“أينما وجد حل الخراب”.. “الوفاق” الليبية تنفي المسئولية عن إدخال الصهيوني برنار ليفي.. والأهالي يتظاهرون ضده.. والجيش يطرده من ترهونة

محمود هاشم

أثار الكاتب الصهيوني الفرنسي المثير للجدل برنار هنري ليفي الذي ساهم بشكل كبير في القرار الفرنسي بالتدخل في ليبيا ضد معمر القذافي في 2011، جدلا بعد زيارة قام بها السبت إلى غرب ليبيا.

وبحسب مصادر محلية، وصل ليفي على متن طائرة خاصة السبت إلى مطار مصراتة التي تبعد نحو 200 كيلومتر غرب طرابلس.

https://twitter.com/BHL?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1287141196045914112%7Ctwgr%5E&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.euronews.com%2F2020%2F07%2F26%2Fwhat-bernard-henri-levy-doing-in-western-libya

ويتضمن برنامج الزيارة الذي نشرته وسائل إعلام ليبية – ولم يتسن التحقق من صحته – لقاءات لليفي مع العديد من المسؤولين والنواب المحليين في مصراتة قبل زيارة مدينة ترهونة (غرب) للتحقيق في مقابر جماعية عثر عليها في المدينة بعد مغادرة قوات المشير خليفة حفتر، كما يتضمن البرنامج لقاء مع فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني.

وأشار ليفي، في تصريح مقتضب لقناة الأحرار التلفزيونية الليبية الموالية لحكومة الوفاق الوطني، إلى أنه جاء إلى ليبيا بصفته “صحافيا” من أجل إعداد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

وأبدى رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، في بيان، عن “استغرابه للسماح” بدخول ليفي إلى مصراتة، وطلب تحقيقا في الزيارة والجهة الداعية لها.

كما نفى المجلس البلدي مصراتة، علاقته بزيارة “ليفي” إلى مصراتة، وأنه لا وجود لأي تنسيق مع المجلس البلدي بالخصوص، كما “حمل المسؤولية كاملة لأي جهة أو شخصية كانت لها علاقة بزيارة هذه الشخصية الجدلية للبلدية، ونعتبره تعدياً صارخاً، وتدخلاً في صلاحيات الإدارة المحلية”.

وقال آمر المنطقة العسكرية طرابلس (التابعة للجيش) اللواء عبدالباسط مروان، في تصريح صحفي: “لا علم لنا بزيارة برنار ليفي والاجتماع معه مرفوض ولا نعلم الجهة التي تواصلت معه ولن يدخل ترهونة (شرق طرابلس)”، بحسب القناة ذاتها.

كما نفى مستشار وزير الداخلية عماد شنب، علاقته بدعوة “ليفي” إلى زيارة مصراتة أو التنسيق معه، وفق ما نقله إعلام محلي.

ونظم أهالي ترهونة وقفة بالمدينة ضد الزيارة، وقالوا في بيان مشترك عقب الوقفة: “نرفض زيارة برنارد ليفي ونحمل المسؤولية الكاملة للجهة التي نسقت الزيارة”.

وأضاف البيان الذي بثته “ليبيا الأحرار”: “نعتبر هذا الشخص محرض على الفتنة بين أبناء البلد الواحد، ولهذا ندين ونستنكر بشدة محاولته زيارة ترهونة”.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصدر بالجيش الليبي قوله إن القوة المشتركة التابعة للمنطقة الغربية (تابعة للجيش)، توجهت إلى مداخل مدينة ترهونة (شرق طرابلس) لمنع ليفي من زيارة المدينة بعد توارد أنباء عن عزمه زيارتها، موضحا أن منع دخول ليفي ترهونة، جاء لعدم حصوله على موافقة من السلطات العليا.

لكن ليفي نشر في تغريدة على تويتر صورة له وهو محاط بعشرات الرجال الملسحين والمقنعين الذين كانوا يرتدون الزي العسكري، مؤكدا أنه في ترهونة.

وأكد مكتب فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني أن “لا علاقة” له بزيارة ليفي، وأعلن في بيان أنه أمر “بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة كافة الحقائق والتفاصيل المحيطة بها، ووعد مكتب السراج بـ”اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من يدان بالتورط مشاركًا أو متواطئاً” في تنظيم هذه الزيارة.

وقال الخبير المصري المتخصص في الأمن القومي أحمد رفعت، تعقيبا على زيارة برنارد ليفي لمدن ليبية، في تصريح لقناة “روسيا اليوم” إن الأخير “مهندس الخراب من البوسنة إلى كردستان إلى سوريا وليبيا”.

وأضاف الباحث أن ليفي لم يلعب في ليبيا إلا “دورا مشبوها في خرابها إلى حد دمارها الشامل وقتل رئيسها وسلب أموالها وبنكها المركزي فحسب بل بلغ من كشف الوجه إلى حد تأليف كتاب (الحرب بغير أن نحبها) عن ذلك يعترف فيه بدوره في جلب الجيش الفرنسي إلى ليبيا والذي انتهى إلى قتل مئات الألوف وتشريد أضعافهم خارج البلاد وداخلها وأصبحت مهددة بخطر التقسيم!”.

وتابع قائلا: “الآن ليفي الذي لا يخفي صهيونيته في ليبيا، لا يصل إلى هناك إلا كمقدمة لمؤامرة جديدة، واختياره مصراتة مع مدن أخرى كلها خاصته لحكومة السراج دون إعلان عن وساطة أو زيارة لبني غازي يوحي كما لو كانت زيارة لـ”الجبهة” يطمئن بها على قواته وكأنه أحد قيادات طرابلس يؤكد أبعاد المؤامرة، وأن أجواء 2011 عادت من جديد مع ما يجري من دعم كامل لمعسكر تركيا وقطر والإخوان لدعم جو بايدن في الانتخابات الأمريكية كلها إشارات لعودة المباراة من جديد بين قوي تقسيم ونهب الوطن العربي وبين القوى الشريفة التي لن تقبل بذلك ولن تقبل بغير هزيمته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *