عبد القادر محمود يكتب: لحظات الألم والكراهية في كرة القدم

تعتبر العنصرية والتفرقة بين البشر على أساس الجنس أو بشرة اللون، أو العرق أو الدين، أحد أكبر السلوكيات سوداوية ودناءة على الإطلاق في التاريخ الإنساني؛ فكم من أناس دفعوا أثماناً باهظة لتلك النظرة الدونية الموجهة من قبل جنس بشري تجاه جنس بشري آخر يشاركه الوجود على أرض هذا الكوكب.

فينيسيوس جونيور والعنصرية:

اشتهر بمراوغاته المباغته، وابتسامته التي لم تفارق وجهه مطلقًا؛ وأيضًا برقصاته المتنوعة بعد تسجيله للأهداف.. جاء من مدينة “ساو جونسالو” البرازيلية، ينثر سحره داخل أسوار “السانتياجو برنابيو” معقل نادي ريال مدريد الإسباني.

“فينيسيوس جوزيه بايكساو دي أوليفيرا جونيور”، البرازيلي صاحب الـ 22 عامًا، الذي سطع نجمه سريعًا في الملاعب الإسبانية والأوروبية، بعد تألقه اللافت ومستواه خلال السنوات القليلة الماضية.

يتميز فينيسيوس جونيور، أو “فيني” كما يحلو للبعض مناداته، بالسرعة والمهارة وتسجيل الأهداف بكلتا القدمين.. يحرز فيني، الأهداف، ثم يركض سريعًا نحو جماهير فريقه ليرقص رقصاته المتعددة والاحتفال مع أنصاره.

ويتعرض البرازيلي فينيسيوس جونيور، إلى هتافات عنصرية خلال كل مباراة يلعبها ريال مدريد، خارج أرضه، من جماهير الفريق المنافس.

وانتقد فينيسيوس العنصرية المنتشرة في الدورى الإسبانى، بعد تعرضه لإهانات، معلنا أنه دائما ما يتعرض لإهانات عنصرية من جماهير منافسى ريال مدريد في البطولة.

بالوتيلي وآخرين

وبالطبع هناك الكثير جدا من القصص الحزين في كرة القدم بسبب انتقاد الجماهير والعنصرية، ولعل واحدة من أشهرها أيضا هي العنصرية التي كان يتعرض لها ماريو بالوتيلي الذي لعب لصالح العديد من الأندية الكبرى مثل مانشستر سيتي وليفربول وإنتر ميلان وميلان وغيرهم.

ودائما ما يرتبط اسم بالوتيلي بالعنصرية التي تعرض لها داخل مختلف الملاعب، ودخوله في العديد من المشاجرات مع الجماهير أو خروجه من الملعب باكيا بسبب الهتافات ضده، حتى اختفى بشكل مفاجئ عن الأضواء، وأيضا انتهت قصة لاعب تنبأ له الكثير بأن يكون أحد نجوم اللعبة.

في 2014 جماهير اتليتيكو مدريد قامت بالهتافات السيئة والعنصرية ضد اللاعب “ديوب”.

وقال ديوب للصحفيين “كنت في طريقي لتنفيذ ركلة ركنية، وقام بعض جماهير اتليتيكو بتقليد أصوات القرود”.

اللاعب رفض استكمال المباراة رغم كل المحاولات !

مارك زورو المدافع الأفريقى قرر حمل الكرة بيده والخروج من الملعب في عصبية شديدة بسبب الشتائم العنصرية التي وجهت له في مباراة ضد الأنتر ميلان مما جعل اللاعبين يتكلمون معه لكي يبقى في أرض الملعب لكنه قال بعد ذلك لم أستطع لقد كان صوتهم في رأسي يفقدني تركيزي في الملعب.

وعندما تلقى اللاعب الغاني كيفن برنس بواتينج، الشتائم من الجمهور ، لم يتمالك اعصابه فسدد الكرة نحو الجمهور وانسحب بواتينج من المباراة.

حاول الجميع تهدئة الأمور لتكملة المباراة ولكنه رفض.

وفي النهاية؛ هل يمكن أن ينتهي هذا التعصب من الجماهير ويكتفون فقد بالذهاب للملعب من أجل الاستمتاع بالمباراة ومتابعة كرة القدم فقط، أم سيظل هذا الوضع سائد وسيظل يؤذي المزيد من اللاعبين، ونرى قصص حزينة أخرى، وسببها أن اللاعب يجد نفسه أمام عدد غفير جدا لن يتمكن من التعامل معه لأنه مثلما ذكرنا “الكثرة تغلب الشجاعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *