الأتراك يدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسية وبرلمانية «حاسمة».. استطلاعات الرأي تشير إلى تفوق منافس أردوغان 

وكالات

يصوت الناخبون في تركيا، الأحد في اقتراع رئاسي حاسم قد يُنهي حكم الرئيس المنتخية ولايته رجب طيب أردوغان بعد عشرين عاما في السلطة. 

وفتحت مراكز التصويت أبوابها في الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش)، وتغلق في الخامسة مساء (1400 بتوقيت جرينتش). واصطف الناخبون في طوابير طويلة تشكلت قبل فتح أبواب مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحا في اسطنبول وأنقرة.

وبموجب قانون الانتخابات التركي، يحظر إعلان أي نتائج حتى التاسعة مساء، لكن بحلول ساعة متأخرة الأحد قد يكون هناك مؤشر جيد على ما إذا كان سيتم إجراء جولة إعادة في انتخابات الرئاسة.

وسيصوت الأتراك في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في جميع أنحاء البلاد لانتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان.

وسيدلي في الانتخابات 60 مليونا و697 ألفا 843 ناخبا بأصواتهم، منهم 4 ملايين 904 آلاف ناخب سيصوتون لأول مرة.

ولن يقرر التصويت فحسب من يقود تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا طريقة الحكم، وإلى أين يتجه اقتصاد البلاد وسط أزمة غلاء معيشة عميقة، وشكل سياستها الخارجية التي اتخذت منعطفات غير متوقعة.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن المنافس الرئيسي لأردوغان، كمال أوغلو، الذي يرأس تحالفا من ستة أحزاب معارضة، يتقدم على نحو طفيف. وفي حال فشل أي منهما في الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فستجرى جولة إعادة في 28 مايو.

وسيلعب الناخبون الأكراد، الذين يمثلون 15-20 بالمئة من الناخبين، دورا محوريا، ومن غير المرجح أن يحصل تحالف الأمة على أغلبية برلمانية بمفرده. وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ليس جزءا من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يعارض بشدة أردوغان بعد حملة قمع ضد أعضائه في السنوات الأخيرة.

وأعلن الحزب دعمه لكليتشدار أوغلو، وهو يخوض الانتخابات البرلمانية تحت شعار حزب اليسار الأخضر الصغير بسبب دعوى قضائية رفعها ممثل ادعاء كبير يسعى إلى حظر حزب الشعوب الديمقراطي بسبب صلته بالمسلحين الأكراد، وهو ما ينفيه الحزب.

سيختار الناخبون أيضا برلمانا جديدا، ومن المحتمل أن يكون هناك سباق متقارب بين تحالف الشعب الذي يتألف من حزب العدالة والتنمية المحافظ ذي الأصول الإسلامية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية اليميني وآخرين، وتحالف الأمة بزعامة قليجدار أوغلو المكون من ستة أحزاب معارضة، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.

أردوغان (69 عاما) خطيب قوي يحظى بولاء قوي من الأتراك المتدينين الذين شعروا في وقت ما أنهم محرومون من حقوقهم في تركيا العلمانية. ونجت حياته السياسية من محاولة انقلاب في عام 2016 والعديد من فضائح الفساد. مع ذلك، إذا أطاح الأتراك به، فسيكون ذلك إلى حد كبير لأنهم رأوا ازدهارهم ومساواتهم وقدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية تتدهور مع معدل تضخم تجاوز 85 بالمئة في أكتوبر 2022، إلى جانب انهيار الليرة.

سيطر أردوغان بشدة على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمنتقدين. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان تسببت في تراجع سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان لعقود.

أما كليتشدار أوغلو (74 عاما) فهو موظف حكومي سابق يسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني، من النظام الرئاسي التنفيذي لأردوغان الذي تم تمريره في استفتاء عام 2017. كما وعد باستعادة استقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن أردوغان استخدمه في قمع المعارضة.

وإذا فاز كليتشدار أوغلو فسيواجه تحديات في الحفاظ على تحالف معارض موحد يضم قوميين وإسلاميين وعلمانيين وليبراليين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *