هل تنهي زيارة وزير خارجية الإمارات لدمشق 10 سنوات من القطيعة العربية لـ”سوريا الأسد”؟

سبوتنيك

شكلت زيارة وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، إلى سوريا مرحلة جديدة من العلاقات السورية العربية، وتمهيدًا كبيرًا لإعادة التطبيع العربي مع دمشق، وإعادتها للجامعة العربية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، الخميس، أن وزارة الكهرباء السورية وتجمع شركات إماراتية وقعا اتفاقية تعاون لإنشاء محطة توليد كهرضوئية.

وأكدت الوكالة أن استطاعة المحطة ستصل إلى 300 ميغا واط، وستقام في منطقة وديان الربيع بالقرب من محطة توليد تشرين في ريف دمشق.

تستخدم أنظمة المحطات الكهروضووئية أجهزة توجيه آلية لتتبع أشعة الشمس من أجل إنتاج أكبر قدر ممكن من الكهرباء، حيث تتبع حركة الشمس في السماء لزيادة كفاءة الإنتاج، كما تتميز المحطات الكهروضوئية عن مصادر الطاقة الكربونية مثل البترول أو الفحم بأنها لا تنتج غازات ضارة للبيئة ولا تتسبب بأي انبعاثات كربونية ضارة.

الرئيس السوري بشار الأسد، استقبل مساء أمس الأول الثلاثاء، عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، مع الوفد المرافق له.

ووفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون وخصوصًا في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات.

ونوه الأسد بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات، مشددا على أن الإمارات وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري، فيما أكد عبد الله على دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، وفقا للوكالة السورية.

غسان يوسف، المحلل السياسي السوري، قال إن الزيارة تؤكد أن الدول العربية في طريقها للتطبيع مع سوريا، حيث ستمهد الزيارة الطريق لزيارة وزراء خارجية عرب آخرين لدمشق، حيث لم تكن لتتم دون وجود تفاهمات عربية ودولية وإقليمية.

وأوضح يوسف أن هذه الزيارة تنهي العزلة التي فرضت على دمشق منذ 10 سنوات، وتؤكد أن الدولة السورية والنظام أصبحا أمرا واقعا ويجب التعامل معهم من كل الأطراف العربية والدولية، وهذا أيضا يمهد لعودة سوريا للجامعة وحضور قمة الجزائر، مشيرًا إلى أهمية هذه الزيارة كونها ستكون فاتحة للتطبيع العربي لسوريا وعودة سوريا للجامعة العربية.

في شهر مارس الماضي، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن هناك اتجاهًا لإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، لكن الأمر يحتاج إلى حسابات كثيرة سواء من الأعضاء أو من دمشق نفسها.

عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية بدمشق، الدكتور على الأحمد، رأى أن الحديث عن عودة سوريا للجامعة يأتي ضمن متغيرات بدأت قبل فترة طويلة، بعد أن أدرك الجميع أن هناك خلل كبير في التعاطي مع الدولة السورية، معربا عن اعتقاده أنه قد يكون هناك حضور سوري رسمي في القمة العربية المقبلة.

وأشار الأحمد في تصريحات لراديو “سبوتنيك” إلى أن “سوريا دولة وازنة في المنطقة، وقد أعادت الدول العربية قراءة المشهد في هذا السياق، وربما نكون ذاهبين باتجاه حضور سوريا بتمثيل رسمي في قمة الجامعة العربية المقبلة”، بحسب قوله.

وحول موقف السعودية من سوريا، أكد الأحمد أن “النظام الداخلي للجامعة لا يحتم توافق بين الأعضاء لعودة سوريا، لأنه سبق تجميد مقعدها رغم عدم توافق الأعضاء”، معتبرا أن “هناك أيضا إشارات سعودية بدأت بمشاركة وزير السياحة السوري في مؤتمر بالسعودية كما أن هناك وفود سورية تزور المملكة، معربا عن اعتقاده أن تعيد المملكة قراءتها للموقف في ضوء التهديدات الإقليمية والتوسع التركي”.

أما وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قال إن الوقت قد حان لإنهاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، مؤكدا رفض بلاده للقرار منذ البداية ودعمها لكل ما يخدم لمّ الشّمل العربي.

وأضاف على هامش ندوة للدبلوماسيين الجزائريين، أنه لا يعتقد أن هذه الخطوة ساهمت في تحسين الوضع”.

و أعرب عن أمله أن” تساهم زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق،  مساهمة إيجابية في تذليل العقبات بين سوريا وبقية الدول العربية”، مؤكدا أن ” الجزائر ستبارك كل الخطوات التي ترمي إلى خلق أجواء لم الشمل العربي”.

عالميا، أعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الثلاثاء، عن شعور بلاده بالقلق إزاء الاجتماع بين الرئيس السوري ووزير خارجية الإمارات، في دمشق، قائلا: “هذه الإدارة لن تعبر عن أي دعم لجهود تطبيع أو إعادة تأهيل بشار الأسد، وهو دكتاتور وحشي”.

في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أنه من الطبيعي أن تقلق الولايات المتحدة من تعزيز العلاقات الودية والإقليمية بين الدول العربية وسوريا.

وأضاف: “هذا الإجراء، له عواقب غير سارة لواشنطن ومنها “فشل أهدافها الشريرة الأخرى، وفشل مشروع الكيان الصهيوني في خلق الفتنة وعزل الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، وسيزيد هذا الفشل من خلال توجه الدول العربية واحدة تلو الأخرى نحو سوريا”.

كما اعتبرت الحكومة الفرنسية، الأربعاء، أن الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى سوريا أمس “خيار سيادي”.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجوندر: “فرنسا تؤكد أنه لا توجد لديها حاليا أية نية للتطبيع مع النظام السوري خاصة مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان على كامل الأراضي وتوقف العملية السياسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *