أسرة طه حسين تتراجع عن نقل رفاته إلى فرنسا تحسبا لإزالة مقبرته: لن ننفيه إلى خارج مصر طالما أراد أن يدفن فيها

حفيدته مها عون: تشاورنا داخل الأسرة وانتهينا إلى أنه كرس حياته لتطوير مصر ومناصرة الفقراء والعدالة.. فكيف ننفيه عن بلده؟ 

البداية كانت بوضع علامة x على المقبرة وحاولنا الحصول على إجابات ولكن دون رد.. والآن تم كتابة كلمة “إزالة” 

كتب- درب 

قالت مها عون، حفيدة عميد الأدب العربي طه حسين، إن الأسرة تراجعت عن فكرة نقل رفات جدها إلى خارج مصر، وذلك بعد مناقشات بين أفراد الأسرة حول هذا القرار. 

وقالت عون، اليوم الجمعة، إنها أخطرت خالها وأسرتها برغبتها في نقل رفاته إلى خارج مصر، ولكن خالها وخالتها رفضا الفكرة. ونقلت عون عنهما قولهما “إن أحد دفن هنا لن يرضى أن يدفن خارج مصر”، وأنا أعلم أن هذا صحيح.  

وأضافت: “قال خالي إن العميد كرس حياته لتطوير مصر ولمناصرة حقوق الفقراء والعدالة، والدفاع عن المساواة، حتى زوجته الفرنسية أعادت جواز سفرها للسفارة الفرنسية عندما هاجمت بلادها مصر أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، فكيف ننفيه عن بلده؟”. 

وأضافت مها عون: “تعرض طه حسين للهجوم من قبل المتطرفين الإسلاميين والحكومات المصرية التي حكمت في حياته.  لذا فالهجوم عليه بعد وفاته ليس أمرا جديدا بالنسبة له، والاهتمام الذي لقيته العائلة في الأشهر الماضية من قبل الكثير من المصريين الذين أعجبوا وفهموا قيمة فكر طه حسين كان كبيرا، فإن طه حسين مصري ومصر هي المكان الذي ينتمي إليه بغض النظر عن الحكومات والسلطات، وبعد العديد من الاجتماعات، وأمام حالة الحب إزاء العميد قررت الأسرة أنها لن تنقل رفات عميد الأدب العربي هذا ما استقر عليه رأى الأغلبية في العائلة بعد مناقشات طويلة”. 

وقالت حفيدة طه حسين “لا نعلم حتى إذا كان قرار الإزالة قد اتخذ ولكن بدلاً من إبلاغنا ذلك تم تدنيس القبر أولاً بعلامة x باللون الأحمر، وهي جريمة في بعض البلدان”. 

وبحسب الحفيدة، حاولت الأسرة خلال الأشهر الماضية الحصول على إجابات، قائلة “حتى الحد الأدنى من الاحترام لإبلاغ الناس بأن جذورهم ستُقتلع لم نحصل عليه، بدأ الجيران المتوترين في إزالة رفات أحبائهم لأنهم سمعوا عن جرافات تدمر قبورا أخرى.  الآن أضيف على علامة x كلمة إزالة أيضا باللون الأحمر ثم تم قطع المياه، لن يتم إذن ري نباتات سوزان بعد الآن”. 

وروت الحفيدة مها عون قصة شجرة “الميموزا” التي زرعتها جدتها في قبر الراحل، قائلة “هذه شجرة الميموزا التي زرعتها جدتي سوزان في مقبرة رفيق حياتها طه حسين، اكتشفت هذه المقبرة في السابعة والعشرين من عمري فقط عندما توفيت والدتي ودُفنت هناك،  ومنذ ذلك الوقت أحببت دائما زيارة هذا المكان، بالنسبة لي، يمثل جذوري حيث دفنت عظام أجدادي، وأيضا هو المكان الذي سأدفن فيه بعد كل رحلاتي وأسفاري، لهذا السبب صدمني بشده قرار هدم مقبرة عائلة طه حسين، أن يتم اقتلاعنا من جذورنا حتى يتسنى لكوبري أن يستقر مكان أجسادهم المدفونة”. 

وكان أعضاء بمجلس النواب قد تقدموا بأسئلة حول حقيقة هدم مقبرة عميد الأدب العربي من أجل إكمال بناء أحد المحاور أعلى منطقة المقابر، في الوقت الذي أعلنت فيه سابقا أسرة طه حسين نيتها نقل رفاته خارج مصر قبل أن تتراجع عن هذا القرار. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *