نائب يتقدم بطلب إحاطة بشأن اتهام رسامة بسرقة رسوم فنان روسي لتزيين محطة مترو: مصر بها الكثير من المواهب الشابة.. والأولى طرح التصميمات عبر مسابقة

الواقعة تسببت في ضرر بالغ وشديد لنا لسنا في حاجة إليه والمصممة لم تُكلف نفسها عناء التعديل عليها أو التطوير أو إدخال حتى لمستها الفنية 

كتبت- ليلى فريد 

أعلن المهندس محمد سعد الصمودي، عضو مجلس النواب، اليوم الأربعاء، تقدمه بطلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه إلى وزيري النقل والثقافة، بشأن اتهام فنان روسي، للرسامة التشكيلية غادة والي باستخدام لوحاته الفنية في تزيين جدران مترو أنفاق الخط الثالث دون إذن منه. 

وقال الصمودي في نص طلب الإحاطة: “ما أثاره الفنان الروسى جورجي كوراسوف، من استخدام إحدى لوحاته على جدران محطة (كلية البنات) بالمرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، تسبب في ضرر بالغ وشديد لنا لسنا في حاجة إليه، إذا راعت المصممة الذي وُكل إليها هذا العمل أبسط قواعد الأمانة العلمية، بل أنها لم تُكلف نفسها عناء التعديل عليها أو التطوير أو إدخال حتى لمستها الفنية، نقلت الرسومات كما هي، دون حتى الإشارة أو التنويه لصاحبها الأصلي، استكفت بالاستيلاء على مجهود الغير”.  

وتابع الصمودي: مصر بها الكثير من المواهب الفنية الشابة، ولدينا كليات فنون جميلة هي الأولى من نوعها محليًا وعربيًا، كان من باب أولى طرح هذه التصميمات عبر مسابقة شبابية يتنافس فيها الجميع، واختيار الأفضل، وليس إرساء العملية بأكملها للشابة غادة والي، التي وضعتنا في حرج شديد. 

وتساءل النائب عن تكلفة المشروع التصميمات الفنية؟، وهل تضمن العقد المبرم بين هيئة مترو الأنفاق والشركة التابعة لغادة والي شرط جزائي؟، والمعايير التي على أساسها تم اختيار غادة والي دون غيرها؟؟، مطالبًا باتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتها، وتحميلها أي تعويضات جراء التصرف غير المسؤول الذي قامت به، ومنع التعامل معها مُسبقًا. 

يشار إلى أنه شغلت فضيحة سرقة رسومات مترو كلية البنات الرأي العام، خلال الأيام الماضية، وتصدر اسم الفنانة التشيكيلية غادة والي، محركات البحث على مواقع التواصل عقب اتهامها بسرقة التصميم الخاص باللوحات الفنية المستخدمة في محطة مترو كلية البنات.  

تفجرت الأزمة بعدما علق الرسام الروسي جورجي كوراسوف، عبر حسابه الرسمي على الواقعة قائلا: تم استخدام لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني وحتى ذكر اسمي!، وكشف الرسام الروسي عن انتظاره رد رسمي بشأن ماحدث في اللوحات.  

بدورها قالت الهيئة القومية للأنفاق وشركة “آر. إيه. تي. بي” ديف للنقل كايرو، في بيان صحفي، إن الشركة المسؤولة عن تشغيل الخط الأخضر “الثالث”، تابعت عن كثب ما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية فيما يخص استخدام تصميمات فنية من أعمال فنان روسي في المشروع الثقافي داخل محطة كلية البنات في الخط الأخضر الثالث.  

وأضاف البيان الصحفي، أنه تم التعاقد مع وكالة “أستوديو والي” للدعاية التابعة لغادة والي لإنشاء تصميمات فنية خاصة بالمشروع الثقافي بمحطات الخط الأخضر، وتم إدراج بند ملزم قانونيا ينص على أن شركة الدعاية هي المسؤولة الوحيدة عن تقديم تصميمات فنية أصلية، وفي حالة الاقتباس أو النسخ، يتعين عليها الحصول على موافقة قانونية رسمية من الفنانين القائمين على تلك الأعمال يخول استخدامها، وفقا لما هو متعارف ومعمول به مع جميع الفنانين.  

وأوضح البيان: في مارس الماضي تم إنهاء العقد مع شركة الدعاية نظرا لأسباب أخرى تتعلق بإخلال في بعض بنود العقد والتنفيذ.  

وقالت الهيئة القومية للأنفاق وشركة “آر. إيه. تي. بي” ديف للنقل كايرو إنهم لم يكونوا على دراية بأن تلك التصميمات مستوحاة بشكل غير قانوني من لوحات فنان روسي، وأنهم ضد أي تعدٍ على حقوق الملكية الفكرية بأي شكل.  

وأكمل البيان: بناء عليه نقوم حاليا بدراسة الإجراءات القانونية المناسبة ضد شركة الدعاية لحفظ جميع الحقوق الخاصة بالهيئة القومية للأنفاق وشركة (اّر. إيه. تي. بي) ديف للنقل كايرو عند إثبات الادعاءات، وعليه سيتم تغيير التصميمات المقتبسة بشكل غير قانوني.  

وقدمت الشركة اعتذارها للفنان التشكيلي الروسي “جورجي كوراسوف” وللجمهور عن تلك الحادثة، مؤكدين احترامهم الكامل لحقوق الملكية الفكرية للجميع داخل مصر وخارجها.  

يذكر أن غادة والي من مواليد عام 1990 وتخرجت في الجامعة الألمانية، وتم تكريمها في منتدى شباب العالم بمصر، وتقديمها باعتبارها تم اختيارها من قبل مجلة فوربس العالمية لتكون من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم تحت سن الثلاثين خلال عام 2017، كما حصلت على عدد من الجوائز العالمية في مجال تصميم الجرافيك، وأصغر متحدثة عربية في تيد جلوبال 2017.  

بدورها نشرت صفاء القباني، نقيب التشكيليين، عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك” بيانا قالت فيه إن المصممة غادة والي ليست عضو نقابة الفنانين التشكيليين ولم أتشرف بها ولا أعرفها”.  

وتابعت القباني في بيانها تعليقا على أزمة غادة والي في اتهامها بسرقة لوحات الفنان الروسي جورجي كوراسوف قائلة ” إن ما حدث من استنساخ لأعمال فنان روسي دون تصريح منه، يعد تعدي عليه وعلى حقوق الملكية الفكرية، ولا يجوز أن يستخدم أحد أعمال أحد إلا بعد أخذ إذنه وكتابه اسمه مشاركا في العمل”.  

وأكدت أن غادة والي ليست فنانة جداريات، وأن مصر لديها العديد من كبار الفنانين من أصحاب المدارس في التصوير الجداري، كما أشارت إلى الشباب الموهوبين في أقسام ديكور العمارة الداخلية والفنون التعبيرية.  

وفي سياق متصل عقّب الفنان التشكيلي، وجيه وهبة، على الأزمة وقال في تصريحات لبنرامج «الحكاية»، للإعلامي عمرو أديب، إنه بالمقارنة بين الرسومات الموجودة بمحطة مترو كلية البنات ولوحات الفنان الروسي يمكن أن أقول إن ما قامت به المصممة غادة والي ليس تواردا للخواطر أو الأفكار، فاللوحات متطابقة وأتحفظ في الألفاظ على وصف ما حدث.  

وتابع أنه يمكن للمصممة أن تقول إن الرسم مستوحى من أعمال الفنان الروسي بدلًا من نسب العمل الفني لها، لافتًا إلى أن المصممة اكتفت بتغيير بشرة الفتيات خلال الرسومات وتحويل ملابسهن للزي الفرعوني بخلاف الأعمال الأصلية، مشددًا على ضرورة تشكيل لجان فنية تتولى مسؤولية الإشراف على تزيين محطات المترو وفق رؤية فنية.  

وقال الإعلامي عمرو أديب: «أمر مخجل، شيلوا الميتين اللي تحت، لدينا فن فرعوني ملهم يكفي لملء مجلدات، وصلنا لدرجة إننا نضرب رسم للفراعنة من فنان روسي».  

وأضاف: «ده لا يمكن يكون توارد خواطر، دي سرقة وكمان سرقة ضعيفة، والفنانة غادة والي حاولت تحط التاتش بتاعها بس ملقتش حل غير إنها تستر رجلين البنت اللي في الصورة»، وكشف أديب عن محاولته للتواصل مع غادة والي لحق الرد ولكنها لا تجيب.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *