السيسي في مؤتمر مع المستشار الألماني: شهادتي عن حقوق الإنسان في مصر “مجروحة”.. تعالوا شوفوا الحريات

السيسي: مصر مستعدة لتقديم ما لديها من تسهيلات لإيصال الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا.. واتفقت مع شولتز على أهمية كسر الجمود في مسار مفاوضات سد النهضة  

دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، المهتمين بأوضاع حقوق الإنسان في مصر إلى زيارة البلاد للاطلاع على الوضع بصورة شخصية، موضحا أن الدولة لا تهتم بملف حقوق الإنسان لأنها تُسال عنه من الخارج، وإنما بسبب احترامها شعبها وحبها له، وليس فقط بالكلام. 

وأضاف السيسي، ردا على سؤال صحفي ألماني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في مقر المستشارية الألمانية في برلين، اليوم الاثنين: “موضوع حقوق الإنسان في مصر مهم جدا، ودائما يتم طرح مثل هذا السؤال فى مثل هذه المؤتمرات، والحقيقة هذه المرة أريد أن أرد عليه بشكل مختلف”. 

وتابع: “اسمح لي أن أدعوك وأدعو معك كل من يهتم بهذا الأمر، ييجي يزورنا في مصر، وإحنا هنتيح له فرصة أن يلتقى بالجميع ويتحدث معهم، وأتصور أن ما يراه سينقله هنا للرأي العام في ألمانيا، لأن شهادتي في هذا الأمر هتبقى مجروحة، تعالى شوف الحقوق الدينية وحرية المرأة في مصر عاملة إزاي، شوف حياة الإنسان وحياة كريمة في مصر عاملة إزاى”. 

واستطرد: “أتكلم عن حرية التعبير وأحضر جلسات الحوار الوطني وشوف هي أخبارها إيه، واللي تشوفه بطلب منك تنقله بشكل حقيقي للرأي العام في ألمانيا، هل هناك حرص شديد على الحريات في مصر أم لا؟، يمكن تكون الصورة مش واضحة لكم هنا”. 

على جانب آخر، أكد السيسي استعداد مصر لتقديم ما لديها من تسهيلات، لإيصال الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا، في إطار مواجهة أزمة الطاقة التي يمر بها العالم، وخاصة أوروبا، على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية. 

وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن السيسي أشاد بما وصفها بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات، مؤكداً تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك. 

كما أشار السيسي إلى التطلع لمزيد من انخراط ألمانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلاً عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خاصة في ضوء الفرص المتاحة بالمشروعات القومية الكبرى. 

وبحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة، أكد شولتز حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التي تقوم بها مصر سعياً لتحقيق التنمية الشاملة، لاسيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية، وتم التوافق بين الجانبين في هذا الصدد على أهمية العمل على تكرار النموذج الناجح للشراكة بين مصر وكبرى الشركات الألمانية، على غرار شركة “سيمنز”. 

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة التعاون المشترك في مجال الغاز الطبيعي المسال والطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وتطوير منظومة التعليم الأساسي في مصر. 

كما تطرقت المباحثات كذلك إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة في ليبيا، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية، وبما يساهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية. 

كما ناقش الجانبان آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث اتفقا على أهمية كسر الجمود الحالي في مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد.  

كما تم استعراض سبل التعاون والتنسيق المشترك في إطار استضافة مصر لقمة المناخ العالمية في شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري، وأوضح السيسي أن مصر تعتزم التركيز خلال هذه القمة على عدد من الملفات الهامة، خاصةً ما يتعلق بموضوعات التكيف في إفريقيا، ومسألة التمويل لدعم جهود القارة الأفريقية في مواجهة الظاهرة الخطيرة لتغير المناخ. 

كما التقى الرئيس السيسي، صباح اليوم في برلين، مع فرانك شتاينماير، رئيس ألمانيا الاتحادية، وتطرق اللقاء لتعميق العلاقات المشتركة وتعزيزها، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات الألمانية في مصر. 

وتناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تطورات الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن الأزمتين الليبية واليمنية، وكذلك القضية الفلسطينية التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لأحكام المرجعيات الدولية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *