مستشهدا بتغريدة لتاتشر.. نجيب ساويرس: لا حل لعلاج الوضع المصري الحرج سوى بتعويم كامل للجنيه.. والتأخر “مصيبة”
انتقد الملياردير المصري نجيب ساويرس، التأخير في إقرار التعويم الكامل لقيمة الجنيه المصري، مقترحاً أن تواكب السلطات السعر المتصاعد في السوق السوداء للقضاء على النقص المزمن في العملة الأجنبية لدى البلاد.
وقال ساويرس في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” إن تأجيل الإصلاحات “مصيبة” ستزيد من حجم الوضع الحرج الذي نعيشه.
وانخفضت العملة المصرية في السوق الموازية إلى 68-70 جنيهاً للدولار في الأيام الأخيرة، مما يجعلها أضعف بأكثر من 50% من سعر الصرف الرسمي البالغ نحو 30.9.
ورأى ساويرس أن الطريق الصحيح هو البدء من سعر السوق السوداء ثم ينخفض تدريجياً، بحيث يتفق الجميع على بيع ما بحوزتهم من الدولار عبر القنوات الرسمية إذا تساوى السعران.
أدت الجولة السابقة من التخفيضات إلى تقليص قيمة الجنيه بمقدار النصف، مما أدى إلى إزعاج الشركات والمستهلكين على حد سواء في أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان. من شأن أي خطوة أخرى للخفض أن تؤدي إلى ارتفاع مؤلم آخر لمعدل التضخم، الذي بدأ يتراجع في الآونة الأخيرة، بعد أن سجل مستوى قياسياً بلغ 38% في منتصف عام 2023.
يشارك ساويرس، الذي يمتلك حصصاً في مناجم الذهب عبر شركة “لا مانشي ريسورسيز” (La Mancha Resources)، آراءه الصريحة مع متابعيه البالغ عددهم 8.3 مليون على منصة “إكس”. مع ذلك، تمثل تعليقاته تدخلاً نادراً نسبياً بشأن العملة، التي تعد القضية الأكثر سخونة في مصر.
توصلت مصر لاتفاق بشأن حزمة إنقاذ بقيمة ثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي قبل أكثر من عام. لكن الصندوق ومقره في واشنطن أرجأ مراجعتين للاتفاق، في انتظار أن تسمح السلطات بسعر صرف أكثر مرونة والوفاء بالإصلاحات الأخرى التي وعدت بها قبل دفع المزيد من الأموال.
وأعاد ساويرس تغريد صورة لرئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارغريت ثاتشر، كُتب عليها: “الوقوف في منتصف الطرق خطر للغاية، إذ يعرضك للصدمات من الزحام من كلا الجانبين”.
ثاتشر، هي رئيسة الوزراء البريطانية التي أعادت هيكلة اقتصاد بلادها بصورة فاعلة، عبر خصخصة العديد من شركات القطاع العام، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في اقتصاد بلادها وانتهاج الرأسمالية، أو السوق الحر عبر تطبيقها السياسات بصورة حازمة على كافة الأطراف، رغم الانتقاضات التي تعرضت لها طوال فترة رئاستها لمجلس الوزراء البريطاني، والتي تعد الأطول خلال القرن العشرين لتلقب بامتياز بلقب “المرأة الحديدية”.