بعد فشل “التهجير القسري”| مخطط أوروبي لتشكيل تحالف دولي لإدارة غزة.. والفصائل الفلسطينية: وصاية مرفوضة 

وكالات 

بحثت عدة دول أوروبية قبل يومين خيار تدويل إدارة القطاع بعد الحرب، مقترحة تشكيل تحالف دولي يدير غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة، حيث اقترحت الوثيقة، التي أعدتها ألمانيا ووزعتها على عدد من الدول الأوروبية “تولي تحالف دولي لتأمين غزة بعد الحرب، وتفكيك أنظمة الأنفاق وتهريب الأسلحة إلى القطاع وتجفيف منابع دعم حركة حماس ماليا وسياسياً”. 

لكن قيادات فلسطينية ترفض هذا المقترح جملة وتفصيلا، بما فيهم قيادات حركة فتح الذين تحدثوا إلى “العربية.نت” والحدث.نت” وأكدوا أن الحل لابد أن يكون فلسطينيا خالصا، ودون تدخل دولي، واصفين فكرة تشكيل تحالف دولي لإدارة القطاع، بأنه “أشبه باستبدال احتلال باحتلال جديد”. 

من جانبها، أكدت حركة حماس أن ما تردد عن وجود توافق إقليمي دولي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي مرفوض، فليس الشعب الفلسطيني من تُفرض عليه الوصاية. 

وأضافت الحركة في بيان لها، اليوم الخميس، بأن محاولات التدخل لفرض واقع جديد يكون على مقاس بعض الدول وعلى مقاس الاحتلال في قطاع غزة مرفوض تماما، وسيتصدى لها الشعب الفلسطيني بكل قوة، مؤكدة أن قرار ترتيب الوضع الفلسطيني هو قرار الشعب الفلسطيني، وهو وحده القادر على تحديد مصيره ومستقبله ومصالحه. 

وقال عبدالفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح بمفوضية التعبئة والتنظيم، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” إنهم كفلسطينيين “لن يقبلون إلا أن يكون الحكم فلسطينيا، فالشعب الفلسطيني يناضل ويضحي من أجل حريته وتقرير مصيره وبالتالي لا يُعقل أن يجد في النهاية بعد كل هذا النضال الطويل تحالفا دوليا وقوات أجنبية تحكم بلاده بعد خروج القوات الإسرائيلية من القطاع”. 

وتابع دولة أن العدوان الإسرائيلي على القطاع ومساعيه لاستهداف سيطرة حماس على غزة، “لن يكون مقابلها أن تقبل السلطة الوطنية الفلسطينية بأي حال أن تتسلم إدارة وحكم القطاع على دبابة إسرائيلية، أو توافق على منطق أمريكي أوروبي مبني على إبادة شعب في سبيل تغيير من يحكم”، مضيفا أنه لهذا السبب فإن السعي لتشكيل تحالف دولي لإدارة القطاع مرفوض من الشعب الفلسطيني كلية. 

من جانبه قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بـ”جامعة القدس”، والقيادي بحركة فتح لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” إن التحالف الدولي يذكر باحتلال العراق، وتولي الأمريكي بول بريمر إدارته وكان احتلالا حقيقيا أضاع العراق وهو ما لن يقبل الفلسطينيون بتكراره في غزة. 

وقال إن البديل الذي يمكنه أن يحكم غزة موجود ويحظي بشرعية دولية وفلسطينية وهو منظمة التحرير الفلسطينية، الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا، والمقبولة من كافة أطياف الشعب الفلسطيني، موضحا أن أي خلافات حول المنظمة هي خلافات بسيطة يمكن حلها والتجاوز عنها خلال الاجتماعات التي ترعاها مصر بين الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام والتي كان آخرها اجتماع العلمين. 

وقال إن السلطة تقدم لغزة نحو مليار دولار سنويا من ميزانية الدولة الفلسطينية، وفي حالة الاتفاق على منظمة التحرير واندماج الجميع داخل إطاراتها، يمكن للسلطة تولي مسؤولياتها في غزة مثل ما هو الحال في الضفة، وإعادة توحيد الصف الفلسطيني والتوجه نحو انتخابات تمكن الفلسطينيين في الداخل والخارج في اختيار من يحكمهم من أبناء شعبهم. 

كانت واشنطن قالت أنها تحترم سيادة مصر على أراضيها، معلنة التزامها بضمان عدم تهجير الفلسطينيين إليها.  

وقالت إليزابيث جونز، القائمة بأعمال السفير الأمريكي لدى مصر، إن السفارة الأمريكية ترحب بالأخبار الواردة من معبر رفح الحدودي، وإن بلادها ممتنة للقيادة المصرية لتسهيل العبور الآمن للمواطنين الأجانب من غزة، وتحترم بشكل كامل سيادة مصر واحتياجات أمنها القومي.  

وتابعت: “الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد من قبل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده برفض نزوح الفلسطينيين خارج أراضيه، وهذه المرة نؤكد مجددا أن الولايات المتحدة ملتزمة تمامًا بضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو أي دولة أخرى”.  

كانت وزارة الخارجية المصرية، في إطار الجهود الرامية لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة، قد كشفت اليوم الخميس لسفراء وممثلي سفارات الدول الأجنبية في القاهرة الاستعدادات الجارية على قدم وساق من جانب كافة الجهات المعنية في الدولة المصرية والرامية إلى تسهيل استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب من غزة عبر معبر رفح، والذين يبلغ عددهم حوالي 7000 مواطن أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة.  

واستعرضت الخارجية بشكل تفصيلي محاور خطة استقبال وإجلاء الرعايا الأجانب بقطاع غزة وفقاً للتعليمات والقوانين المصرية المنظمة، والدور المنوط بكل بعثة أجنبية في استقبال رعاياها من معبر رفح، خاصة فيما يتعلق باستخراج وثائق السفر اللازمة لمواطني تلك الدول للسماح لهم بالدخول إلى الأراضي المصرية وإجلائهم خلال الفترة الزمنية المحددة، واتخاذ الترتيبات اللوجيستية اللازمة لذلك.  

يذكر أن الرئيس الأمريكي بايدن كان قد أجرى اتصالا هاتفيا قبل يومين مع الرئيس السيسي، الذي أكد موقف مصر بضرورة إنفاذ هدنة إنسانية فورية، زيادة المساعدات الإنسانية فوراً لتلبي احتياجات أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لمعاناة هائلة.  

وشدد السيسي لبايدن على أن مصر ترفض سياسات العقاب الجماعي، ولم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى الأراضي المصرية، فيما أوضح الرئيس الأمريكي موقف بلاده برفض نزوح الفلسطينيين خارج أراضيهم.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *