حرب باردة جديدة| بايدن يصف بوتين بـ”القاتل” ويتوعده بـ”دفع الثمن”.. والرئيس الروسي يستدعي سفير بلاده: سنعتمد على شرفاء الإدارة الأمريكية

وكالات

صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “قاتل”، محذرا من أنه “سيدفع ثمن” أعماله وبينها التدخلات الجديدة في الانتخابات الأمريكية التي تتهمه بها واشنطن، ما أثار رد فعل فوريا من موسكو، فيما بعد أنها حرب باردة جديدة بين البلدين.

عند توجيه المذيع الشهير جورج ستيفانوبولوس في تلفزيون “ايه بي سي” الأميركي خلال حوار الأربعاء سؤالا مباشرا لبايدن إن كان يعتبر أن الرئيس الروسي “قاتل”، أجاب الرئيس الأميركي “نعم أعتقد ذلك”، وأضاف “سترى الثمن الذي سيدفعه قريبا”.

ولم يوضح ما إذا كان يشير إلى حادثة تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني في أغسطس التي نسبتها واشنطن لروسيا. ولدى عودته إلى روسيا بعد أن أمضى فترة نقاهة من خمسة أشهر في ألمانيا، أودع نافالني السجن وتطالب واشنطن بالإفراج عنه.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعليقا على تصريحات بايدن إنه سيتعين على الولايات المتحدة أن تحسب حسابا لروسيا.

وأضاف بوتين في تصريح، اليوم الخميس، تعليقا على تصريحات بايدن الأخيرة الذي هدده فيها بـ”دفع الثمن” واعتبر فيها الرئيس الروسي، “قاتلا”، أن الإدارة الأمريكية تريد علاقات مع روسيا، فقط بشروط واشنطن، في حين أن روسيا ستعمل فقط على النحو الذي يفيدها.

وقال الرئيس الروسي إن “الولايات المتحدة تظن أننا مثلها ولكن لدينا شفرة جينية مختلفة”.

وتابع بوتين في تعليقه: “بشأن تصريحات زميلي الأمريكي فماذا أرد عليه؟ سأقول له: كن معافى! أتمنى له الصحة”، مشيرا إلى أنه قال ذلك “ليس سخرية أو مزاحا”.

كما أشار الرئيس الروسي إلى أن “هناك العديد من الأشخاص الشرفاء والمحترمين في الإدارة الأمريكية، وروسيا ستعتمد عليهم”.

وفي أول رد فعل يصدر عن مسؤول روسي كبير إثر الحوار، كتب رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين المقرب من بوتين على حسابه على تلجرام، “هذه هستيريا ناجمة عن العجز”.

وأضاف “بوتين رئيسنا وأي هجوم عليه هو هجوم على بلادنا”، وأضاف “بتصريحاته، أهان بايدن مواطني بلدنا”.

ويبدي بايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير حزما كبيرا حيال بوتين، خلافا للتساهل الذي أظهره سلفه دونالد ترامب ومعسكره الجمهوري.

والمقارنة مع الرئيس السابق لافتة أيضا، فردا على سؤال لمراسل قناة “فوكس نيوز” الذي أكد له في فبراير 2017 أن فلاديمير بوتين “قاتل”، ردّ دونالد ترامب داعيا أمريكا إلى فحص ضمير، وقال “هناك الكثير من القتلة. هل تعتقدون بأن بلادنا بريئة؟”.

ومطلع مارس، فرضت واشنطن عقوبات على سبعة مسؤولين روس كبار ردا على تسميم المعارض أليكسي نافالني الذي تحمل أجهزة الاستخبارات الأميركية موسكو مسؤوليته.

ودائما في إطار الرد على استخدام موسكو “أسلحة كيميائية”، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية الأربعاء أنها توسع القيود على تصدير المنتجات الحساسة إلى روسيا، دون مزيد من التفاصيل.

وردّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابوف بالقول إن هذه التدابير “لا تحسّن فرص تطبيع العلاقات”.

وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء “ريا نوفوستي”، “الولايات المتحدة مسؤولة بشكل كامل عن التدهور الجديد في العلاقات، هذا أمر لا يرقى إليه الشك”.

وتدرس الاستخبارات الأميركية وقائع أخرى مختلفة أعلنت الولايات المتحدة أنها تشتبه في أن تكون روسيا تقف وراءها، منها هجوم الكتروني ضخم مؤخرا ودفع مكافأة لمقاتلي طالبان لقتل جنود أميركيين في أفغانستان.

وفي تقرير جديد، اتهمت السلطات الأمرثكية “جهات مرتبطة بالحكومة الروسية” بالتدخل مجددا في الانتخابات الرئاسية في 2020، بعد تدخل في اقتراع 2016.

وقال بايدن بخصوص هذا التدخل “سيدفع فلاديمير بوتين ثمن ذلك”.

وفي إشارة إلى أول مكالمة بينهما، قال “لقد تحادثنا مطولا سويا وأعرفه جيدا”.

وتابع “في مستهل الحديث، قلت له أعرفك وتعرفني، وإذا توصلت إلى استنتاج مفاده أنك فعلت ذلك، فكن مستعدا لتحمل العواقب”، دون أن يوضح إلى ما كان يشير تحديدا.

وأكد أنه يرغب في “العمل” مع الروس “عندما يكون ذلك في مصلحتنا المشتركة”، على غرار تمديد اتفاق نزع الأسلحة النووية “نيو ستارت” الذي تقرر بعيد وصوله إلى سدة الحكم.

ودانت روسيا الأربعاء اتهامات التدخل في الانتخابات الأمريكية، وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أن هذا التقرير “خاطىء ولا أساس له ويفتقر إلى الأدلة”.

وأكد أن “روسيا لم تتدخل في الانتخابات السابقة” في 2016 التي أدت إلى فوز دونالد ترامب و”لم تتدخل في انتخابات 2020″ التي فاز بها جو بايدن.

وتابع أن هذا التقرير “ذريعة لإدراج مجددا مسألة فرض عقوبات جديدة على روسيا على جدول الأعمال”.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها على علم بإعلان موسكو استدعاء سفيرها أناتولي انتونوف من الولايات المتحدة للتشاور إثر وصف بايدن نظيره الروسي بـ”القاتل”، فيما أكد البيت الأبيض أن العلاقات بين البلدين “ستتغير”.

وردا على سؤال من مراسلة CNN كايلي أتوود، إذا كان السفير الروسي قد التقى بمسؤولين من إدارة بايدن، قالت نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر إنه لا توجد اجتماعات لتصرح عنها، ورفضت بورتر التعليق عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم استدعاء سفيرها من موسكو جون سوليفان.

وقالت نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “حتى أثناء عملنا مع روسيا لتعزيز المصالح الأمريكية، سنعمل أيضا على محاسبتهم، وبالنسبة لأي استدعاء من جانبنا، فليس لدينا ما نعلق عليه”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، ردا على سؤال عن استدعاء موسكو لسفيرها، إن “إدارتنا ستتبع نهجاً مختلفاً في علاقتنا مع روسيا عن الإدارة السابقة (دونالد ترامب)”. وأضافت: “العلاقات ستبدو مختلفة وسوف يتم محاسبة الروس على الأفعال التي ارتكبوها”، مشيرة إلى تقارير الاستخبارات الأمريكية عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *