“حكايات العمر كله”.. مذكرات سمير صبري تكشف سبب فشل زواج عبدالحليم والسندريلا وحقيقة انتحارها.. وقرار السادات وقف “النادي الدولي”
قصص زواج أم كلثوم بمثابة “خط أحمر”.. وكواليس أول ظهور للسلطان قابوس والشيخ زايد على التليفزيون المصري.
أحببت 3 فنانات وزواج سري لا يعرفه أحد.. وعلاقتي بداليدا وإليزابيث تايلور: نداهة الفن سرقت حياتي
محمود هاشم
كشف الفنان سمير صبري في مذكراته التي صدرت عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة تحت عنوان: ” حكايات العمر كله” أسرارًا كثيرة عاشها في كواليس الحياة الفنية والسياسية عبر رحلة امتدت لما يقرب من نصف قرن.
ويؤكد الكتاب قصة زواج سيدة الغناء العربي أم كلثوم من الملحن الراحل محمود الشريف، وكيف أصبحت خطّا أحمر عند مصطفى أمين، ويزيح الستار عن وقائع أخرى منها الأسباب التي دفعت عبد الحليم حافظ للتراجع عن قراره بالزواج من الفنانة سعاد حسني بعد أن شاهد صورتها مع ممثل عالمي كانت تؤدي أمامه دورًا سينمائيّا، ما أثار غيرة العندليب الأسمر الذي كان يقضي لياليه يفتش عن “السندريلا ” في سهرات أصدقائه!
وينفي الكتاب قصة انتحار سعاد حسني في لندن، مستعرضًا تفاصيل أيامها الأخيرة، ويصور الكتاب بانوراما شيقة للمناخ الفني والإعلامي في مصر منذ عصر جمال عبد الناصر وإلى الآن، موضحًا العلاقة الوثيقة بين الفن والسياسة في حياة النجوم أمثال: عمر الشريف وداليدا وإليزابيث تايلور وفاتن حمامة ومحمد فوزي وشادية وهند رستم وصباح وفريد الأطرش وعادل إمام والمطربة وردة وبليغ حمدي وميرفت أمين.
شمل الكتاب مقدمتين، كتب الأولى وزير الآثار السابق الدكتور زاهي حواس والكاتب والإعلامي الشهير مفيد فوزي، كما شمل ملحقًا للصور التي تجسد رحلة المؤلف.
ويحكي صبري قصة خروج أول برنامج تليفزيوني قدمه إلى النور بعنوان ” النادي الدولي” خلال ستينيات القرن الماضي واستضافة أبرز الشخصيات العربية والمصرية ومن بين هؤلاء السلطان قابوس حاكم سلطنة عمان الراحل والشيخ زايد آل نهيان مؤسس الإمارات العربية المتحدة الراحل، وكذلك الكاتب توفيق الحكيم الذي ظهر على شاشة التليفزيون في إطلالة وحيدة مع سمير صبري الذي انفرد كذلك بآخر لقاء أجراه الإمام موسى الصدر.
ويستعرض سمير صبري الأسباب الحقيقية التي أدت لتوقف برنامجه الشهير بأمر مباشر من الرئيس السادات، ومدى صحة علاقة الفنانة فيفي عبده بهذا القرار الذي غيبه عن الشاشة قبل أن يعود للظهور مرة أخرى في عصر مبارك عبر برنامج بعنوان: “هذا المساء”.
ويعترف صبري بأنه خدع العندليب في اللقاءات الأولى، وزعم أنه صبي إنجليزي اسمه ” بيتر ” يسكن مع عائلته في نفس البناية! ويقول الفنان والإعلامي المعروف أن عبد الحليم ظل معتقدًا في صحة هذا الزعم واستجاب لمطلبه في المشاركة في تصوير فيلم “حكاية حب “، حيث ظهر لأول مرة بين الكومبارس الذين يظهرون في أغنية “باحلم بيك ” مع الإعلامية آمال فهمي، وبفضل عبد الحليم حافظ أيضًا تعرف سمير صبري على الفنانة لبنى عبد العزيز وشارك في برنامجها الإذاعي ” ركن الأطفال “، وبدأت منه رحلته مع الاذاعة.
ولأول مرة يروي سمير صبري أسباب إخفاء خبر زواجه وحقيقة وجود ابن له يعيش في إنجلترا وينشر صورًا لأفراد أسرته، مؤكدا أن نداهة الفن “سرقت حياته”، ويعترف بأنه أحب 3 فنانات لم يصرح بأسماءهن في الكتاب.
ويركز الفنان والإعلامي المعروف على سنوات نشأته وتكوينه في مدينة الإسكندرية، معتبرًا أن الطابع التعددي للمدينة ساعد على إبراز مواهبه وتأهيله ثقافيّا للانخراط في الحياة الفنية بعد ذلك، لافتا إلى دور عائلته التي أتاحت له تعليمًا متميزًا في كلية فيكتوريا التي تخرج منها أسماء بارزة منها الملك حسين عاهل الاردن الراحل والفنانين عمر الشريف وأحمد رمزي ويوسف شاهين، وخلال سنوات التكوين هيأت العائلة أمامه مكتبة زاخرة بمختلف المؤلفات في كافة مجالات العلم والأدب.
وعبر 304 صفحة يثمن سمير صبري أدوارا لعبتها أسماء مهمة في دعم مسيرته ووقفت إلى جواره عند ظهور كـ”مذيع” لأول مرة وأولها وزير الإعلام المصري الراحل الدكتور عبد القادر حاتم المعروف بأبو الإعلام المصري والإعلامية الرائدة آمال فهمي والإعلامي الراحل جلال معوض، إضافة إلى السيدة ليلى رستم أشهر مذيعات التليفزيون المصري عند تأسيسه. ويشيد صبري بدور المخرج حسن الإمام في حياته حيث أسند إليه أول بطولة سينمائية ومكنه من تجاوز الأدوار الصغيرة كما يوضح صورا من الدعم الذي وجده من الاخوين على ومصطفى أمين.
ويذكر صبري أن التجارب التي غيرت حياته كانت نتيجة لمصادفات، فقد جاء للقاهرة بعد مصادفة انتقال والده للعمل فيها بدلًا من الإسكندرية، وبسبب مصادفة تواجده في كواليس حفل افتتاح مهرجان التليفزيون الدولي الأول تقدم ليلعب دور المذيع بعد أن تسببت ليلى رستم في أزمة كادت تؤدي لانسحاب نجوم الحفل لكنه أنقذ الموقف ووصفته الصحافة بـ “صانع البهجة ” الذي لمع ليلة افتتاح المهرجان رغم أنه كان آنذاك لايزال طالبًا في السنة الأولى بآداب الإسكندرية.
وبسبب صدفة أخرى طلبت منه لبنى عبد العزيز أن يمثل في فيلم “اللص والكلاب” مع المخرج كمال الشيخ الذي شجعه على تكرار التجربة مؤكدا أنه أمام “ممثل رائع”.
وطوال مسيرته نال سمير صبري العديد من الجوائز والتكريمات: أبرزها تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2018، وقد وصفه الراحل أنيس منصور بـ “سفير الحب “، وقال عنه يوسف إدريس: الفنان صديق الكاميرا، أما الروائي خيري شلبي فقد رآه “عاشق الفن الذي لا يهدأ”.