استغاثات وبكاء ودموع.. أمهات وأطفال وزوجات صيادي مطوبس بكفر الشيخ: إحنا بنموت وولادنا في السجن

إحدى زوجات الصيادين: من فضلك يا سيادة الريس احنا ملناش حد غيره.. إحنا والله العظيم ما لنا حد يصرف علينا.. والله العظيم محتاجين له


أم أحد المحبوسين: أكتر من 30 صياد كانوا في شغلهم طالعين ورا أكل عيشهم.. الناس دي عيالهم مش لاقيين قوت يومهم دلوقتي

كتب – أحمد سلامة

استغاثات وآلام وأوجاع بثتها صدور الأطفال والأمهات والزوجات، فذويهم القائمين على رعايتهم غيبتهم السجون دون سببٍ مُعلن ودون محاكمة كذلك.. عن أوجاع بيوت صيادي مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ التي اتشحت بالحزن نتحدث، تلك البيوت التي غيم عليها سواد الفراق بلا أمل في العودة والابتعاد بلا حلم في القرب.

أطلقت أسر الصيادين بـ مطوبس صرخات متتالية علها تجد في صداها من يسمع، أو تجد في قلوب من يتلقفها شفقة، أو أن يرأف بحالهم مسئول ما في جهة ما فيخربهم بما يجب أن يفعلوه وما يتحتم عليهم أن يقدموه قربانًا يفتدون به أولادهم.

“ملناش غيره”.. لم تبدأ استغاثة أي أسرة من أسر صيادي مطوبس سوى بهذه الكلمة، فمن قبعوا خلف جدران الزنازنين هم العائلين لأمهات أصبحن كالثكلى وأزواجٍ باتت كالأرامل وأطفال يعيشون كالأيتام.

باتهامات قيل إنها تتعلق بـ”الانضمام لجماعة إرهابية” يقبع 31 صيادًا من محافظة كفر الشيخ في الحبس منذ عام 2020، دون أن تتم محاكمتهم، كل جريمتهم -حسب ذويهم- أنهم سعوا في طلب الرزق، فعملوا على إحدى المراكب التي تحمل ترخيصًا في ليبيا، وأثناء عودتهم تم إلقاء القبض عليهم.

تقول إحدى الزوجات في استغاثتها التي وجهتها عبر “درب” موجهة حديثها إلى رئيس الجمهورية “من فضلك يا سيادة الريس احنا ملناش حد غيره، وأنا يا سيادة الريس باستغيث بيك، إحنا والله العظيم ما لنا حد يصرف علينا، والله العظيم محتاجين له، وأنا لا بروح له زيارة ولا بشوفه، دور علينا يا سيادة الريس وانجدنا من اللي احنا فيه”.

تنهار الطفلة باكية حين تتذكر والدها، تنساب الدموع من عينيها خانقة، يجف حلقها بالمرارة التي تجرعتها على صغر سنها، تشعر باليُتم وهي تعلم علم اليقين أن أبوها على قيد الحياة.

تتحدث إحدى الأمهات عن ابنها الغائب “أكتر من 30 صياد كانوا في شغلهم، طالعين ورا أكل عيشهم، الناس دي عيالهم مش لاقيين قوت يومهم.. ولادنا كانوا راجعين من ليبيا عن طريق البر أخدوهم من السلوم على سجن طرة، ومعرفناش مكانهم غير بعد 3 شهور، العيال اتشردوا وولادهم اتشردوا من الجوع ومن غياب الأب.. والله العظيم اللي بقوله أقل من الحقيقة”.

يتحدث أحد الأطفال عن مأساته وأسرته فيقول “عايز أبويا، نفسي أحضنه، بقالي 3 سنين مشفتهوش”، ويضيف طفل آخر “أنا عايز بابا يا ريس”.

المطلب العفوي من الأطفال صاحبته ضحكات لطفلة أصغر سنًا، لم تُدرك إلى الآن حجم المعاناة وأثرها، لكنها تُدرك بطبيعة الحال أن هناك “أب” كان يجب أن يتواجد وسط الأسرة الآن وأن يقوم على رعايته والإنفاق عليها.

“أنا طلعت ولاد ابني من المدرسة علشان المصاريف”، هكذا تحدثت أم أحد الصيادين وروت ما تعايشه الأسرة يوميًا من أوجاع ثقيلة تبدو وكأنها لا نهائية، تضيف “مفيش حد بيصرف عليهم، ومش لاقيين ياكلوا، طلعوهم ينوبكم ثواب”.

أهالي المحبوسين وجهوا نداءً إلى رئيس الجمهورية طالبوا فيه بالإفراج عن ذويهم المحبوسين منذ أكثر من عامين، إحدى الرسائل التي حصلت عليها “درب” جاء فيه “تحية طيبة واحتراما، حيث أن زوجي متهم في القضية رقم ٦٦٢/ ٢٠٢٠ حصر تحقيق أمن دولة عليا منذ يوم (  24/6/2020)و حيث أن تلك القضية لم يتم التصرف فيها حتى تاريخ اليوم منذ ذلك التاريخ ولم يتم إخلاء سبيل أي من المتهمين، وبالسؤال من جانب الأساتذة المحامين طوال تلك الفترة حصلنا على وعد من السادة رؤساء النيابة بسرعة التصرف فيها ولكن للأسف لم يتم صدور أي قرار فيها حتى تاريخه، و حيث أن زوجى و باقى المتهمين كلهم كانوا خارج البلاد أثناء فترة التحريات كونهم صيادين من محافظة كفرالشيخ و يعملون فى الصيد البحري و هذه هى مهنتهم و آباءهم وأجدادهم، و كلهم تقريبًا من بلدة واحدة و للأسف امتلأت بيوت القرية بالحزن على ذويهم وأصبحت الزوجات شبه أرامل و الأطفال كالأيتام والأمهات ثكالى والآباء محزنون فكل متهم مسؤول عن أسرته وأبيه وأمه و منهم من يرعى أبناء اخوتهم الأيتام و مع طول فترة الحبس الاحتياطي لهم أوشكت البيوت على الخراب لا قدر الله و كفى ما عانوه و قاسوه من وجع البعاد عن الأهل، بالإضافة إلى أن من بين المتهمين من يعانون من أمراضا مزمنة”.

وتضيف الرسالة “لذلك نلتمس من معاليكم إصدار قراركم الكريم باخلاء سبيل المتهمين في القضية المذكورة بأي ضمان ترونه معاليكم بعد الرجوع لأوراق القضية حرصا على مصالح الأسر التي انهكها وأتعبها طول فترة حبس أبناءهم دون محاكمة”.

“درب” تواصلت مع والدة أحد المتهمين، حيث قالت “ولادنا محبوسين وبيتجدد لهم 45 يوم في كل مرة، إحنا تعبنا بصراحة، لو في أي حل فإحنا مستعدين له، الناس محبوسين من شهر 6 / 2020، كدا كفاية”.

وتضيف “ولادنا شغالين صيادين ومش بيشتغلوا في أي حاجة تانية، ولا لهم علاقة بالسياسة، ومنهم اللي لا بيعرف يقرأ أو يكتب أساسا، اتقبض عليهم لأنهم كانوا بيمشوا في البحر، شغالين على مركب له ترخيص ليبي، واشتغلوا في الصيد هناك وبعد رجعوهم اتقبض عليهم، المشكلة إنهم متقابضش عليهم دفعة واحدة، لأنهم مرجعوش مع بعض، في منهم اللي اتقبض عليه وهو راجع طيران وفي اللي اتقبض عليه وهو راجع بري واللي اتقبض عليه وهو راجع بالمركب.. وكمان في اللي اتاخد من بيته”.

وتستكمل “القضية فيها ناس اتقبض عليهم وهم راجعين من فرنسا وناس راجعين من إيطاليا، لحد دلوقتي سنتين و 6 شهور القضية مش بتتحرك ولا حد من المحبوسين بيخرج”.

وتنشر “درب” أسماء المحبوسين.. وهم:

سامح عباس إسماعيل دياب

محمد أحمد محمد أحمد حمادة البهلوان

محمود عبدالفتاح محمود ابو هيكل

خميس محمد على ابو عصر

ياسر عبدالخالق ابو زيد عبدالخالق

نصر مصطفى سليم عرفه

حمدي أحمد حسن البهلوان

محي الدين محمد أحمد القاضي

محمد شعلان عنتر القاضى

محمد السيد عبدالسلام بهنسي

فكرى ابراهيم محمد ابراهيم

محمود  عويضه عويضه غنيم

أحمد صبري أبو زليمه غنيم

محمد بديع أحمد الأزلي

حمدي محمد أحمد أبو شاهين

علاء فتح الله عبدالسلام أبوهيكل

ثابت جمال سعد الفقي

بيومي خميس مصطفى غنيم

خليل سعيد عبدالسلام أبو هيكل

سامح سميح خليل فرفره

محمد يسين محمد السيد درويش

عبده صبحى محمد داود

رائد صبحى محمد داود

تامر عبدالمعطي فتح الله عرفه

عسران محمد مصطفى عرفه

جمعه محمد عوض الصعيدى

عبدالرحمن راشد حسن عرفه

محمد عبدالقادر عبدالقادر فرفره

سعيد سلامه مصطفى الشهبه

سامح عباس اسماعيل دياب

أحمد صبري أبو زليمه غنيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *