بعد أزمة حقل كاريش.. الاحتلال الإسرائيلي يهدد بحرب على لبنان بسبب إيران وصواريخ “حزب الله” وغاز المتوسط

وكالات 

هدد رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، مساء أمس الأحد، لبنان، ملمحاً لاحتمالية نشوب حرب بين البلدين. 

وهدد كوخافي​، في المؤتمر الوطني للجبهة الداخلية، “بقصف مدمر وواسع إذا وقعت الحرب مع​لبنان​”، مشيرا إلى أن تل أبيب “ستعطي تحذيراً مسبقاً لسكان ​الحدود​اللبنانية للمغادرة قبل اندلاع أي حرب”. 

وأكد أن “التوتر القادم مع لبنان سيشهد قصفا غير مسبوق”، موضحا أن “الجيش الإسرائيلي يتعامل مع ست جبهات قتال في 6 أبعاد وفي مواجهة عدد كبير من التهديدات المتنوعة”. 

وأضاف كوخافي​: “أخطرها يتمثل في تهديد نووي محتمل بالدائرة الثالثة وتهديد الصواريخ والقذائف من كل الجبهات والأبعاد التي قام العدو بتطويرها”. 

وتابع: “قمنا ببلورة آلاف الأهداف التي سيتم تدميرها في منظومة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها العدو، كل الأهداف موجودة في خطة هجوم لاستهداف مقرات القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات ومزيد من هذه الأهداف. كل ذلك سيتم ضربه في دولة لبنان”. 

وكان قائد الجبهة الداخلية للاحتلال أوري جوردين، قال في وقت سابق، إن “الحرب القادمة مع حزب الله اللبناني ستشهد إطلاق آلاف القذائف والصواريخ على إسرائيل، بشكل يومي”. 

ونقل الموقع الإلكتروني العبري “واللا”، مساء الأحد، عن قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية توقعه أنه في أي حرب مستقبلية مع لبنان، سيطلق الأخير عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ كل يوم على المدن الإسرائيلية الداخلية، وعلى امتداد طولها. 

وفي الخامس من الشهر الجاري، كشفت قناة عبرية النقاب عن مشكلة جديدة تؤرق المؤسسة العسكرية للاحتلال، تتمثل في “منصات الغاز” في البحر المتوسط، قبالة الشواطئ. 

وذكرت القناة العبرية الـ 12 أن “منصات الغاز” الموجودة في البحر المتوسط ستصبح إحدى المواجهات المرتقبة بين تل أبيب و”حزب الله”، أو أحد أسباب الحرب مع الحزب، كون استهدافها سيعطل إمدادات الكهرباء في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال. 

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة معاريف العبرية، 5 يونيو الجاري، أن حزب الله لديه “ترسانة” صواريخ تسبب قلقا كبيرا للجبهة الداخلية في تل أبيب في أي مواجهة مستقبلية بين الطرفين. 

وأكدت الصحيفة أن “حزب الله” يمتلك حاليا 100 ألف صاروخ، رغم امتلاكه فقط لنحو 15 ألف عشية الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان عام 2006، أطلق وقتها نحو 4 آلاف صاروخ باتجاه الشمال الإسرائيلي. 

ولفتت إلى أن “حزب الله” يمتلك صواريخ “كاتيوشا” الروسية، وهي صواريخ أرض – أرض، تحتوي على رأس حربي يصل حجمه إلى 20 كيلوجراما، ومداه إلى 40 كيلومترا، وإيران هي المورد الرئيس لصواريخ “حزب الله”، مضيفة أن الحزب لديه ترسانة كبيرة من الأسلحة ستسبب قلقا بالغا وضارا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. 

ومن بين تلك الترسانة، امتلاك حزب الله صواريخ “فجر” الإيرانية التي صنعتها طهران في تسعينيات القرن الماضي، والتي يبلغ مدى صاروخ “فجر 3” منها نحو 43 كم، ويحمل رأسا متفجرا وزنه 45 كيلوجراما، فضلا عن صاروخ “فجر 5” الأكثر تطورا، الذي يصل مداه إلى 75 كم، وله رأس متفجر يبلغ 90 كيلوجراما. 

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن طائرات سلاح الجو للاحتلال الإسرائيلي خرقت الأجواء اللبنانية ما لا يقل عن 22 ألف مرة في السنوات الـ15 الماضية. 

وكشف موقع AirPressure.info، أن 22111 طائرة مقاتلة وطائرة استطلاع ومسيرات وصواريخ إسرائيلية حلقت فوق الأجواء اللبنانية لمدة 8 سنوات ونصف، بمعدل 4 ساعات و35 دقيقة للطلعة الواحدة. 

وعلى سبيل المثال، دامت طلعة جوية لمسيرة إسرائيلية في أيلول – سبتمبر 2008 حوالي 13 ساعة. واستغرقت طائرة أخرى في أغسطس من العام نفسه 1135 دقيقة (ما يقرب من 19 ساعة) وحلقت فوق مناطق عيترون وزحلة ورياق وبعلبك ورأس المتن وبعبدا وبيروت وعالية والناقورة. 

وعلق الموقع قائلا: “المدة الإجمالية لهذه الرحلات تصل إلى 3098 يوماً، أي ما يعادل 8.5 سنوات من الاحتلال المستمر للأجواء اللبنانية”، وأجرى هذه الدراسة الفنان المقيم في بيروت لورانس أبو حمدان. 

كان مئات الأشخاص وعدة نواب لبنانيين، احتجوا في تظاهرة السبت، في الناقورة في جنوب لبنان على استقدام تل أبيب سفينة إنتاج وتخزين للغاز لاستخراج الغاز من حقل كاريش الذي يقع ضمن منطقة متنازع عليها مع بيروت.  

وجاءت المظاهرة قبل أيام من وصول الوسيط الأمريكي آموس هوكستين إلى بيروت، للبحث في استكمال المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل في شأن ترسيم الحدود البحرية.  

وحمل مئات الأشخاص أعلاما لبنانية وفلسطينية في مدينة الناقورة الحدودية، احتجاجًا على اعتبار إسرائيل حقل كاريش “من الأصول الاستراتيجية للدولة العبرية”، مثلما قال وزراء الدفاع والطاقة والخارجية الإسرائيليون في بيان مشترك الأربعاء.  

وقال النائب فراس حمدان وهو يقرأ بيانًا مشتركًا صدر عن 13 نائبًا مستقلًا انتخبوا في مايو: “نحن، كممثلات وممثلين للشعب اللبناني وللأمة جمعاء، لا نقبل بأي شكل من الأشكال التفريط بثرواتنا البحرية المملوكة من كلّ المواطنين على حدّ سواء”.  

كانت السلطات اللبنانية اعتبرت أن أي نشاط إسرائيلي في المناطق البحرية المتنازع عليها يشكل “استفزازا” و”عملا عدوانيا”، داعية الوسيط الأمريكي للمجيء إلى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.  

ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميا، وتوقفت المفاوضات التي بدأت بين الطرفين العام 2020، بوساطة أمريكية في مايو من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.  

وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها، على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومتراً مربعا، بناء على خريطة أرسلها لبنان في 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل “كاريش”.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *