النائب العام يأمر بالتحقيق في واقعة فقد الاتحاد المصري لكرة القدم كأس بطولة الأمم الأفريقية لعام ٢٠١٠ (تفاصيل)

عبد الرحمن بدر

ذكر بيان للنائب العام أن المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، أمر بإحالة واقعة فقد الاتحاد المصري لكرة القدم كأس بطولة الأمم الأفريقية لعام ٢٠١٠ من بين مقتنياته إلى نيابة الأموال العامة العليا بمكتب النائب العام، للتحقيق فيها تحقيقا قضائيا.

وقال البيان إن وزارة الشباب والرياضة خاطبت النيابة العامة بما انتهت إليه اللجنة المشكلة بمعرفتها من التفتيش على الاتحاد، وتبينها فقد الكأس المذكور، وتضارب الأقوال بين مسئولي الاتحاد حول أسباب فقده؛ بطلب التحقيق في الواقعة.

يذكر أن أزمة اختفاء عدد من الكؤوس القديمة التي حصل عليها منتخب مصر، من مخازن اتحاد الكرة، فتحت بابا واسعا للجدل حول مصيرها، خاصة مع تصريحات مسؤولين في الاتحاد بأن وقائع الاختفاء حدثت منذ 7 سنوات، قبل الكشف عنها أمس.

بدأت الأزمة حينما، صرح الإعلامي أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة السابق، بأن اللجنة الخماسية لإدارة اتحاد الكرة فوجئت بعدم وجود النسخة الأصلية من كأس الأمم الإفريقية – المهداة للاتحاد من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، التي من المقرر أن تحتفظ بها مصر للأبد بمناسبة حصول المنتخب المصري على الكأس لثلاثة مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 – لدى عزمها تدشين متحف للاتحاد تعرض خلاله بطولات المنتخب المصري لكرة القدم، فوجئت بعدم وجود النسخة الأصلية.

وأضاف أن اللجنة سألت القائد السابق لمنتخب مصر أحمد حسن، عن حقيقة احتفاظه بالكأس، بعد توارد أخبار حول ذلك، إلا أنه نفى الواقعة، قائلاً: “هتلبسوني تهمة”.

عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق مجدي عبدالغني، أكد أيضا واقعة سرقة الكأس، قائلا إنه مختفي من الجبلاية منذ عام 2013، بعد اقتحام المقر وحرقه من مجهولين، موضحا أن العديد من الكؤوس ضاعت بعد الحادث، يقول البعض إنها فقدت، ويقول البعض الآخر إنها لدى القائد السابق للمنتخب أحمد حسن، أو لدى المدير العام السابق شوقي غريب.

لم يترك حسن الواقعة تمر دون تعليق، حيث وصف الاتهامات الموجهة له بأنها “كوميديا هابطة”، وقال عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “وأنا كمان هحكيلكم حكاية شربات، قالك كأس ضاع واسألوا أحمد حسن”.

وأضاف: “دول ٤ يا بابا أنت وهو علشان لو ناسين؟! ولو عاوزين واحد كمان ممكن نرجع نلعب ونجيب كأس خامس، والله فعلاً عايشين كوميديا هابطة !!! بس الصورة حلو”.

أما المدير التنفيذي لاتحاد الكرة وليد العطار، قال لموقع “فيلجول”: إن اللجنة الخماسية بدأت مؤخرا عمليات تجديد واسعة شاملة بمدخل الاتحاد لجعله في صورة متحف ضخم يضم الكؤوس والهدايا والألقاب التي حصل عليها الاتحاد طوال تاريخه، قبل الاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس الاتحاد.

ولفت إلى أنه بعد عملية جرد للمخازن لوضع الكؤوس فوجئ بعدم وجود عدد ضخم من الكؤوس والميداليات والسيوف والدروع وغير مثبت مكان اختفائها، واختفت في أوقات سابقة ومنذ فترات طويلة ولا يعرف أحد مكانها.

وتابع “لا يوجد في مخازن الاتحاد سوى الكأس الأصلي لكأس الأمم 1986 ونسختين غير أصليتين من كأسي إفريقيا 2006 و2008 ولا يوجد غير ذلك في الاتحاد مع اختفاء عدد من الدروع والهدايا”.

وأشار إلى أنه تم فتح تحقيق مع إدارتي المخازن والحسابات، لمعرفة مصير تلك الكؤوس والدروع، إذ أنه ثبت وجود سرقة في أوقات سابقة، لكن من غير المثبت ما تم سرقته وما أعيد بأوراق رسمية.

وكشف عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، والذي كان موجودا وقت الحريق واختفاء الكؤوس حمادة المصري، عن أنه حينما تعرض المبنى للحريق واختفت الكؤوس في 2013، تواصل مع عضو مجلس إدارة منتخب السويس حينها يوسف عثمان، وهو عضو رابطة الجماهير الخاصة بمنتخب مصر المسجلة في اتحاد الكرة.

وأضاف: “قلت له إن هناك بعض الأشياء التي اختفت من اتحاد الكرة ونحن نريدها، وبالفعل نجح في استعادة تلك الكؤوس وعددها 3 كؤوس وأعادها، وسلمتها حينها إلى المدير التنفيذي السابق لاتحاد الكرة ثروت سويلم”.

وفي أول رد رسمي، قال الاتحاد المصري لكرة القدم إنه في إطار التطوير الذي ينفذه حاليا لمقره الرئيسي، ومن بينه تحويل المدخل إلى متحف مصغر للكرة المصرية، فوجئت إدارة الاتحاد بعدم وجود عدد من الكئوس القديمة في مخازن الاتحاد التي كان من المفترض أن يتم الاستعانة بها في عملية التطوير.

وفي 23 فبراير 2013، عثرت سلطات مطار القاهرة على كأس للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) داخل حقيبة راكب كندي من أصل بنغالي لدى سفره إلى قطر.

وصرحت مصادر مسؤولة بالمطار بانه في أثناء إنهاء إجراءات سفر ركاب الطائرة القطرية المتجهة إلى الدوحة عثر رجال الأمن علي كأس ذهبي تابع للاتحاد الأفريقي لكرة القدم داخل حقيبة راكب كندي من أصل بنغالي.

وقال الراكب أنه في طريقه إلى جنوب أفريقيا إلا أن رجال الأمن احتجزوا الراكب والكأس واجروا اتصالات بوزير الرياضة المصري الذي طلب منهم التحفظ على الكأس حتى يتم إرسال لجنة لفحص الكأس والتأكد منه، وأجرت سلطات أمن المطار اتصالات مع مسئولي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم للتأكد من أصل الكأس وما إذا كان أصليا أو مقلدا.

 لكن تحقيقات نيابة النزهة حينها كشفت عن عدم سرقة النسخة الأصلية لكأس الأمم، مؤكدة أن الكأس المضبوط هو نسخة ترويجية مقلدة لأغراض التسويق والدعاية، مملوكة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الكاف.

واستمعت النيابة إلى أقوال سمير عدلي، المدير الإداري لمنتخب مصر حينها، وأحمد جلال، مسؤول العلاقات العامة بـ«الكاف»، اللذين أكدا في التحقيقات أن النسخ الـ3 الأصلية لكأس الأمم الأفريقية التي فازت بها مصر، موجودة ولم تسرق.

ورفض الرئيس الأسبق للاتحاد المصري لكرة القدم جمال علام، اتهام مجلسه بالتفريط في كؤوس المنتخبات بحريق 2013 الذي نشب عقب اقتحام رابطة الأولتراس مقر الجبلاية.

وقال علام، في تصريحات سابقة إنه بالفعل تم سرقة 5 كؤوس في الاقتحام ظنا من سارقيها أنها مطلية بالذهب، لكن تم استرجاعها بعض ذلك من المتهمين بعد التأكد من عدم وجود أي عنصر للذهب أو ذو قيمة في هذه الكؤوس سوى قيمتها التاريخية.

وأكد علام أن مجلسه نجح فى استرجاع كل الكؤوس التى تم سرقتها بعد اقتحام الالتراس لمقر اتحاد الكرة عام 2013، مؤكدًا أن مقر اتحاد الكرة لم يوجد به أى ميداليات حتى يتم سرقتها وإذا وجدت اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة أنها هناك سرقة لبعض المقتنيات فلابد من فتح تحقيق لمحاسبة المسؤول.

وفي 13 مارس 2013، قال أمين عام رابطة مشجعي منتخب مصر، يوسف عثمان، في تصريحات لشوبير نفسه، عبر قناة مودرن سبورت، إنه أعاد 10 كؤوس لاتحاد الكرة المصري بعد مقابلة أحد كابوهات ألتراس أهلاوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *