رئيس الوزراء الإثيوبي يعلن السيطرة على عاصمة تيغراي: أوقفنا العمليات العسكرية

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن القوات الحكومية “بسطت سيطرتها التامة” الآن على عاصمة إقليم تيغراي الواقع شمالي البلاد.

وكان الجيش قد دخل في وقت سابق مدينة ميكيلي مع تصعيده لهجومه ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، وقال زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي لوكالة رويترز في رسالة نصية إنهم عازمون على مواصلة القتال ضد قوات الحكومة الإثيوبية.

وكانت الجبهة قد دعت في وقت سابق الدول إلى إدانة الهجوم، وقد قُتل المئات وشُرد الآلاف في الصراع الدائر في إقليم تيغراي، بحسب “بي بي سي”.

وكان الصراع قد بدأ في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن أعلن آبي عن شن عملية عسكرية ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، وهي الحزب الحاكم في الإقليم، متهماً إياها بمهاجمة مقر القيادة الشمالية للجيش الإثيوبي في ميكيلي.

 من الصعب التأكد من التفاصيل المتعلقة بالقتال بسبب قطع جميع وسائل الاتصال من هاتف ثابت وهاتف نقال وإنترنت مع إقليم تيغراي.

لكن آبي قال في بيان له على تويتر إن الجيش فرض سيطرته التامة وإن هذا “يمثل نهاية المرحلة الأخيرة (من هجوم الجيش)، وقال آبي أحمد: “يسرني أن أشارككم الخبر بأننا أتممنا العمليات العسكرية في منطقة تيغراي وأوقفناها”.

وقال آبي إن الجيش أطلق سراح آلاف الجنود الذين احتجزتهم جبهة تحرير شعب تيغراي وإنه يسيطر على المطار ومكاتب الإدارة الإقليمية، مضيفاً أن العملية نُفذت مع “العناية الواجبة للمواطنين”.

وكانت هناك مخاوف تتعلق بسلامة 500 ألف نسمة يعيشون في المدينة، وقال آبي: “أمامنا الآن المهمة الحرجة الخاصة بإعادة بناء ما تم تدميره…و إعادة أولئك الذين فروا”.

وكان زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي دبرصيون جبرميكائيل قد أبلغ وكالة أنباء “رويترز” في وقت سابق في رسالة نصية بأن مدينة ميكيلي تتعرض لـ “قصف عنيف”.

وحث بيان منفصل صادر عن الجبهة، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، “المجتمع الدولي على إدانة الهجمات بالمدفعية والطائرات والمجازر التي يتم ارتكابها”.

كما اتهمت الجبهة الحكومة الإريترية بالتورط في الهجوم على ميكيلي، وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد قال في اجتماع عقد الجمعة مع مبعوثي السلام الأفارقة إن المدنيين في المنطقة ستتم حمايتهم.

لكن لم يرد أي ذكر لمحادثات محتملة لوضع حد للقتال ولم يُسمح للمبعوثين بزيارة إقليم تيغراي، من جانبه، تعهد حزب جبهة تحرير شعب تيغراي، الذي يسيطر على ميكيلي، بمواصلة القتال، وحذرت الأمم المتحدة من وقوع جرائم حرب محتملة إذا ما هاجم الجيش الإثيوبي مدينة ميكيلي.

كما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من منع دخول العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية إلى المنطقة، لكن السلطات الإثيوبية قالت الخميس الماضي إن “طريقاً لدخول المساعدات الإنسانية” سيتم فتحها تحت إشراف الحكومة، مضيفة بأنها “ملتزمة بالعمل مع وكالات الأمم المتحدة.. من أجل حماية المدنيين وأولئك الذين يحتاجون للحماية”.

وفر من إثيوبيا أكثر من 40 ألف شخص منذ اندلاع الصراع، وبحسب لاجئين، فإن القوات الإثيوبية انتشرت الخميس على طول حدود إقليم تيغراي مع السودان، حيث قامت بمنع الناس الهاربين من العنف من مغادرة البلاد.

وتقول “آن سوي” موفدة بي بي سي الموجودة على الجانب السوداني من الحدود، إنها رأت اثني عشر فرداً على الأقل من عناصر الجيش الإثيوبي، وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود إلى السودان.

وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال زيارة له إلى مخيم “أم راكوبا” في السودان للاجئين الفارين من مناطق القتال في تيغراي، إن السودان يحتاج إلى 150 مليون دولار على شكل مساعدات لاستيعاب تدفق اللاجئين على أراضيه.

وقال غراندي: “يحتاج السودان إلى 150 مليون دولار خلال ستة أشهر من أجل توفير المياه والمأوى والخدمات الصحية لهؤلاء اللاجئين.”

يعتقد بأن تعداد مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي، الذين تم استقطابهم من وحدة شبه عسكرية ومن ميليشيا محلية جيدة التدريب، يبلغ حوالي 250 ألف مقاتل. ويتخوف بعض المحللين من أن يتحول الوضع إلى حرب عصابات- مع استمرار جبهة تحرير شعب تيغراي في شن هجمات على القوات الحكومية حتى لو سيطرت على ميكيلي.

وكان زعيم الجبهة دبرصيون جبرميكائيل قد قال إن قوات تيغراي “مستعدة للموت دفاعاً عن حقنا في إدارة منطقتنا”، ونقلت “رويترز” عن مصدر دبلوماسي قوله إن جبهة تحرير شعب تيغراي “حشدت الكثير من الأشخاص في ميكيلي. وهم يقومون بحفر الخنادق وكل واحد منهم مسلح ببندقية “إيه كي-47″، وتبدي منظمات إغاثة تخوفها من أن يتسبب الصراع الدائر في الإقليم بأزمة إنسانية ويزعزع استقرار منطقة القرن الإفريقي برمتها.

واتهمت مفوضية حقوق الإنسان المعينة من قبل الدولة في إثيوبيا منظمة شبابية في تيغراي بالوقوف وراء مجزرة ارتكبت في وقت سابق من هذا الشهر راح ضحيتها أكثر من 600 مدني من غير عرقية التيغراي في بلدة “ماي-كادرا”. لكن جبهة تحرير شعب تيغراي نفت تورطها في الحادث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *