادتها فلم تدل بها، وكنت أنتظر أن تصدر بيانا تنويريا لمن يهمه الأمر تين فيه الفرق بين نشر أخبار كاذبة تثير الرعب في قلوب المواطنين الآمنين، وبين إبداء آراء مخالفة من شأنها إثارة ملكية التفكير لدى هؤلاء المواطنين، لكن الجامعة لم تفعل”.
وتابع: “كنت أنتظر على الأقل أن تنتدب الجامعة أحد أساتذة كلية الحقوق بها للحضور إلى جانبي أمام نيابة أمن الدولة وأمام القضاة في غرفة المشورة، لكن الجامعة لم تذهب في هذا الاتجاه، ورغم أن كل ما سبق أن انتظرته من الجامعة لم يكن ليغير من مسارات الأحداث شيئا إلا أنه كان سيشعرني بانتمائي المؤسسي، كما كان سيشعر النيابة بأن جامعة القاهرة حريصة على استجلاء وجه الحقيقة في الاتهامات الخطيرة الموجهة لأحد أساتذتها، خاصة مع وجود مطالبة بفصلي من الجامعة”.
وأضاف: “لم أكن أنتظر من الجامعة أن تخوض إلى جانبي معركتي السياسية، وإنما كنت أنتظر منها فقط أن تخوض معركتها هي، وأعني بها معركة الحقيقة التي لم تنشأ الجامعة إلا لتخوضها”.