بعد إصابة 18بالصحف والمؤسسات.. مطالب الصحفيين بعد تزايد إصابات كورونا: العمل عن بُعد وأماكن للعزل والتوسع في المسحات

إصابات المؤسسات: 4 حالات بالاهرام و4 بدار الهلال و 6 بالأخبار و2 بأنباء الشرق الأوسط وحالة بكل من روز اليوسف والشركة القومية


عضو بمجلس النقابة: وفاة صحفيين وعدد الاصابات بكورونا بين الصحفيين تصل لـ 8 حالات.. و10 إصابات بين الادرايين والفنيين


كتب – أحمد سلامة

حالة من القلق سادت الوسط الصحفي، بعد أن توفي اثنين من الصحفيين جراء إصابتهما بفيروس “كورونا”، فيما أصيب آخرون، بينما ظهرت عدة حالات ببعض المؤسسات القومية.

مطالب متواصلة من الصحفيين خلال الآونة الأخيرة بتخصيص مقار للعزل، خشية التزايد المحتمل للمصابين، بينما استمرت المحاولات من أجل تخفيف ساعات العمل للصحفيين والعاملين بالمؤسسات القومية والخاصة على السواء لمحاصرة الوباء المتفشي.

خلال الأيام القليلة الماضية تم الإعلان عن ظهور عدد من حالات الإصابة ببعض المؤسسات الصحفية القومية، ففي مؤسسة الأهرام تم الإعلان عن 4 حالات، كما تم الإعلان عن 4 حالات في مؤسسة دار الهلال، و 6 حالات في مؤسسة الأخبار، وحالتين بوكالة أنباء الشرق الأوسط، وحالة واحدة في روز اليوسف، وأخرى في الشركة القومية للتوزيع.

وقال عضو مجلس نقابة الصحفيين، حماد الرمحي، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا بالوسط الصحفي بنوعيه الصحفيين والإداريين وصل إلى 18 حالة مصابة منهم ما يقرب من 8 صحفيين، وتوفي منهم حالتين، وباقي الـ18 فنين وإداريين وكان آخرهم الزميل الفني بجريدة الوفد.

مع تتالي ظهور حالات الإصابة، تلقت الهيئة الوطنية للصحافة عدة شكاوى من أعضاء مجالس الإدارات المنتخبين مؤخرًا من أجل توجيه رؤساء المؤسسات لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتدابير الاحترازية من أجل الحفاظ على سلامة كافة العاملين.

الشكاوى التي تم إرسالها للهيئة أكدت ضرورة أن تشمل قرارات رؤساء المؤسسات تطبيق فعلي لعدم حضور الزملاء لمقار المؤسسات على مدار أسبوعين متصلين على الأقل في ظل التوجه لخفض أعداد العاملين للحد من التجمعات والكثافات.

حالة من الغضب سيطرت على العاملين بالمؤسسات، خاصة في ظل تأكيدات عدد من رؤساء المؤسسات أن قرارات العمل عن بُعد مطبقة بالفعل، وهو ما نفاه العاملون واصفين تلك التصريحات بأنها “تدليس” فبعض العاملين يتواجدون بالمؤسسات معظم أيام الأسبوع في ظل إصرار رؤساء المؤسسات على الخصم من أجور العاملين في حال التغيب عن العمل.

الهيئة الوطنية للصحافة، أصدرت بيانًا أكدت خلاله أنها تواصلت مع رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية، وكالة أنباء الشرق الأوسط ودار الهلال ودار المعارف والشركة القومية للتوزيع، لمتابعة الإجراءات الاحترازية المتبعة في إطار مواجهة فيروس كورونا، مشيرة إلى أنها ستتواصل مع باقي المؤسسات في إطار القرارات والإجراءات الاحترازية الصادرة من الحكومة.

وشددت الهيئة على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية الوقائية وتوفير المواد المطهرة والكلور وغيرها من المواد والتعقيم، والقيام بعمليات التطهير والتعقيم الشاملة وعدم السماح بالدخول لمقر المؤسسة بدون ارتداء الكمامة وقياس درجة الحرارة والإبلاغ فور الاشتباه بأي حالة إصابة واتخاذ التدابير اللازمة فورًا.

وحسب بيان الهيئة فقد أوضح علي حسن رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط أنه قد تم غلق وتعقيم الدور الذي تعمل به إحدى الزميلات بعد تأكد اصابتها بفيروس بكورونا في إطار التعقيم الدوري الكامل لمبنى الوكالة، مع توافر مواد التعقيم الدوري للمبنى في جميع الأدوار وتوقيع الكشف الحراري على كل من يدخل المؤسسة، كما تم منع المخالطين لها من دخول مبنى الوكالة لحين إجراء الكشف الطبي اللازم لبيان مدى إصابتهم من عدمه كما تم غلق وتطهير الدور السادس بالوكالة بعد إصابة أحد الصحفيين.

وأكد سعيد عبده رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف، حسب البيان، أن المؤسسة قد قامت باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتعقيم والتطهير الكامل للمؤسسة في أعقاب ثبوت إصابة أحد العاملين بها بفيروس كورونا، وتم غلق الدور وتعقيمه بشكل كامل ودوري ومنح جميع المخالطين للحالة أجازه لمدة أسبوعين للتأكد من عدم إصابة أي منهم.

تحدث القائم بتسيير الأعمال بالشركة القومية للتوزيع أنه قد تم اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية والقيام بعمليات التطهير الشاملة داخل المؤسسة وذلك في أعقاب الاشتباه في إصابة أحد العاملين بها بفيروس كورونا والذي اثبت نتيجة تحليل فيروس كورونا أنه سلبي.
وبعد ظهور عدد من الحالات في مؤسسة دار الهلال تم الاتفاق على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية العاملين بالمؤسسة كأولوية أولى وأن تبدأ عمليات التطهير الشاملة غداً الخميس للمرة الأولي ويوم الاثنين القادم للمرة الثانية لكل الأماكن في المؤسسة مع اتخاذ إجراءات صدور المطبوعات في موعدها دون تأخير.

وذكر البيان أنه تم التواصل مع أحمد أيوب رئيس تحرير المصور والاتفاق على ما يلي، تكليف اثنين من العاملين بالمؤسسة بتولي مهمة الإشراف على تطهير المؤسسة بشكل يومي وهما محمد سعيد عبد الحميد (موظف أمن وعضو جمعية عمومية) ورامي الريس (مسئول أمن وعضو اللجنة النقابية)، القيام بشراء جهازي قياس حرارة لمعاينة درجة الحرارة لكل فرد قبل دخول المؤسسة، القيام بتوفير كافة أنواع التعقيم والتطهير اللازمة لتعقيم الجميع قبل دخول المؤسسة، عدم السماح بدخول أي فرد بدون ارتداء الكمامة، وعدم السماح بالتواجد الداخلي لأي فرد بدون الكمامة، قيام الجهات المعنية بتعقيم المؤسسة يومي الخميس والاثنين تعقيما كاملا، منح كل المخالطين للحالات المصابة أو المشتبه أجازه اجبارية لمدة أسبوعين مع المتابعة الدائمة من خلال الإدارة الطبية للمؤسسة.

وفي نقابة الصحفيين، توالت المطالب من الصحفيين باتخاذ إجراءات جادة من أجل رعاية للصحفيين، وتخصيص أماكن للعزل في ظل مخاوف انتشار فيروس “كورونا”، مع توفير إمكانية إجراء المسحات اللازمة.

أيمن عبدالمجيد عضو مجلس النقابة قال في تدوينة تعليقا على ذلك “لا داعي للقلق بشأن المسحات، من يحتاجها في حال وجود الأعراض ندعمه لإجراء المسحة في مستشفى عام، حتى يتثنى تمكينه من دخول العزل حال ثبوت ايجابية الإصابة، وفيما يتعلق بإجراء مسحات في القطاع الخاص، لابد أن تكون في مكان معتمد وموثوق، ومن ثم تم التواصل مع مستشفى عين شمس التخصصي، لمنح الصحفيين وأسرهم تخفيض لتجرى المسحة ب ١٥٠٠ جنيهًا بدل ٢٥٠٠ جنيهًا”.

وأضاف عضو مجلس النقابة “ولا أنصح أي زميل باللجوء لاجراء مسحات إلا إذًا كانت هناك أعراض، وذلك لسبب مهم وهو أن الذهاب لمستشفى في مثل هذه الظروف، مخاطرة تعرضك للإصابة”.

وتابع “كما لا أنصح باللجوء لإجراء مسحات مدفوعة الثمن، إلا في حالات الضرورة القصوى، يُضاف إلى ذلك أن تحاليل الدم متوافرة بمشروع العلاج وكذلك الأشعة المقطعية، في الحالات التي تتطلب ذلك، أما عروض معامل التحاليل للاطمئنان غير مجديه، فالاجسام المضادة تتكون في الجسم في حال وجود أي فيروس حتى إذًا كان انفلونزا عادية”.

وعن تخصيص أماكن للعزل بمقر النقابة، قال حماد الرمحي، “رغم تأييدي المطلق لجميع مطالب الزملاء الصحفيين ومشروعيتها وضرورة تحقيقها بطريقة أو بأخرى، إلا أنني أرى أن إنشاء مستشفى عزل داخل نقابة الصحفيين أمر غير قابل للتطبيق من الناحية الفنية والعلاجية وذلك على لأن إنشاء المؤسسات العلاجية من الناحية الإنشائية يختلف تماماً عن المنشآت الإدارية، لأن إنشاء المستشفى يحتاج إجراءات فنية معقدة وبنية تحيتة محددة «قبل وأثناء وبعد» إنشائها، وهي أمور لا تتوفر في مبنى نقابة الصحفيين”.

وأضاف “تكلفة إنشاء مستشفيات العزل تفوق إمكانيات نقابة الصحفيين المادية، حيث تتراوح ما بين 10 إلى 100 مليون جنيه، خاصة أن جميع الأجهزة المستخدمة داخل تلك المستشفيات يتم إستيرادها من الخارج، ومعظم دول العالم فشلت في استيراد تلك الأجهزة في الوقت الراهن بسبب النقص الشديد في تلك الأجهزة، وحتى لو نجحت النقابة في التعاقد على استيرادها فإن مدة شحنها ووصولها إلى مصر قد تستغرق عدة أشهر وهو ما يعني وصول الأجهزة بعد انتهاء الأزمة”.

وتابع “موقع النقابة «صحياً» لا يصلح كمسشتفى عزل لأنه متاخم لأكبر كتلة سكنية بوسط البلد ومغلق من ثلاث جهات باستثناء واجهة المبنى”، مشيرًا إلى أن “المبنى الحالي لنقابة الصحفيين هو مبنى «إداري» يعمل به قرابة 100 موظف ويتردد عليه نحو 13 ألف صحفي، وفي حالة تحويل جزء منه لمستشفى عزل، لابد من إغلاق المبنى بالكامل ومنع دخول أي أحد غير المصابين بالفيروس، لأنه بمجرد دخول صحفي واحد مصاب بفيروس كورونا للعلاج، فإنه بذلك ترتفع إحتمالات انتقال العدوى لباقي الزملاء المترددين على النقابة، طبقاً للتقارير العالمية التي تؤكد أن نحو 60% من الإصابات تتم داخل المؤسسات العلاجية”.

وأردف “في حالة ظهور الوباء داخل النقابة بعد تحويلها لمستشفى عزل أعتقد أن الصحفيين لن يخاطروا بحياتهم لدخول النقابة وطلب الخدمات النقابية اليومية، وبالتالي توقف منظومة العمل داخل مؤسستكم العريقة”، مستكملا “نسبة الإصابة داخل الوسط الصحفي حتى الآن بلغت نحو 18 حالة فقط منهم 10 صحفيين و8 إداريين وفنيين تقريباً وهي نسبة ضعيفة بالمقارنة للفئات الآخرى مثل الأطباء الذين تجاوز عدد الإصابات بينهم أكثر من 800 حالة وأكثر من 20 حالة وفاة”.

كانت النقابة قد أعلنت وفاة الصحفي محمود رياض إثر إصابته بفيروس كورونا، ثم أعلنت بعد ذلك وفاة الزميل أيمن عبدالحميد، الصحفي بجريدة الوفد، متأثرا بإصابته.

حالتا الوفاة دفعت الصحفيين إلى المطالبة بتخصيص صندوق طوارئ لمراعاة أسر المتوفين بسبب الفيروس، خاصة وأن الصحفي محمود رياض ظل بلا عمل لفترة طويلة بعد أن ترك جريدة “الخميس”، وذلك حسب تأكيد هشام يونس عضو مجلس النقابة الذي قال في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “الراحل الشاب كان بلا عمل بعد غلق جريدة الخميس ولم يكن يخرج إلا بحثا عن فرصة هنا أو هناك وأصابه دور برد مصحوبا بحرارة -كما أخبرني وقتها- ومكث نحو ١٠ أيام في المنزل قبل أن يتوجه لمستشفى حميات إمبابة ويقضي ٥ أيام تم نقله بعدها لمستشفى العزل في العجوزة حيث فاضت روحه ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *