تقرير صادم: عدد الموتى كل دقيقة بسبب المجاعة يفوق الوفيات بفيروس كورونا

فرانس 24

“فيروس المجاعة في تكاثر”، هذا هو عنوان التقرير الأخير الذي نشرته المنظمة الإنسانية البريطانية “أوكسفام” الجمعة حول هذه المشكلة الاجتماعية الحادة التي تهدد حياة ملايين الناس عبر العالم.

المنظمة كشفت أن عدد الوفيات بسبب الجوع في العالم يفوق عدد الوفيات بسبب جائحة فيروس كورونا، مشيرة إلى وجود زيادة بمقدار 6 أضعاف في عدد الأشخاص الذين يعانون من ظروف قد تشبه المجاعة.

وقالت “أوكسفام” “إن حوالي 11 شخصا قد يموتون خلال كل دقيقة بسبب الجوع أو سوء التغذية بحلول نهاية السنة الجارية، مقابل 7 وفيات ناتجة مباشرة عن وباء كوفيد 19”.

وتعد النزاعات المسلحة من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى المجاعة حسب “أوكسفام” التي ذكرت أن حوالي 155 مليون شخص في العالم يعيشون في حالة من انعدام الأمن الغذائي، أي بزيادة تقدر بـ20 مليون شخص مقارنة بالعام 2020، مشيرة إلى أن انتشار وباء كوفيد 19 زاد من مشكلة المجاعة تعقيدا ونموا.  

ومن بين الدول التي تعاني بشكل أكبر من المجاعة الحادة، خصت منظمة “أوكسفام” خصت بالذكر كلا من أفغانستان واليمن وجنوب السودان وسوريا. وهي دول تعاني معظمها من نزاعات مسلحة طويلة أدت إلى تدهور البنية التحتية والاقتصادية فيها حسب المنظمة البريطانية.

أما في منطقة الساحل، فالدول التي تعيش صراعات مسلحة طويلة الأمد كبوركينا فاسو مثلا ارتفعت فيها نسبة المجاعة بنسبة 200 بالمئة بين عامي 2019 و2020.

هذا، وبعد النزاعات المسلحة، تحتل جائحة كوفيد 19 المرتبة الثانية من حيث الأسباب التي أدت إلى ازدياد المجاعة في العالم. فمنظمة “أوكسفام” أشارت في تقريرها إلى أن 520.000 شخص تعرضوا إلى مشكل المجاعة منذ بدء انتشار فيروس كورونا في العالم.

ولم تستثن كذلك مشكل التغير المناخي باعتباره عاملا ثالثا في اتساع فجوة المجاعة لا سيما في الدول التي تتميز بطبيعة صحراوية أو شبه جافة.

وقالت غابرييلا بوشيه، المديرة التنفيذية لمنظمة “أوكسفام”: “إن استمرار النزاعات المسلحة إضافة إلى انتشار وباء كوفيد 19 وتفاقم أزمة المناخ هي الأسباب التي دفعت نحو نصف مليون شخص نحو المجاعة”، مضيفة “بدلا من التصدي للجائحة، قامت الأطراف المتناحرة بمحاربة بعضها البعض. هذا التصرف أدى إلى توجيه ضربة قاضية لملايين من الناس الذين كانوا أصلا يعانون من الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية ومن جائحة فيروس كورونا”.

 هذا، وشرح التقرير كيف رمت النزاعات المسلحة والتصادمات الاقتصادية والتغيرات المناخية إضافة إلى جائحة فيروس كورونا ملايين الناس في أيدي المجاعة مع مخاوف أن يتدهور الوضع أكثر في الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة في حال لم يتم مجابهة هذا “الفيروس” حسب “أوكسفام”.

عامل آخر زاد من حدة المجاعة حسب المنظمة البريطانية هو انعدام المساواة بين الناس فيما يتعلق بتوزيع والاستفادة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

وحسب الغرفة التجارية الدولية، قد يتسبب غياب مبدأ المساواة في الحصول على اللقاحات ضد كوفيد 19 في خسائر اقتصادية تصل إلى 9200 مليار دولار على المستوى العالمي وبظهور بؤر جديدة للمجاعة، كتلك التي يمكن أن تطرأ في الهند بسبب تراجع إنتاجها الوطني الخام بـ27%، ما يمثل حوالي 786 مليار دولار من الخسائر المالية حسب تقرير المنظمة.

وسلطت المنظمة الضوء على بعض البلدان التي تعاني من المجاعة الحادة، من بينها اليمن، فيما توقعت أن تمس المجاعة 3 ملايين أشخاص جدد في حلول نهاية عام 2021 إضافة إلى 13.5 مليون الذين يعانون من هذه المشكلة منذ اندلاع الحرب قبل ست سنوات.

نفس الشيء في أفغانستان حيث أدت جائحة فيروس كورونا إلى ارتفاع عدد الناس الذين يعيشون في حالة يسودها “انعدام الأمن الغذائي” حسب المنظمة التي صنفت هذا البلد في المرتبة الثالثة عالميا في مجال النقص الغذائي بعد اليمن وجنوب السودان.

مخاوف من ظهور بؤر جديدة للمجاعة في دول ذات اقتصاد مزدهر نوعا ما

صور مماثلة رصدتها أيضا “أوكسفام” في بلدان منطقة الساحل وفي بعض دول أمريكا اللاتينية وفي مقدمتها فنزويلا.

لكن ما تخشاه هذه المنظمة أكثر، هو ظهور بؤر جديدة للمجاعة وسوء التغذية في بلدان تملك اقتصادا مزدهرا نوعا ما، كالبرازيل والهند وجنوب أفريقيا. إذ أن جائحة كوفيد 19 زعزعت ركائز اقتصاديات هذه الدول، ما أدى إلى ارتفاع عدد الناس الذين يعانون من سوء التغذية الحادة.

ولمواجهة هذه المشكلة، طالبت “أوكسفام” الدول الغنية والمانحين إلى تقديم مساعدات غذائية عاجلة للمتضررين مع الـتأكد بأن هذه المساعدات ستصل حقا إلى من يحتاجها.

كما دعت أيضا إلى بناء “نظام عالمي غذائي” يتسم بالمرونة وعادل ومستدام وذلك بمناسبة القمة التي ستعقدها  اللجنة الأمنية الغذائية في أكتوبر المقبل، إضافة إلى تعزيز دور النساء في القضاء على جائحة كوفيد 19 وتقديم اللقاحات للجميع دون استثناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *