تساؤلات حول المشروع وجدواه في ظل الأزمة الاقتصادية.. المونيتور: المزيد من العقبات قد تؤخر افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة

الصحيفة: مصادر أكدت أن المديرين التنفيذيين للعاصمة استقالا لارتكابهما أخطاء فنية وإنشائية بمحاولة الإسراع “بحسن نية” بمشاريع البناء بالعاصمة
د. عبدالخالق فاروق: كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية أجبرا الدولة على تقليص وتيرة العمل.. ونقص الأموال كان سبب استقالة عابدين
خبراء لـ”المونيتور”: الحكومة أرجأت افتتاح العديد من المشاريع الوطنية العملاقة وأعادت ترتيب أولوياتها للمرحلة المقبلة بسبب الضغوط الاقتصادية


كتب – أحمد سلامة


قالت صحيفة “المونيتور” إن استقالة اثنين من المسؤولين التنفيذيين بالشركة التي تدير مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة أثارت تساؤلات حول المشروع وجدواه في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وأشارت الصحيفة، في تقرير تحت عنوان “المزيد من العقبات قد تؤخر افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة لمصر”، إلى أن وسائل إعلام محلية أكدت أن اللواء أحمد زكي عابدين، قدم استقالته في 22 أغسطس من منصبه كرئيس لمجلس إدارة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية (ACUD) ، التي تولى رئاستها قبل خمس سنوات في عام 2017، بسبب ما قيل إنه مشاكل صحية ولرغبته في التقاعد.
ولفتت الصحيفة إلى أن ACUD هي المالك والمطور للعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، وهي شركة مملوكة للقوات المسلحة ووزارة الإسكان، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن العاصمة الجديدة تقع على بعد حوالي 28 ميلاً شرق القاهرة، وهي قيد الإنشاء منذ عام 2015.
وفي نفس اليوم الذي قدم فيه عابدين استقالته، أصدر عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية قرارًا جمهوريًا بتعيين نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية خالد عباس رئيسًا لمجلس الإدارة، فيما تم تعيين اللواء أحمد فهمي المهندس بوزارة الإسكان بديلا للواء محمد عبداللطيف المدير العام الذي تقدم باستقالته أيضًا.
ونقلت “المونيتور” عن مصدر مقرب من الشركة، قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه، قوله إن استقالة رئيس مجلس إدارة الشركة ومديرها العام جاءت في إطار الجهود المبذولة لجلب دماء جديدة للشركة، خاصة وأن عمر عابدين يبلغ 76 عامًا.. ولديه مشاكل صحية من شأنها أن تحد من قدرته على إتمام مهامه اليومية.
وأشار المصدر إلى أن الرئيس الجديد عباس سيشرف على تطوير مشاريع الشركة خلال الفترة المقبلة بما في ذلك خطة لإدراج ACUD في البورصة وفق توجيهات رئاسية، مضيفًا أن عباس سيضع جدولاً زمنياً لافتتاح المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة وخطة واقعية لبدء المرحلة الثانية، بناءً على الأموال والإمكانيات المتاحة.
واستكمل المصدر “استقال المديران التنفيذيان لارتكابهما أخطاء فنية وإنشائية بمحاولة الإسراع بحسن نية بمشاريع البناء بالعاصمة الجديدة دون انتظار التراخيص اللازمة والموافقات على المواصفات الفنية”.
وأشار المصدر إلى أن العديد من مساعدي عابدين كانوا يدفعون الشركات وأصحاب رؤوس الأموال لإنجاز المشاريع الإنشائية في العاصمة الجديدة بسرعة، لكن هذا التسرع أدى إلى عدم اكتمال المهام وإنشاء بعض الأحياء السكنية والمحلات التجارية دون المواصفات الفنية والهندسية المطلوبة.
وبحسب المصدر، رأى عابدين أن هناك ضرورة لتدشين العاصمة الجديدة في أسرع وقت، واختلف مع توجه القيادة السياسية لتأجيل الافتتاح الرسمي في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة في البلاد.
وأشار إلى أن عابدين شعر أنه لا يمكن تأجيل افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة بعد الآن، حيث تم تأجيلها عدة مرات في السنوات الماضية.
وأرجأ السيسي الافتتاح في 5 أبريل 2020 ، بسبب تفشي وباء COVID-19، ثم مرة أخرى، تم تأجيل خطة لبدء نقل جميع الموظفين الحكوميين إلى المنطقة الحكومية اعتبارًا من أواخر عام 2021 بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد، والتي تفاقمت لاحقًا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال المصدر إن التسرع في المشاريع الإنشائية بالعاصمة الجديدة والخلافات حول الافتتاح من الأسباب الرئيسية وراء الاستقالات الأخيرة في ACUD، مضيفًا أن عباس (55 عاما) لديه رؤية فنية جيدة وهو أصغر بكثير من عابدين مما قد يمكّنه من أداء مهامه بكفاءة كما هو متوقع.
قال إيهاب الدسوقي ، أستاذ الاقتصاد في أكاديمية السادات للعلوم الإدارية ، لـ “المونيتور” عبر الهاتف ، إن الحكومة أرجأت افتتاح العديد من المشاريع الوطنية العملاقة، وأعادت ترتيب أولوياتها للمرحلة المقبلة بسبب التأثير الكبير الذي أحدثته أزمة كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصري.
وأضاف دسوقي أن الدولة المصرية تعاني حاليًا من شح احتياطيات النقد الأجنبي.. حيث أدى تراجع مصادر العملة الصعبة، بما في ذلك التدفق السياحي الروسي والأوكراني، وخروج الاستثمار الأجنبي من أدوات ديون مصر، إلى انخفاض الاحتياطيات النقدية، مما دفع الحكومة إلى النظر في تأجيل افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، وبعض المشاريع الأخرى.
وقال عبد الخالق فاروق، الخبير الاقتصادي ومدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، لـ “المونيتور” إن استقالة عابدين جاءت بعد ضغوط عليه للإسراع بإكمال المشاريع الإنشائية وافتتاح العاصمة الإدارية.
وأضاف أن تفشي وباء كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية أجبر الدولة على تقليص وتيرة العمل في العاصمة الجديدة، الأمر الذي أربك عابدين الذي ظل ممزقا بين تسريع وتقليل وتيرة أعمال البناء. . وقال إن نقص الأموال كان أيضا السبب وراء استقالته.
وأشار فاروق، حسب المونيتور، إلى أن العراقيل التي تعترض المفاوضات مع الصين بشأن قرض بقيمة 3 مليارات دولار لتنفيذ بعض المشاريع في العاصمة الجديدة تسببت في إبطاء استكمال أعمال البناء.. لكن فاروق قال إن تعيين عباس خطوة إيجابية لأنه أول رئيس مدني لـ ACUD يشرف على تنفيذ أحد أكبر المشاريع في مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *