قبل أشهر من «كوب 28».. تقرير: الارتفاع القياسي للحرارة قد يدفع محادثات المناخ للأمام

وكالات

رجّح تقرير لموقع “أكسيوس” أن تساهم موجة الحر الاستثنائية التي عرفتها دول العالم، في الدفع بمحادثات قمة المناخ “كوب 28” المقررة في دبي شهر نوفمبر المقبل.

وبلغ المتوسط الشهري لدرجة الحرارة العالمية لشهر يوليو 1.5 درجة مئوية وهي أعلى من مستويات ما قبل حقبة التصنيع، حسبما أظهرت بيانات جديدة الخميس.

وتُعتبر قمة المناخ المقبلة “لحظة حاسمة” وفق تعبير التقرير، حيث ستكون هناك حاجة لالتزامات جديدة وسريعة لخفض الانبعاثات من أجل الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن، أو قبل ذلك.

ووجدت دراسة حديثة أن موجات الحرارة القياسية في الولايات المتحدة وأوروبا لم تكن لتصل لهذا المستوى، لو لم يكن هناك احتباس حراري، سبّبه الإنسان.

وفي مؤتمر صحفي، الخميس، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الأحداث الحالية “تتفق تماما مع التوقعات والتحذيرات المتكررة، والمفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير”.

وتابع “لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر “الغليان العالمي”.

وتعتمد تكهنات تقرير “أكسيوس” على تاريخ تأثير تسارع تغيرات الطقس على القمم السابقة، ففي قمة شرم الشيخ بمصر “كوب27” قاد وفد باكستان التي اجتاحتها الفيضانات، مساعي إنشاء صندوق لتعويض الدول النامية عن أضرار تغير المناخ، وقد نجح في ذلك.

وفي عام 2013، قدم مفاوض المناخ الفلبيني، يب سانيو، نداء للعمل على وضع خطط لمواجهة التقلبات الطبيعية، في “كوب 19” في وارسو، بعد أن ضرب بلده إعصار هايان من الفئة 5.

وفي الولايات المتحدة، “استفاد” الرئيس، جو بايدن، من أسابيع من الحرارة الشديدة في جميع أنحاء البلاد لطرح مقترحاته لحماية الأشخاص بشكل أفضل من الحرارة القاتلة. 

وأشار بايدن إلى “التهديد الوجودي” للتغير المناخي والظواهر الطبيعية الاستثنائية الأخيرة التي ضربت الولايات المتحدة.

وبينما يتم التحضير لقمة دبي، لا تزال البلدان متباعدة فيما يتعلق بجدول أعمال طموح لخفض الانبعاثات، مع وجود انشقاقات واضحة في اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة العشرين الأسبوع الماضي في الهند.

وفشل المسؤولون في الموافقة على بيان رسمي.

وكان سلطان الجابر، وهو رئيس مؤتمر الأطراف في “كوب 28″، قد دعا إلى التخلص التدريجي من الفحم الحجري بحلول عام 2030؛ وتسريع “التخفيض التدريجي الحتمي والمسؤول لجميع أنواع الوقود الأحفوري” ومضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، لكن الدول لم توافق على هذه الإجراءات، بسبب معارضة السعودية حسبما أورده تقرير “أكسيوس”.

والخميس، أصدر الجابر، وسيمون ستيل،  كبير مسؤولي المناخ في الأمم المتحدة، بيانا مشتركًا دعا لمزيد من الإجراءات الطموحة.

وكتبا “هذا العام، أكثر من أي وقت مضى، الوحدة هي شرط أساسي للنجاح”، واستشهد البيان بأحداث الطقس القاسية الأخيرة.

بيت أوجدن، خبير المناخ في مؤسسة الأمم المتحدة، قال للموقع إن الطقس الاستثنائي والمستمر منذ فترة “يوفر دفعا للوعي العام، ويمكن أن يترجم ذلك بمزيد من الضغط للعمل في “كوب 28”..

وتابع “لعل الرقم الوحيد الذي يتتبعه الناس عن كثب أكثر من أسعار الغاز هو درجة الحرارة اليومية”.

ويقول خبراء المناخ إن درجات الحرارة على مستوى العالم تسجل مستويات قياسية متسببة بفيضانات وعواصف وموجات حرّ.

وتصاعد الاستياء في صفوف النشطاء على مستوى العالم عقب إخفاق وزراء الطاقة في مجموعة العشرين في اجتماع في 22 يوليو الحالي في غوا بالهند، في الاتفاق على خارطة طريق للاستغناء تدريجا عن استخدام الوقود الأحفوري.

واعتبروا ذلك ضربة لتلك الجهود وانتصارا لبعض كبار منتجي النفط مثل روسيا والسعودية اللتين عارضتا تحولا سريعا عن الوقود الملوِث وألقى منتقدون باللائمة عليهما في عدم إحراز تقدم في الاجتماع الحاسم.

جاء ذلك رغم توافق قادة مجموعة السبع في هيروشيما في مايو على “تسريع عملية الاستغناء تدريجا عن الوقود الأحفوري”.

ولا يزال العالم بعيداً من مسار اتفاق باريس الهادف إلى الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقلّ من درجتين مئويتين، وإذا أمكن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *