تجديد حبس المدرس الأزهري رضا عبد الرحمن 15 يوما.. وشريف منصور: أحمل المحامي العام بالشرقية مسئولية صحته
كتب- فارس فكري
أعلن شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، تجديد حبس ابن عمه رضا عبد الرحمن المدرس بالمعهد الأزهري في كفر صقر، 15 يوما.
وحمل منصور في تدوينه على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك المستشار حلمى عطالله المحامي العام في فاقوس، شرقية المسؤولية الكاملة عن صحة ابن عمه رضا عبد الرحمن قائلا: تم التجديد لرضا ١٥ يوم كمان.. كده داخلين أربع شهور بعد أسبوع.
ووفقا للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، كانت مصادر من عائلة عبد الرحمن قد كشفت أن قوات الأمن ألقت القبض على رضا في 22 أغسطس 2020 هو و7 آخرين من أقاربه، كلهم ينتمون إلى عائلة أحمد صبحي منصور، الأستاذ السابق بجامعة الأزهر والمفكر المعروف بتبنيه مذهب القرآنيين.
وأضافت المصادر أن قوات الأمن وجهت إليهم أسئلة تتعلق بعلاقتهم بأحمد صبحي منصور وحقيقة تبنيهم مذهب القرآنيين، وأفرجت عنهم جميعًا ما عدا رضا عبد الرحمن الذي استمر احتجازه في مقر الأمن الوطني بكفر صقر.
يذكر أن عبد الرحمن تكرر احتجازه بدون توجيه أي تهم إليه عدة مرات بسبب تعبيره عن أفكاره على مدونته، وبعد آخر احتجاز له عام 2016 أمرته أجهزة الأمن بوقف نشاطه تمامًا وقطع اتصالاته مع أحمد صبحي منصور، وأضافت المصادر أنه بالفعل أغلق مدونته وتوقف تمامًا عن أي نشاط وقطع اتصالاته مع منصور منذ ذلك الوقت.
من جانبها كشفت شقيقة رضا عبد الرحمن، ظورف القبض عليه في مقطع فيديو قائلة: “في 22 أغسطس الماضي، تم القبض على رضا و5 من أعمامي وأقربائي من عائلة الدكتور أحمد صبحي – الأستاذ السابق بجامعة الأزهر، وتم التحقيق معهم من ضابط أمن دولة في مركز شرطة كفر صقر، وسألوهم عن علاقتهم بصبحي، فأوضحوا أنه أحد أقربائهم، لاحقا تم الإفراج عن المقبوض عليهم ما عدا شقيقي، مطالبة بالإفراج عنه”.
وأضافت: “سألنا عن رضا في المركز والنيابة وتوجهنا إلى جميع الأماكن، وكل ما استطعنا معرفته بعد 47 يوما من الواقعة، أنه تم عرضه على النيابة بتاريخ 6 أكتوبر الماضي دون استدعاء محام أو أي من أسرته لحضور التحقيق معه، وفي أول زيارة من زوجته له أخبرها بأنه قضى جزءا من فترة حبسه في كفر صقر وجزء آخر في الزقازيق”.
وتابعت: “رضا يتلقى أوراق تجديد حبسه من المحامي العام في فاقوس، للتوقيع عليها وهو داخل محبسه”، وواصلت: “نحن نطالب الحرية لعبدالرحمن، ووقف الاضطهاد المستمر لعائلة الدكتور أحمد صبحي منصور، لأنهم لم يرتكبوا أي جريمة، لا يصح أن يؤخذ مواطن كرهينة للحصول منه على معلومات لا يعلم عنها شيئا”.
واستكملت: “رضا ليست له علاقة بالسياسة، وكل مشكلته أنه أحد أقرباء الدكتور أحمد صبحي منصور، لديه ما يدينه في أي واقعة تدينه بتهمة الإرهاب، فهو محسوب على القرآنيين، وهو معروف للجميع بمدونته الحرية والعدل والسلامة، فهو إنسان متصالح مع نفسه وغير متشدد، الدستور والقانون المصري يكفلان حرية الفكر والعقيدة لجميع المواطنين، والرئيس عبدالفتاح السيسي ذاته طالب بتجديد الخطاب الديني، وتقبل الآخر”.
وكانت جامعة الأزهر قد أوقفت د. أحمد صبحي منصور مدرس قسم التاريخ في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، عن العمل في عام 1985 بسبب تبنيه أفكارًا مختلفة عن الفكر السائد داخلها، فواصل العمل والنشاط الفكري والاجتماعي خارج الجامعة، وتم اعتقاله فترة شهرين، وتكررت ملاحقات أجهزة الأمن له ولعائلته، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2000 حيث حصل على اللجوء السياسي هناك.
وأدانت المبادرة المصرية ملاحقة المنتمين إلى أفكار دينية مختلفة عن الأفكار السائدة في المجتمع أو تتبناها الدولة وتدعو إلى ضمان حرية العقيدة وحرية التعبير كحقوق يكفلها الدستور، وتدعو فورًا إلى وقف محاكمات “ازدراء الأديان” وفق المادة 98 (و) من قانون العقوبات التي يتم وفقها ملاحقة أصحاب طيف واسع من الأفكار والمعتقدات بدءًا من المذاهب الإسلامية المختلفة عن المذهب السني، مثل: المذهب الشيعي أو القرآني أو الأحمدي أو أصحاب الآراء النقدية للتراث الديني، وصولًا إلى ملاحقة أصحاب الأفكار الإلحادية أو اللادينية، وهي المحاكمات التي لم تتباطأ وتيرتها في أي وقت وتستمر حتى الآن حيث قضت محكمة جنح مشتول السوق بالشرقية في يونيو الماضي بالحبس لمدة عام على شابين بتهمة ترويج الأفكار الشيعية وفقًا لأحكام المادة نفسها.
كما نبهت المبادرة المصرية إلى خطورة استخدام المادة 27 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الصادر في 2018 لاستهداف الطيف نفسه من الأفكار والاتجاهات غير التقليدية، بدعوى “إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، ففي يونيو الماضي كذلك، ووفق هذه المادة أيدت المحكمة الاقتصادية جنح مستأنف بالإسكندرية الحكم بالحبس 3 سنوات وغرامة 300 ألف جنيه على مدون بتهمة الاشتراك في إدارة صفحة “الملحدين المصريين” على فيسبوك.
وفي سياق متصل، انطلقت الشهر الماضي حملة تدوين للمطالبة بالإفراج عن رضا عبدالرحمن مدرس التربية الرياضية بمعهد أبو حريز الأزهري في كفر صقر، الذي تم اعتقاله و9 من عائلة آل على، وأبناء عم وعمات الدكتور، أحمد صبحى منصور، في 21 أغسطس الماضي.
وأوضح عثمان علي أنه تم التحقيق مع الـ9 أفراد وكلهم فوق الـ60 ومنهم من هو فوق الـ70 سنة على مدار يومين لإثبات صلتهم وقرابتهم بالدكتور أحمد صبحى منصور، وما إذا كان يُرسل لهم أموالا أم لا، وأجابوا بصلة القرابة بينهم وبينه، وأنه هاجر وأولاده إلى أمريكا من 20 سنة.
وتم الإفراج عن المقبوض عليهم جميعا ما عدا عبدالرحمن، الذي احتجزته أمن الدولة، واتهمته بحيازة منشورات تدعو للإرهاب والتحريض على الدولة، مع العلم أنهم لم يدخلوا منزله، وأخذوه هو وأخيه من الشارع أمام المنزل، بحسب عثمان. بحسب
وعُرض المدرس الأزهري على النيابة العامة بكفر صقر مرة واحدة لأخذ أقواله، وأنكر كل التُهم الموجهة له، قائلا إن أمن الدولة لم يقبضوا عليه من داخل البيت، ولم يدخلوا منزله على الإطلاق ولم يفتشوه، ولم يصطحبوا معه أي أوراق وأنهم ألقوا القبض عليه هو وأعمامه يوم 21 أغسطس وليس 4 أكتوبر، كما يقولون في المحضر، ومنذ حينها يتم التجديد له دون تحقيقات ودون تحويله للقضاء ودون مواجهته في النيابة بضابط أمن الدولة مُحرر محضر الاتهام.د
وقالت رشا بدوي: “في مدرس تربية رياضية فىً قرية كفر صقر بالشرقية، تم اعتقاله هو و٩ من العيلة فى أغسطس اللى فات ليه بق، مش عشان حرامى ولا بلطجى ولا حتى سياسى، ده قبضوا عليه عشان قريب الدكتور أحمد صبحى منصور المفكر الإسلامى”.
وأضافت: “الدكتور أحمد عايش هنا فى أمريكا، فناخد عيلتك كلها، بس بعد كدا أفرجوا عن ٩ أفراد من العيلة، وسابوا رضا، وطبعا عارفين القضيه والاتهامات، الانضمام لجماعة إرهابية وأخبار كاذبة، وأهو مرمى من ساعتها فى السجن”.
وتابعت: “قرروا يدخلوا واحد السجن، ويحرموه من مراته وبنته، وأمه اللى كان بيخرج يشتغل فى المحارة عشان يكمل مصاريف بيته، بدون شفقة ولا رحمة، ويا ريته كان عمل حاجه، يا ريته مثلا اتكلم فى السياسة ده معملش أى حاجة”.