الجارديان: جماعات الضغط الأمريكية المؤيدة لإسرائيل تضخ ملايين الدولارات لتغيير الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين بسبب مرشحة داعمة لفلسطين

كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، عن ضخ جماعات الضغط الأمريكية المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي ملايين الدولارات في انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي على مقعد في الكونجرس في ماريلاند، اليوم الثلاثاء، في أحدث محاولة لعرقلة مرشحة عبرت عن دعمها لفلسطين. 

وبحسب الصحيفة، أدى الارتفاع الكبير في الإنفاق السياسي من المنظمات التي يمولها المتشددون المؤيدون للاحتلال الإسرائيلي، بقيادة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (Aipac)، إلى إعادة تشكيل الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين خلال الأشهر الأخيرة، على الرغم من أن الجدل حول القضية نادرًا ما يعتبر محورا رئيسيا في الانتخابات.  

ويتهم منتقدون منظمة “إيباك” وحلفاءها بتشويه الديمقراطية، لأن الكثير من الأموال المستخدمة للتأثير على السباقات الأولية تأتي من المليارديرات الجمهوريين. 

وأنفقت “أيباك” 6 ملايين دولار، اليوم الثلاثاء، في ولاية ماريلاند، أكثر من أي منظمة أخرى، لمعارضة دونا إدواردز، التي خدمت 8 سنوات كأول امرأة سوداء منتخبة للكونجرس من ماريلاند قبل أن تخسر طلبًا لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2016، وتم اعتمادها من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، من بين قادة الحزب الديمقراطي الآخرين.  

وأثارت إدواردز غضب بعض الجماعات الموالية للاحتلال الإسرائيلي لعدم دعمها القرارات الداعمة لإسرائيل بشأن العدوان على غزة في 2011 مواقف أخرى، كما أيدت الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران عندما عارضته بشدة الحكومة الإسرائيلية. 

https://www.theguardian.com/us-news/2022/jul/18/democratic-primaries-aipac-israel-hardline?CMP=share_btn_fb&fbclid=IwAR2yJISdw14TkipctPGPzCjvVyczieavX1EALZTcZZ5yCAqojPZ6TrQdzz0

بسبب ذلك، أطلقت “أيباك” لجنة العمل السياسي الفائقة، أو “سوبر باك”، مشروع الديمقراطية المتحدة (UDP) في ديسمبر كآلية قانونية لإنفاق مبالغ غير محدودة للتأثير بشكل مباشر على الانتخابات ومواجهة الانتقادات المتزايدة داخل الحزب الديمقراطي لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. 

وأطلقت جماعة الضغط الاتحاد الديمقراطي الحر بمبلغ 8.5 ملايين دولار وتبرعات من مانحين أثرياء تربطهم علاقات وثيقة بتل أبيب، ومن بين هؤلاء اثنين من رجال الأعمال الملياردير الجمهوريين وممولي حملة ترامب، وهما: بول سينجر وبيرني ماركوس، بالإضافة إلى الملياردير الإسرائيلي والمانح الديمقراطي الأمريكي حاييم سابان. 

يأتي ذلك فضلا عن الإعلانات التلفزيونية الممولة والموجهة ضد إدواردز التي تهاجمها بدعوى أنها سياسية غير فعالة خلال فترة عملها في الكونجرس.  

وخلال الشهرين الماضيين، خسرت إدواردز تقدمًا كبيرًا في استطلاعات الرأي على منافسها جلين آيفي، الذي يتقدم الآن بفارق ضئيل، لكن المجموعة الليبرالية J Street، التي تدعو حكومة الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا مع الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الاحتلال، دعمت إدواردز من بحملة إعلانية تبلغ قيمتها حوالي 700 ألف دولار.  

واتهم المتحدث باسم J Street، لوجان بايروف، “إيباك” بأنها منظمة جبهة جمهورية جزئياً بسبب تأييدها لأعضاء الكونجرس الذين صوتوا لإلغاء فوز جو بايدن الانتخابي بعد اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021. 

وأضاف: “من المقلق أن مجموعة أيدت أكثر الجمهوريين المتطرفين اليمينيين، بتمويل جزئي من الملياردير الجمهوريين، يمكن أن تذهب إلى انتخابات تمهيدية ديمقراطية وتنفق بهدف وحيد هو سحق مرشح التيار السائد الذي وصفوه بأنه معاد لإسرائيل دون دليل أو تبرير حقيقي على الإطلاق لمثل هذا الادعاء”. 

وتابع: “هذا كله يتعلق بمحاولة إعادة الحزب إلى الاتجاه الصحيح أكثر فيما يتعلق بإسرائيل والسياسة الخارجية، إنه أمر مزعج ومعاد للديمقراطية عندما يمكن لمجموعة ما التأثير على هذه العملية بهذه الطريقة، لأن معظم الناخبين لن يعرفوا من أين تأتي هذه الأموال، أعتقد أن هذا أمر خطير”. 

واستكمل: “إنهم يحاولون ترهيب المرشحين ليشعروا أنهم لا يستطيعون تقديم نقد حسن النية للسياسة الإسرائيلية، وأنهم لا يستطيعون دعم حقوق الفلسطينيين جهارًا، إنهم يدركون أن الفضاء السياسي بشأن هذه القضايا في الحزب الديمقراطي قد انفتح ويريدون محاولة إيقاف هذا الاتجاه وعكسه، ودفعنا إلى مكان لا يوجد فيه سوى القليل جدًا من الجدل العام أو النقاش حول الدور الأمريكي الصحيح في المنطقة”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *