تفاصيل التحقيقات بحريق مستشفى الإسكندرية بعد مصرع 7 مرضى.. وطبيب: بدأ من تكييف العناية المركزة وفشلت في إخماده
النيابة تُشكل لجنةً ثلاثية لبيان مدى التزام المستشفى بالإجراءات المعمول بها والواجب توافرها
عبد الرحمن بدر
أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالتحقيق في الإخطار الذي تلقته النيابة العامة، اليوم، باندلاع حريق داخل غرفة العناية المركزة بالطابق الأرضي من «مستشفى البدراوي» رقم 2 بدائرة قسم شرطة المنتزه أول، مما أسفر عن وفاة سبعة مرضى وإصابة مريضة أخرى، واتلاف بالغرفة المذكورة وبأسرَّة وأجهزة فيها، وقد عزا «مدير إدارة الحماية المدنية» سبب الحريق إلى ماسّ كهربائي.
وقالت النيابة العامة إنها استهلت تحقيقاتها بالانتقال إلى مسرح الحادث لمعاينته، وإنه تبينت اندلاع الحريق بـ«غرفة وحدة العناية المركزة» بالمستشفى، والتقت خلال المعاينة بـ«مدير العناية المركزة» الذي أفاد بتخصيص الغرفة لاستقبال وعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وأضافت النيابة العامة أنها سألت طبيبًا بشريًّا بالغرفة محل الحريق فقرر اندلاعه من وحدة المكيف الهوائي بالغرفة، مؤكدًا عدمَ اشتباهه جنائيًّا في الحادث، كما سُئل مسؤول الاستقبال بالمستشفى فأكد أنَّ بدايته من داخل وحدة المكيّف الهوائي المذكور، وأنه حاول إخماده فور اندلاعه باستخدام أجهزة الإطفاء اليدوية ولكنه لم يتمكّن من ذلك حيث تصاعدت ألسنة اللهب وامتدت حتى حضرت سيارات الإطفاء وسيطرت عليها.
وذكرت النيابة العامة أنها سألت ممرضَيْن بالمستشفى قرَّرا سماعهما -حال تواجدهما داخل غرفة العناية- انفجارًا بوحدة مكيّف الهواء، وأبصرا خروجَ دخان كثيف منه واندلاع النيران فيه، وخلال محاولتهما فصل التيار الكهربائي عن مكتب الاستقبال بالمستشفى فُوجِئا بامتداد ألسنة اللهب وتصاعدها حتى حضرت سيارات الإطفاء وأخمدتها.
وقررت النيابة العامة ندب «خبراء الإدارة العامة للأدلة الجنائية» بـ«وزارة الداخلية» لمعاينة مسرح الحادث ورفع الآثار منه؛ لبيان سبب اندلاع الحريق، وتحديد نقطة بدايته ونهايته وانتشاره، ومدى وجود شبهة جنائية فيه، وأمرت بتفريغ كاميرات وآلات المراقبة بالمستشفى ومحيطها.
كما أمرت بنقل جثامين المتوفّين لـ«مستشفى صدر المعمورة» بمعرفة «إدارة الطب الوقائي» مع اتخاذ كافَّة الإجراءات الوقائية اللازمة، وندبتْ الأطباءَ الشرعيين لتوقيع الصفة التشريحية عليها، وصرّحت بدفنها عقب انتهاء تلك الإجراءات.
كما استعلمت «النيابة العامة» من «مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية» عن المدير المسؤول عن «مستشفى البدراوي» والتراخيص الصادرة لها، وشكَّلتْ لجنة من «إدارة العلاج الحر» و«إدارة السلامة والصحة المهنية» و«إدارة الطوارئ والأزمات» بـ«مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية»؛ لبيان التراخيص الصادرة للمستشفى محل الحريق، وطبيعتها، والنشاط المسموح لها بممارسته، وإن كان من بينه علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا، والوقوف على المدير المسؤول عنها والمتولّي إدارتها، ومعاينتها ومعاينة «غرفة العناية المركزة» بها لبيان انطباق المواصفات الثابتة بالتراخيص على الطبيعة، ومدى توافر الأجهزة الطبية اللازمة بها، ومدى الالتزام باتباع الإجراءات الطبية والفنية من جانب الأطقم الطبية والإدارية داخل «غرفة العناية المركزة» حال حدوث العوارض بها، وبيان مدى الالتزام بها خلال الحادث الواقع اليوم، ومدى ارتكاب إدارة المستشفى أي خطأ خلال الحادث أدى لوقوعه.
وقالت النيابة العامة إنها شكلت لجنةً ثلاثية من قسمي الحريق والوقاية من مخاطره، وأحد المختصين بـ«إدارة الأمن الصناعي» بـ«مديرية القوى العاملة»؛ لبيان مدى التزام المستشفى بالإجراءات المعمول بها والواجب توافرها ضمن «معايير السلامة والصحة المهنية والبيئية بالمنشآت الطبية»، وفي حالة عدم توافرها بيان علاقة ذلك بوقوع حادث اليوم، وعما إذا كان قد وقع أيُّ خطأ من المستشفى أدى لاندلاع الحريق بها، وطلبت «النيابة العامة» تحرّيات الشرطة حول الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات وسؤال ذوي المتوفين والأطقم الطبيّة بالمستشفى.
يذكر أن 7 مصابين بفيروس كورونا المستجد لقوا مصرعهم في حريق هائل اندلع، اليوم الاثنين، بمستشفى خاص بحي المنتزه في الإسكندرية.
حيث تلقى قسم شرطة المنتزه أول بلاغا يفيد نشوب حريق بمستشفى خاص بشارع محمد نجيب بمنطقة سيدي بشر، وانتقل مأمور وضباط القسم إلى موقع الحريق، وتم الدفع بـ١٠ سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى مبنى المستشفى بالكامل.
وكشف الفحص أن الحريق اندلع في مكان مخصص لعزل مصابي فيروس كورونا ما أسفر عن مصرع 7 مرضى نتيجة اختناقهم دون حروق.
وبينت المعاينة الأولية أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي بجهاز تكييف بالمكان المخصص لعزل مرضى كورونا.
وفي آخر بيان للصحة بشأن ضحايا كورونا، أعلنت الوزارة أنه تم تسجيل 1265 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى وفاة 81 حالة جديدة.
وأضافت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الأحد، هو 65188 حالة من ضمنهم 17539 حالة تم شفاؤها، و2789 حالة وفاة.