العفو الدولية: هجوم روسيا على ميناء أوديسا يدفع العالم نحو أزمة «كارثية»

أكدت منظمة العفو الدولية، أن الهجوم الأخير للقوات المسلحة الروسية على البنية التحتية لميناء أوديسا ومنشآت الحبوب سوف يدفع العالم نحو أزمة “كارثية”، لافتة إلى أن  المجاعة قد تكون مصير البلدان التي تعاني أصلًا من الجفاف وأزمات إنسانية، نتيجة تعطيل روسيا لصادرات الحبوب الأوكرانية وتدميرها.

وقالت آنا رايت، الباحثة المعنية بمنطقة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية، في بيان صحفي الثلاثاء، تعقيبًا على الهجوم الأخير للقوات المسلحة الروسية على البنية التحتية لميناء أوديسا ومنشآت الحبوب، وما تلاه من تهديد جليّ بمهاجمة السفن البحرية التي تحاول نقل الحبوب الأوكرانية: “إن الهجوم الروسي على مستودعات إهراءات الحبوب في ميناء أوديسا، بعد الانسحاب من صفقة حبوب البحر الأسود، بمثابة خطوة قد تصعّد الأزمة العالمية الناجمة عن الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا إلى مستويات جديدة كارثية”.

وأضافت: “نظرًا لأن أوكرانيا تُعتبر مورّدًا رئيسيًا للحبوب على مستوى العالم، وتوفر غالبية واردات الحبوب لشرق وجنوب إفريقيا، قد تكون المجاعة مصير البلدان التي تعاني أصلًا من الجفاف وأزمات إنسانية، نتيجة تعطيل روسيا لصادرات الحبوب الأوكرانية وتدميرها الخطير، في غارة جوية واحدة، لما لا يقل عن 60000 طن من الحبوب وللبنية التحتية المهمة للتصدير”.

وتابعت: “علاوة على ذلك، فإن تهديد روسيا بمعاملة جميع السفن التي تسافر إلى الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود باعتبارها ناقلات للمعدات العسكرية يكشف عن استعدادها لحرمان مَن هم في أمس الحاجة إلى إمدادات غذائية أساسية من أجل أهدافها العسكرية، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن القوات الروسية مستعدة لارتكاب جرائم حرب جديدة. من خلال تصعيد حربها العدوانية بهذه الوسيلة، تحتجز روسيا بعضًا من أدنى دول العالم دخلاً رهينة لأجندتها العسكرية والسياسية”.

وشددت على أنه يجب على روسيا أن تضع حدًا، بشكل عاجل، لحربها العدوانية على أوكرانيا، كما يجب محاسبة جميع المشتبه في مسؤوليتهم عن جرائم ارتُكبت بموجب القانون الدولي، في محاكمات عادلة. وينبغي على المجتمع الدولي أن يتخذ تدابير لضمان توفير طرق تجارة آمنة للحبوب الأوكرانية، بحيث يمكن تسليمها إلى المناطق التي تعتمد عليها لتحقيق الأمن الغذائي”.

يذكر أن انفجارات هزت مدينة أوديسا الساحلية غربي أوكرانيا صباح السبت الماضي، بعد يوم واحد فقط من توصل كييف وموسكو إلى اتفاق تاريخي من شأنه السماح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وضربت عدة انفجارات ميناء المدينة، الواقعة على البحر الأسود، في وقت مبكر من صباح السبت 23 يوليو الجاري. وفي بيان نشر على منصة تيليجرام، قال الجيش الأوكراني إن روسيا هاجمت ميناء أوديسا التجاري بصواريخ كروز، مضيفا أن اثنين من الصواريخ ضربا البنية التحتية للميناء التشغيلي، فيما تمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط صاروخين آخرين.

وبموجب شروط اتفاق الجمعة، وافقت روسيا على عدم استهداف الموانئ أثناء مرور شحنات الحبوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *