بتقارير الحكومة.. الفقراء الذين لا يعرفهم شريف منير ورزق وعبد الباقي.. 31 مليون مواطن يعيشون الحد الأدني من الحياة

ما الذي يسيء لمصر صورة للفقراء في فيلم أم الفقر.. و5 ملايين مواطن ينامون بدون عشاء

صورة العلابة في الواقع: 60% من سكان الريف ليس لديهم صرف صحي.. و14 مليون تلميذ لا يستطيعون دفع 300 جنيه مصروفات دراسية

البنك الدولة 60% من سكان مصر فقراء أو عرضه للفقر.. والحكومة تقدم للفقراء في تكافل وكرامة 15 جنيها يوميا

كتب- فارس فكري

الفيلم لا يعرض صورة مصر الحقيقية ويسئ إلى مصر.. هكذا عبر 3 فنانين مصريين هم شريف منير وأحمد رزق وأشرف عبد الباقي عن رفضهم وانسحابهم من عرض فيلم ريش الذي عرض في مهرجان الجونة ويتحدث عن أسرة مصرية فقيرة من المنيا وحصل على الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان (كان) السينمائي الدولي.

يذكر أن “ريش” شارك في بطولته دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر  جلال، عبدالله، سامية، سيناريو واخراج عمر الزهيري.

والفيلم يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.

وانسحب الفنانين لتناول الفيلم معاناة الفقراء في مصر، معتبرين أن الفيلم يقدم صورة غير حقيقة عن مصر ويسيئ إليها ويقلب الحقائق.

فهل يعلم الفنانين الثلاثة صورة مصر الحقيقية، مصر الفقيرة، صورة مصر التي يحاول المسئولين تجميلها بالأرقام تارة ومنع التصوير تارة أخرى.

هل يعلم شريف منير الذي مثل دور شاب فقير يسكن حارة مصرية فقيرة يريد الهجرة في فيلم الكيت كات أعداد الفقراء في مصر؟ كيف يعيشون؟ ماذا يأكلون؟.

حسب البنك الدولي الذي اشترط على مصر اجراءات الاصلاح الاقتصادي بتخفيض دعم السلع والوقود والطاقة وتعويم الجنيه لتقديم قروض قال في آخر مسح أجراه في 2019 إن 60 % من المصريين فقراء أو عرضه للفقر، ويعتبر البنك الدولى خط الفقر 1.9 دولار يوميا للفرد يعني تقريبا 30 جنيها يا فنانين.

ورغم أن البنك الدولي هو حبيب الحكومة المصرية وعارف كل أسرارها وجابرها على إفقار الشعب إلا إنكم يا فنانين يمكن لا تصدقونه ولا تصدقون أرقامه وترون أنه أيضا يسئ إلى مصر، فهل تعلمون عدد الفقراء في مصر في بينات الجهاز المركزي للإحصاء وهو جهة مصرية تجرى أبحاثا على الواقع اتفضل يا سيدي..

الجهاز المركزي للإحصاء أصدر بيان أمس الأحد بمناسبة اليوم العالمي للفقر قال فيه إنه جهود الدولة نجحت، طيب الحمد لله نجحت في أيه يا فنانين؟ في تخفيض نسبة الفقراء الذين يوفون الحد الأدني من الحياة يعني أكل وشرب- مش مهم نوعه أو جودته المهم إنهم بياكلوا حتى لو عيش حاف- موصلات – مترو أتوبيسات- مش أوبر يا فنانين مصر، تعليم –من اللي التلاميذ بتقعد فيه على الأرض علشان تتعلم ويمنعوا عنهم الكتب- وغيره الحد الأدني لأساسيات الحياة.

طيب الحمد لله إن نسبتهم انخفضت، هل تعلم النسبة تحت عنوان كبير تصدر الصحف تراجع معدلات الفقر فى مصر إلى 29.7% يعني تقريبا 30 مليون إنسان في مصر بالكاذ يوفر الحد الأدني من الاحتياجات الأساسية، يعني لا يستطيع أن يدخل سينما ويتفرج على فيلم أنتم أبطاله.

لكن هل انتهى تقرير الجهاز المركزي للإحصاء، لا طبعا، يقول البيان: أما الفقر المدقع فهو نسبة من لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم من الغذاء- يعني بيناموا من غير عشاء- لو تعرفون معنى هذا، انخفضت نسبة الفقر المدقع على مستوى الجمهورية إلى 4.5% عام 2019/ 2020 مقابل 6.2% عام2017 / 2018. ويمكن ارجاع ذلك إلى جهود الإصلاح الاقتصادي، يعني هناك 5 ملايين مواطن تقريبا لا يجدون العيش الحاف يا فنانين يا كبار.

وإذا كنتم لا تقرأون أو منعزلون عن الواقع ولا تعرفون من الدنيا إلا الجونة أو الكمبوند أو صور السوشيال ميديا ممكن تتفرجوا على فيلم زي فيلم ريش كده علشان تعرفوا الواقع.

حياة كريمة مبادرة رئاسية بتكلفة 700 مليار جنيه.. نظرة عاقل سيرى أن الدولة تعترف بالفقراء وتحاول أن تساعدهم في الوصول للحد الأدني من الحياة الآدمية لكن الفنانين الكبار لا يرون الفقراء ويعترضون على صورهم في فيلم “ريش”.

سنحاول هنا نوضح هدف المبادرة حسب الموقع الرسمي لها: مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في ٢ يناير عام ٢٠١٩ لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا وبخاصة في القرى.

وتهدف المبادرة إلى توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية فضلًا عن تنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر- تخيلوا عندنا خريطة فقر- ، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج.

المرحلة الأولى من المبادرة تشمل القرى ذات نسب الفقر من 70% فيما أكثر- تخيل إن في فقرا بنسبة أكبر من 70%- ويستفيد منها 18 مليون مواطن مصر في 50 مركزا في 11 محافظة، والمرحلة الثانية تشمل القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70%، والثالثة تضم القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%. .،

طيب يعني أيه الأكثر احتياجا؟

تحدد القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لمعايير: ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى- معقولة عندنا كل ده والفنانين شريف منير وأحمد رزق وأشرف عبد الباقي مش شايفيه.

يا فنان مصر يا معترضين على صورة الفقر في فيلم ريش، في مصر وزارة اسمها وزارة التضامن الاجتماعي لو تسمعون عنها، وهي وزارة ضمن اهتماماتها الأسر المصرية الفقيرة، وتقدم الوزارة برامج اجتماعية للفقراء في مصر، وحسب بيانات إنجازاتها، وخدوا بالكم من انجازاتها دي بتقدم دعم نقدي للفقراء في مصر على برنامج تكافل وكرامة لـ 3.8 مليون أسرة يعني أكثر من 14 مليون مواطن، كام هذا الدعم حسب الإنجازات لا يزيد عن 500 جنيه في الشهر للأسرة يعني 15 جنيها يوميا للأسرة- شفتوا الإنجازات.

الوزارة بتقول في كل بياناتها عن الفقراء في مصر إن عندها قاعدة بيانات عن الأسر الأولى بالرعاية – يعني فقراء يا معترضين على صورة الفقر مصر- تشمل 9,3 مليون أسرة تضم 31 مليون مواطن.

هل تعلممون أن 60% من سكان الريف في مصر البالغ عدد أكثر من 57 مليون إنسان يعيشون بدون خدمات الصرف الصحي، وهذه تصريحات وزير الإسكان ضمن أيضا إنجازات الدولة التي رفعت نسبة تغطية الصرف الصحي لسكان الريف من 12% عام 2014 إلى 40% عام 2021، ولو متعرفش يعني أيه صرف صحي يا فنان ممكن نقولك.

في أحدث تصريحات لوزير التعليم المصري الدكتور طارق شوقي كان يتحدث باستنكار شديد عن عدم قدرة الأهالي على دفع المصروفات الدراسية البالغة 300 جنيه وقال لدينا 14 مليون طالب غير قادرين على دفع المصروفات.. 14 مليون طالب أهاليهم لا يستطيعون دفع 300 جنيه، يا معترضين على صورة الفقر في مصر في فيلم.

الصورة يمكن تقديمها أيضا في الأرقام، ويمكن أن يراها من لديه خلايا في عقله أو يستخدمه، ويمكن أيضا أن نراها في الأفلام لمن ينكرها أو ينسها أو يتغافل عنها، لكن الصورة في الواقع مؤلمة لمن لديه قلب أو بصيرة.

وما هو الذي يسئ لمصر صورة الفقر أم الفقر نفسه، صورة معاناة الناس أم المعاناة ذاتها، صورة التلاميذ يجلسون على أرض أحد الفصول أم معاناة التلاميذ ما الذي يسئ لمصر أكثر، وإذا كنتم اعترضتم على الصورة فهل تعترضون على الأصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *