مختطف من مقر عمله تحت تهديد السلاح.. “سراج المقصبي” ضحية جديدة في قائمة استهداف الصحفيين بليبيا

مسلحون بملابس مدنية يختطفون المقصبي ويقتادوه في سيارة دون لوحات لجهة غير معلومة بعد تقييده وتغطية وجهه

العاملون في صحيفة “الحياة” يعلنون حجب عدد الثلاثاء تضامناً مع زميلهم.. ويناشدون السلطات تكثيف جهودها لمعرفة مصيره.

“لا تبع صوتك مقابل المال” آخر ما كتبه المقصبي يوم اختطافه.. ومطالبات صحفية ودولية بتحقيق فوري في الجريمة

كتب- محمود هاشم:

انقسام سياسي وفصائلي وأطراف نزاع تقوض مساعي الاستقرار في ليبيا – مع اقتراب البلاد من إجراء انتخابات رئاسية في ديسمبر الحالي ربما تكون طريقا لانتقال سياسي بعيد المنال – كل ذلك تدفع الصحافة ثمنه باهظا بالعديد من الانتهاكات في حق أبنائها، بالعنف والرقابة والترهيب، الصحفي في جريدة “الحياة” الليبيبة سراج عبدالحفيظ المقصبي، آخر ضحايا هذه الانتهاكات وبالتأكيد لن يكون الأخير.

في 22 نوفمبر الماضي، اقتحم مسلحون يرتدون ملابس مدنية مقر فرع الهيئة العامة للصحافة بمدينة بنغازي، وخطفوا المقصبي، من داخل مقر عمله في صحيفة “الحياة” الليبية، واقتادوه إلى جهة غير معلومة بواسطة سيارة مدنية من دون لوحات بعد تقييده وتغطية وجهه.

وروى شهود عيان كانوا موجودين داخل مقر الهيئة ساعة الواقعة، أن 3 أشخاص مسلحين نفذوا عملية الخطف، بعد أن دخلوا مقر الهيئة بزعم أنهم ينتمون إلى جمعية خيرية تهتم بحقوق الإنسان.

وقال موظف بالهيئة إن أحد المسلحين تحدث مع صحفية كانت في المقر، فيما اقتاد الآخران الصحفي سراج «بشكل مهين»، وأشهروا ثلاثتهم السلاح، محذرين من القيام بأي ردة فعل، ثم وضعوا كيسًا أسود على وجه سراج، واقتادوه إلى سيارة كانت برفقتهم.

وكشفت رئيسة الهيئة العامة للصحافة فرع بنغازي زينب شاهين، في تصريحات تليفزيونية، تفاصيل الواقعة، مؤكدة أن القصبي اقتيد المسلحين المجهولين الذين كانوا يرتدون لباساً مدنياً، لجهة غير معلومة، حيث لم يظهر حتى الآن.

https://www.facebook.com/218tv/videos/1264100140759674/

وقال أحد أفراد عائلة الصحفي المخطوف، سراج المقصبي، لـ«بوابة الوسط» الليبية، إن عائلته لا تعرف حتى الآن مصير ابنهم، وأنها لم تتلق اتصالاً من أي جهة توضح هوية الخاطفين، أو مكان تواجد سراج.

https://www.facebook.com/watch/?v=731662754893752

العاملون في صحيفة “الحياة” أعلنوا حجب عدد الثلاثاء الماضي تضامناً مع زميلهم، مناشدين السلطات الأمنية والشرطية في البلاد تكثيف جهودهم لمعرفة مصيره.

كما استنكرت النقابة الوطنية للصحفيين الليبيين حادثة اختطاف المقصبي، مؤكدة أن الحادثة ليست الأولى التي يتعرض لها الصحفيون في ظل غياب دستور يُشرع لحماية الصحفيين وفشل الجهات التنفيذية ذات الاختصاص في القبض على الجناة على حسب قولها.

وناشدت النقابة الأجهزة الأمنية والعدلية سرعة تأمين حياة الصحفي المُختطف، والقبض على مرتكبي جريمة الخطف وتقديمهم للعدالة .

وأشار بيان فرع الهيئة العامة للصحافة إلى أن المجموعة التي اختطفت الصحفي لم تبرز ما يشير إلى هويتها ولم تبرر أسباب اقتيادهم للصحفي.

الهيئ أكدت استنكارها وشجبها الواقعة، مناشدة الأجهزة الأمنية التحرك السريع لمعرفة مصير المقصبي، وإطلاق سراحه، والتعهد بعدم تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة التي تنتهك القوانين والتشريعات التي تحمي الصحافة والصحافيين.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، إن اختطاف الصحفي الليبي بمقر عمله في بنغازي، يُظهر مرة أخرى أنه يجب القيام بالمزيد من العمل في ليبيا، لتأمين حماية الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.

ودعا أنطوني بيلانجر- في بيان نشره الاتحاد على موقعه الإكتروني –  إلى إجراء تحقيق فوري في الواقعة، مشيرا إلى أن الحادثة ليست الأولى التي يُستهدف فيها الصحفيين في ليبيا مؤخرًا، ففي العام الماضي ألقي قبض على رئيس مؤسسة الإعلام الليبية محمد بعيو، مع نجليه، فضلا عن الصحفية هند عمار.
كان آخر ما كتبه المقصبي عبر حسابه على فيسبوك يوم اختطافه: “لما تبيع صوتك مقابل المال معاش تقول البلاد مبيوعة لأنك أنت من باعها زي ما بعت ضميرك تجاه بلادك”، في إشارة إلى الصراع المحتدم في الانتخابات الليبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *