صور ومستندات| مستريح جديد يستحوذ على 70 مليون جنيه من المواطنين والبنوك.. بدعوى التعاون مع جهات سيادية”


المواطنون: المدعو “س. ع.” استولى على 50 مليون جنيه من الضحايا بأوراق اتضح تزويرها و 20 مليون من البنوك واختفى

المتضررون: “س. ع.” كان يصلي الفجر حاضرًا في مسجد الحسين.. لكنه كان ينفق أموالنا في الملاهي الليلية


كتب – أحمد سلامة

يبدو أن أحد “المستريحين” وجد الادعاء بالتعاون مع اجهزة بالدولة طريقا للاستيلاء على أموال المواطنين، الذين اضطرتهم الأوضاع الاقتصادية إلى “المغامرة” من أجل الحفاظ على مستوياتهم المعيشية.. ففي محافظة الجيزة وبالتحديد في حي “فاطمة رشدي” استولى مواطن يُدعى “س. ع.” على ما يصل إلى 70 مليون جنيه من مواطنين وعدد من البنوك حسبما أكدوا في تصريحات لـ”درب”.
يقول “إ. ص”، أحد المتضررين، “تعرفت على المتهم عن طريق أحد الأقارب عام 2016، وأودعت معه في البداية 145 ألف جنيه على أن أحصل على ربح شهري غير ثابت يتراوح ما بين 3 آلاف جنيه و 3500 جنيه”.
ويضيف “فضلت على الحال دا سنة، رجعت فيها لشغلي في توريد السن لمحطات الخرسانة، هو كان مفهمني إن شريكه الوحيد، مفيش أي شركاء آخرين، لكن دا كان غير اللي اكتشفناه بعد كدا، لأن إجمالي الناس اللي اتنصب عليهم حوالي 40 واحد بإجمالي 50 مليون جنيه تقريبا، بالإضافة لـ 20 مليون جنيه حصل عليها كقروض من بنوك منهم البنك الأهلي اللي له حوالي 14 مليون كما عرفت”.
ويستكمل “كان بيدعي إنه بيتعامل في شغله مع جهات سيادية لاقناعنا،، ودا اللي خلانا نشتغل معاه لكن طبعا طلع الكلام دا كله فشنك، واتضح إنه زوّر الأوراق اللي بتقول إنه بيتعاون مع الداخلية”.

ويتابع “لما ابتديت أتوسع في الشغل معاه كان لأن المكسب شبه مضمون لأن التعاون مع وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة، اللي هو كان بيقول إنه بيورد لهم أجهزة كهربائية وبيدير لهم معارض وعلى الأساس دا قالي إن التوريدات الدائمة دي هتدخل لي ربح شهري 6%”.

وأردف “ضخيت معاه فلوس لحد ما وصل إجمالي المبلغ 870 ألف جنيه، أخدت ربح مرتين، كل 3 شهور، وتوقفت الأرباح بحجج مختلفة، مرة بسبب كورونا ومرة بسبب ارتفاع الأسعار وما إلى ذلك، كل ذلك بخلاف مبالغ مالية أخرى أخدها مني لأنه ادعى مروره بضائقة بسبب مرض والده”.

واسترسل “مكتب النائب العام قرر فتح تحقيق في الواقعة، لكن حتى الآن لم يتم العثور عليه بعد أن اختفى تماما”.

يحكي كابتن “م. ج”، صاحب صالة رياضية، جانبًا آخر من الرواية حيث يقول “المدعو س. ع. كان عندي في الجيم وبعد إلحاح طويل من جانبه، وافقت على مشاركته، رغم اعتراضي على فكرة المشاركة أساسا”.

ويضيف “التوسع بدأ حينما أخبرني أنه بصدد التعاقد مع جهات سيادية لتوريد أجهزة كهربائية، وادعى أنه يحظى بعلاقات على مستوى رفيع للغاية داخل هذه الأجهزة، وأظهر لي بالفعل أوراق عن وجود هذه التعاقدات اتضح انها مزورة بالإضافة إلى ادعاءات بإقامة معارض في عدة قطاعات شُرطية.. والحقيقة إن ما دعاني للموافقة على العمل معه هو أنه مع أزمة كورونا أضطررت إلى إغلاق صالة الألعاب الرياضية والبحث عن بدائل”.

واسترسل “معملناش عقود شراكة لأنه كان حاصل بالفعل على سجل تجاري وبطاقة ضريبية، وأي تعديل ممكن يستغرق وقت طويل ويعطل الشغل على حسب كلامه، لكن أنا حصلت منه على شيكات بالمبالغ اللي أودعتها معاه لتشغيلها”.
وتابع “الراجل كان محل ثقة كمان لأنه (رجل خير) زي ما كان بيوصف نفسه، يعني هو كان دايما بيصلي الفجر حاضر في مسجد سيدنا الحسين وكان كل يوم خميس بيدبح ويوزع على الفقراء، لكن بعد كدا اكتشفنا إنه كان بيعمل دا كله علشان يكسب ثقة الناس اللي نصب عليهم، وإنه كان دائم التواجد في الكباريهات وما إلى ذلك، هو عارف إن هوايا وهوى الناس بشكل عام في حب فعل الخير، وبالتالي فهو كان بيكسب تعاطف”.

ويستكمل كابتن “م. ج”، “معايا شيكات بمبالغ كبيرة، طبعا دا غير الأرباح، روحنا للنائب العام اللي أمر بفتح تحقيق في الموضوع، لكن أنا أعتقد إنه مسنود من بعض (المسئولين) لأنه بيعرف عننا كل معلومة حتى المحاضر والبلاغات اللي بنتقدم بيها، خاصة إنه في بعض الضباط تعرضوا للنصب على إيده، فمش طبيعي إن ضباط يتعرضوا لواقعة زي دي وميعرفوش يقبضوا على الشخص دا بدون ما يكون في حد سانده”.
ويقول “م. ك. ز”، أحد المتضررين، “كان عندي تردد من ناحيته، لكن اللي خلاني وافقت على إيداع أموال معاه سمعته وتدينه وكمان علاقاته القوية بأجهزة الدولة، حطيت معاه 140 ألف جنيه لكن راحوا عليا”.
يشرح “أ. م”، لـ”درب” ما حدث معه “المدعو س. ع. قال لي إنه بيتعاون مع وزارة الداخلية وعلى علاقات كبيرة مع المسئولين هناك وإنه على صلة قرابة بأحد (اللواءات) اللي بيدخله مناقصات وبيخليه يفوز بها، وإنه محتاج 250 ألف جنيه علشان يقدر يكمل على الفلوس اللي معاه ويبدأ توريد للداخلية، من هنا بدأت الشراكة”.
ويضيف “في ظل أزمة كورونا، كلمني وقالي إنه داخل مناقصة جديدة ومحتاج حوالي مليون ونصف مليون جنيه، وحصل مني على المبلغ لكنه لم يسدد بحجج مختلفة مرة بسبب أنه أجرى عملية ومرة أخرى بسبب مرض والده، لكنني وبعد خلافات حادة حصلت على إيصالات أمانة.. كل دا وأنا كنت فاكر انه بيمر بأزمات فعلا، لكن الموضوع اختلف لما لقيت واحدة خارجة من مكتبه وعمالة تصرخ وتقول (فلوسي يا ولاد الكلب)”.

يقول “أ. ع. م”، “أنا اشتغلت معاه لكن نصب عليا، أنا كنت بتعامل معاه باعتباره صاحبي لكن الصداقة مكانتش كفاية، ضخيت معاه حوالي 200 ألف جنيه، وبعدها بفترة ضخيت معاه 250 ألف جنيه، لحد ما حصل موقفين ابتدوا يبينوا إنه في عملية نصب، لقيت ناس بتخرج من عنده وبتصرخ بسبب فلوسها اللي ضاعت”.
وفي رد على سؤال حول عدم تسليمه للشرطة يقول كابتن “م. ج” “إحنا كنا ابتدينا نعمل كدا فعلا، لكن واحنا قاعدين معاه اتصل بوالده في السعودية، ووالده قال لنا إنه نازل مصر قريب وهيصفي شركته هناك وهيجي يسدد لنا الفلوس كلها، وإحنا كنا متطمنين لأن أسرة س. ع. موجودين في نفس المنطقة وتحت عنينا خصوصًا زوجته اللي بتنتمي لأسرة رفيعة فوالدها دكتور جامعي معروف”.
يصر المتضررون في شكواهم لـ”درب” على أن “المستريح الجديد” له علاقات بـ”مسئولين نافذين” في أجهزة سيادية وعدد من البنوك، مؤكدين أنه لولا تلك العلاقات لكان الآن في الحبس بدلا من التخطيط للهرب إلى إحدى الدول العربية.. مناشدين في الوقت ذاته أجهزة الدولة سرعة القبض على المتهم للحصول على أموالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *