اليوم.. استئناف مفاوضات سد النهضة بعد أسابيع من التوقف.. وتوسيع دور الاتحاد الإفريقي أبرز المناقشات

تستأنف مصر والسودان وأثيوبيا، اليوم الأحد، المفاوضات الخاصة بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، بعد توقف دام عدة أسابيع، وفي ظل توتر دبلوماسي بين القاهرة وأديس أبابا جراء تصريحات إثيوبية رفضتها مصر باعتبارها تدخلا في شؤونها.

ويعقد اليوم اجتماعا سداسيا بمشاركة وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، بدعوة من جنوب أفريقيا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وأعلن السودان، في وقت سابق، مشاركته في الاجتماع، بعد إعلانها الانسحاب من المفاوضات في نوفمبر الماضي، مطالبا بدور أكبر للاتحاد الأفريقي في المفاوضات.

وأفادت وكالة السودان للأنباء (سونا) بأن وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، ووزير الري والموارد المائية ياسر عباس، سيشاركان في الاجتماع الوزاري لمفاوضات سد النهضة برئاسة بانا دورا، وزير التعاون الدولي بجمهورية جنوب أفريقيا، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.

وأوضح مصدر مسؤول لـ«سونا»، أن هذا الاجتماع سيناقش مقترح السودان الرامي لتفعيل المفاوضات بإعطاء دور أكبر للاتحاد الأفريقي عبر خبرائه للوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة، حسب طلب السودان السابق، ومن ثم النظر في المسودة التفاهمية، التي أعدها خبراء الاتحاد الأفريقي للوصول لاتفاق مرضٍ للأطراف الثلاثة.

حذر السودان، يوم الخميس الماضي، إثيوبيا، من البدء في المرحلة الثانية لملء سد النهضة دون اتفاق مع القاهرة والخرطوم، كما حدث في المرحلة الأولى من الملء.

ورحب الاتحاد الأوروبي، أحد مراقبي مفاوضات السد، بالمحادثات المقبلة، في بيان، قائلاً إنها توفر «فرصة مهمة للتقدم» نحو التوصل لاتفاق.

وشهدت الأيام الماضية بوادر أزمة دبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، حيث اتهم الناطق الرسمي للخارجية الإثيوبية مصر بـ”استغلال قضية سد النهضة للتغطية على ما وصفها بـ (أزمات داخلية)”، فيما اعتبر أن سد النهضة لا يضر بمصر، وهو ما استدعت على إثره الخارجية المصرية القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، لإبلاغه احتجاجها على تلك التصريحات، بحسب “سبوتنيك”، كما أصدرت بيانا أعلنت فيه رفض مصر لتلك التصريحات.

ودعا الاتحاد الأوروبي الدول الثلاث أمس لاغتنام فرصة التفاوض للتوصل إلى حل للخلافات بينها، والتوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد.

كانت الجولة الأخيرة للمفاوضات بين مصر إثيوبيا والسودان قد انتهت في نوفمبر الماضي من دون التوصل لاتفاق، وعلق السودان مشاركته في المفاوضات، معتبرا إياها غير ذات جدوى، مطالبا بدور أكبر للاتحاد الأفريقي في العملية التفاوضية.

ووصلت أزمة سد النهضة ذروتها في صيف 2020 عندما قامت إثيوبيا بالفعل بإتمام المرحلة الأولى من ملء خزان السد دون اتفاق.

وعقدت جولة المفاوضات الأخيرة بين الدول الثلاث في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي سبقها تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبرت ضوءا أخضر لمصر لتدمير سد النهضة للحفاظ على مصالحها.

وشهدت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا تعثرات متكررة، أبرزها انتهاء المفاوضات التي عقدت برعاية أمريكية، دون توقيع اتفاق بين الدول الثلاثة، حيث رفضت إثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات.

وبدأت إثيوبيا إنشاء سد النهضة عام 2011 على النيل الأزرق، وحاولت مصر خلال السنوات الماضية التوصل لاتفاق يحفظ حقوقها المائية عبر سلسلة من المفاوضات.

وتؤكد إثيوبيا أن هدفها من بناء السد هو توليد طاقة كهربائية وإقامة مشروعات تنموية، فيما تخشى مصر من إضرار السد بحصتها من مياه النيل والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق، بينما تخشى السودان من عدم انتظام تدفق مياه النيل ما يؤثر على السدود التي أقامتها على مجرى النيل وقدرتها على توليد الكهرباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *