مجلة بريطانية: القمة العربية الإسلامية بشأن غزة “دكان كلام”.. والكثير من دول الخليج لا يمانع قضاء إسرائيل على “حماس” 

وكالات  

نشرت مجلة بريطانية تقريرا قالت فيه إن “الدول العربية والإسلامية مجمعة على ضرورة وقف الحرب في غزة، ويريدون طرفا ما أن يوقفها، وأن موقف القمة العربية الإسلامية مؤخرا مجرد كلام لا أكثر”. 

وأكدت مجلة إيكونوميست بأن “هذه هي الرسالة المبتذلة والمثيرة للجدل من تجمع الدول العربية والإسلامية في قمة الرياض بالحادي عشر من نوفمبر. وعقدت القمتان بعد شهر من الحرب على غزة والتي لا تزال حدثا يوميا على شاشات التلفزة والحوارات في كل أنحاء الشرق الأوسط. 

وأشارت إلى أن “القمة المشتركة انتهت ببيانات قوية تعكس حالة الغضب، ودعت لوقف فوري لإطلاق النار وحثت الدول الأعضاء على كسر الحصار عن غزة ودعت لفرض حظر السلاح على إسرائيل”. وتعلق المجلة أن من السهل تجاهل اللقاء بأنه مجرد “دكان كلام” تعقده الجامعة العربية عادة، حيث شجب عدد من القادة المعايير المزدوجة للغرب وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين. 

وتقول المجلة إن “أجزاء من البيان الختامي تحمل مفارقة، فبدلا من كسر الحصار، ساعدت مصر على استمراره ولعقدين تقريبا، ولا دولة من دول منظمة التعاون الإسلامي تبيع السلاح لإسرائيل، مع أن بعض دولها تشتري السلاح منها. وعند القراءة بين السطور، فإن القمة تكشف الكثير عن التناقضات التي تقع خلف الرد الإقليمي على الحرب.  

فالكثير من دول الخليج لا يمانع قضاء إسرائيل على حماس، وحتى مع خوفها من إحياء التطرف في داخل بلدانها. وتريد تعرض “محور المقاومة” لضربة، لكنها تخشى من أن تكون في مرمى النيران، فهذه الدول تبنت ولعدة سنوات سردا ركز على الاقتصاد بدلا من الأيديولوجية، وهي تخاف من حرب طويلة بغزة مما يعني تخريب خططها”. 

وأضافت المجلة بأنه قد “شارك في القمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي لبس فوق جبته الدينية الكوفية الفلسطينية رمز الهوية الفلسطينية. واستغرقت كلمته 40 دقيقة دعا فيها في نقطة لإرسال السلاح للفلسطينيين، لكن تم دفع هذا الطلب بأدب، وطالب الكثيرون بمقاطعة اقتصادية ودبلوماسية، وحتى هذا فقد تم رده بعيدا”. 

وقالت: “لم تستدع إلا قلة من الدول العربية السفراء لدى إسرائيل، وحتى التي لديها علاقات دبلوماسية لا تريد قطعها تماما، كما واستبعدت دول الخليج استخدام سلاح النفط كما فعلت عام 1973. وقال خالد الفالح وزير الاستثمار السعودي في مؤتمر هذا الشهر “هذا ليس على الطاولة”، ويريد السعوديون استقرار سوق النفط لسنوات قادمة من أجل تمويل عمليات تنويع الاقتصاد”. 

ووصفت المجلة نتيجة القمة بأنها “انقسامية، فقد فرح بعض العرب بالخطاب المتشدد، فيما رأى آخرون ترددا من حكوماتهم واستسلاما للحرب، ولو جرد اللقاء من التهديدات العسكرية والمقاطعة الاقتصادية فلا يتبقى منه سوى الكلام. وكل دولة تتصرف من ناحية المصلحة الخاصة، فالسعودية مضت قدما في مؤتمرها الاستثماري والحرب مندلعة، والمنطقة تحاول التصرف وكأن أمرا لم يتغير. وحتى إيران التي تدعم جماعات المقاومة تصرفت بنوع من البراغماتية، ورغم الهجمات التي نفذتها الجماعات المسلحة الموالية ضد أهداف أمريكية إلا أنها قررت عدم تضييع قوة حزب الله، أكبر الجماعات الوكيلة على معركة شاملة لدعم الفلسطينيين”. 

وأشارت إلى “اللقاء على هامش القمة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الإيراني رئيسي الذي يزور السعودية لأول مرة فالانطباع هو أن التقارب لا يزال قائما وأن أحدا لا يريد حربا إقليمية، على الأقل في الوقت الحالي”. 

ولليوم الـ42 على التوالي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا مدمرا على غزة، وتستهدف طائراته البنايات والمنازل السكنية وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، وتمنع عن قطاع غزة الماء والغذاء والوقود، ما أدى لاستشهاد أكثر من 11 ألفا و 630 فلسطينيا، بينهم 4710 أطفال 3165 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *