بيانات على تذكرة مسجون| خلال عشر سنوات.. علاء عبدالفتاح يقضي عيد ميلاده 8 مرات داخل السجن ومرتين فقط مع أسرته

منذ 2011.. احتفل عـلاء بعيد ميلاده مرتين فقط مع أسرته خلال عامي 2012 و2013 وتم القبض عليه بعد أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ34

علاء عبدالفتاح قضى أكثر من 3 آلاف يوم داخل الحبس خلال السنوات العشر الأخيرة.. و 180 يومًا تحت المراقبة

كتب – أحمد سلامة

كتب – أحمد سلامة

الاسم: صابر
التهمة: مصري
السن: أصغر سن عصري
رغم انسدال الشيب ضفاير ضفاير من شوشتي لما تحت خاصري
المهنة: وارث عن جدودي والزمان صنع الحضارة والنضارة والآمان
البشرة: قمحي
القد: رمحي
الشَعر: أخشن من الدريس
لون العيون: أسود غطيس
الأنف: نافر كالحصان
الفم: ثابت في المكان ولما جيت أزحزحه عن مطرحه كان اللي كان

ربما لا تنطبق بعض معاني الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم في قصيدته “بيانات على تذكرة السجن” على أحد مثلما تنطبق على علاء عبدالفتاح، الذي عانى رغمًا عنه مرارة السجن على مدى سنوات طوال.

صابر هو، وإن لم يكن له من تهمة سوى أنه مصري.. سنه أصغر مما شيّبته السجون التي قضى بها عُمرًا، تدفعه في كل مرة يد تختلف في شكلها عن سابقتها، لكن الغرض واحد.. إسكات الأفواه.

دفعته قبل ثورة يناير يدٌ إلى الحبس، وزجت به يدٌ أخرى في عهد المجلس العسكري، ثم أخرى في عهد الإخوان، تلاها يدٌ أخرى ألقت به إلى الزنازين بحجة “التحريض ضد الدستور الجديد” في أواخر 2013.

يمر اليوم عيد ميلاد علاء عبدالفتاح الأربعين، داخل السجن .. ليقضيه -كالعادة- خلف قضبان الحبس، فخلال السنوات الماضية لم يحتفل علاء مع أسرته بعيد ميلاده سوى مرات شديدة الندرة.

فمنذ ثورة يناير، قضى علاء عبدالفتاح نحو 3 آلاف يوم في الحبس، – طبقا لاحصائية رصدها موقع مدى- إضافة إلى 180 يومًا تحت المراقبة إعمالا للتدابير الاحترازية، بينما قضى نحو 1100 يوم حُرًا.

في 30 أكتوبر 2011 ألقي القبض عليه في قضية ماسبيرو، ثم تم الإفراج عنه في 25 ديسمبر من العام نفسه بعد تتحويل القضية من القضاء العسكري للقضاء المدني.. لم يحتفل علاء عبدالفتاح بعيد ميلاده بين أسرته.
في 28 نوفمبر 2013، وبعد أيام قليلة من احتفاله بعيد ميلاده الرابع والثلاثين، ألقي القبض عليه في قضية مجلس الشورى، وهي القضية التي أخلي سبيله فيها يوم 23 مارس عام 2014 بالتزامن مع أولى جلسات نظر القضية.

لكن عام 2014، لم يمر دون القبض عليه مرة أخرى، ففي 11 يونيو قُبض عليه ثانيةً على ذمة نفس القضية “مجلس الشورى”، فاحتفل عبدالفتاح بعيد مولده الخامس والثلاثين في الحبس، حتى تم إخلاء سبيله بأمر المحكمة في 15 سبتمبر.. قبل أن يُعاد القبض عليه في 27 أكتوبر، ليخرج من السجن في 28 مارس 2019 لبدء فترة المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات.

غير أن “نصف الحرية” المتمثل في المراقبة الشرطية لم يستمر أيضًا، فقد تم إلقاء القبض عليه على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة واتهامه حينها بـ”الانضمام لجماعة إرهابية، وذلك في 29 سبتمبر 2019.
خلال عشر سنوات كاملة، لم يحتفل علاء عبدالفتاح بعيد ميلاده سوى مرتين فقط، إحداهما خلال عام 2012، والأخرى خلال عام 2013.. ذلك الاحتفال الأخير الذي لم يكتمل، فألقي القبض عليه بعد 10 أيام فقط.. ومنذ ذلك الحين، يقضي علاء أعياد ميلاده بالسجن.

وينتظر علاء عبد الفتاح الحكم عليه خلال شهر ديسمبر المقبل، في القضية رقم 1228 لسنة 2021 جنح أمن دولة القاهرة الجديدة، وهي القضية المنسوخة من القضية المحبوس على ذمتها منذ 28 سبتمبر 2019 والتي تحمل رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.

وشارك عدد من الأصدقاء والداعمين لعلاء وأسرة سيف، برسائل التهنئة والدعم خلال عيد الميلاد، الذي يتزامن مع زيارة “طبلية” للدكتورة ليلى سويف والدته والتي حصلت خلاله على خطاب جديد للاطمئنان عليه وعلى أحواله في محبسه.

منى سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح، أشارت إلى المفارقة في عيد ميلاده اليوم، والذي يتزامن مع جلسة نظر الطعن المقدم منه على إدراجه وآخرين على قوائم الإرهابيين.

وقالت منى سيف: “عيد ميلاد علاء، وكمان نظر الطعن على إدراجه بقوائم الإرهابيين (…) دي حياتنا ودول اللي بيشكلوا مستقبلنا، والرسالة الأساسية أن محدش من الناس دي هيخرج من السجن”، في إشارة إلى شقيقها وباقي المتهمين معه والعليمي ومؤنس وهشام وكل من حصلوا على أحكام بالسجن.

وقالت الكاتبة الصحفية رشا حلوة، رئيسة تحرير موقع “رصيف 22″، في هذه المناسبة: “اليوم عيد ميلاد علاء عبد الفتاح وهو في السجن، سوف نحتفل بعيد ميلاده الأربعين بقلوب فيها أمنية وحدة: الحرية لعلاء اليوم قبل بكرا”.

فيما نشرت الدكتورة عايدة سيف الدولة، مديرة مركز “النديم” لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، صورة لعلاء عبد الفتاح مبتسما واكتفت بالتدوين عليها “عيد ميلاده الأربعين، جوا السجن، برا القانون”، في إشارة إلى استمرار حبسه بمخالفة القانون الذي حدد مدة معينة للحبس الاحتياطي.

فيما شارك الكاتب الصحفي الشاب علي هشام، في الكتابة عن علاء في عيد ميلاده، وقال ” كل سنة وانت طَيِّب وبخير يا علاء.. وحشتني ووحشت كل حبايبك يا تنين يا بمبي.. قلبي مفطور عليك.. ربنا يفك ضيقتك وترجع بالسلامة تكمل حياتك وتلعب مع خالد في سلام وأمان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *