أحزاب عراقية تعلن اعتزامها الطعن على نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة.. وتندد بـ”التلاعب” و”الاحتيال”

وكالات

أعلنت أحزاب عراقية عن اعتزامها الطعن على نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة منددةً بحصول “تلاعب” و”احتيال”، حسب وصفها.

وسجل تحالف الفتح الذي يمثّل الحشد الشعبي، تراجعاً كبيراً في البرلمان الجديد، وفق النتائج الأولية.

وقال الإطار التنسيقي لقوى تضم تحالف الفتح وائتلاف رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، في بيان “نعلن طعننا بما أعلن من نتائج وعدم قبولنا بها وسنتخذ جميع الإجراءات المتاحة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين”.

وأعلن أبو علي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله، إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذاً في بيان أن “ما حصل في الانتخابات يمثل أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث”.

في المقابل، احتفل أنصار التيار الصدري بظهور تقدّمه في النتائج الأولية، وجابت مسيرات شوارع العاصمة بغداد رافعة الأعلام العراقية وصوراً لمقتدى الصدر.

ويوم أمس، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية في العراق بتقدم التيار الصدري في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت الأحد.

وأظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات، التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، فوز الكتلة الصدرية بأكبر عدد من المقاعد، إذ حصلت على 73 مقعدا، تليها كتلة تقدم التي يرأسها رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي (38 مقعدا)، بحسب الوكالة.

ووفقا للنتائج المعلنة، شهدت الانتخابات تراجعا كبيرا في مكاسب تحالف الفتح الذي يقوده هادي العامري، إذ نجح التحالف في الحصول على 14 مقعداً بعدما كان قد حصد 45 مقعدا في الانتخابات السابقة عام 2018.

وقال موقع بي بي سي عربي إن النتائج تمثل “زلزالاً على مستوى الحياة السياسية في العراق”، نظراً للتغير الهائل في نسب الأصوات التي حصلت عليها بعض التحالفات الكبرى.

فقد حقق تحالف العزم برئاسة رئيس المشروع العربي خميس الخنجر مكاسب جيدة في الانتخابات.

ويعد تحالفا العزم وتقدم أبرز التحالفات التي خاضت من خلالها القوى السنية هذه الانتخابات.

وبعد وقت قصير من إعلان النتائج، وصف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الانتخابات بأنها “يوم النصر على الميليشيات”، قائلاً إن الأوان قد آن لحل الميليشيات وحصر السلاح في يد الدولة.

وأكد الصدر أن تياره لن يسمح للأحزاب أن تسيطر على مقدرات الشعب، مشددا على ضرورة استفادة المواطنين من موارد بلادهم.

وتابع زعيم التيار الصدري “نفط الشعب للشعب وسنحسن الدينار ليكون بمصاف العملات العالمية تدريجيا”، ثم أردف “سنزيح الفساد بدمائنا”.

وقال الصدر إن العمل سيجري في العراق من أجل تفعيل دور العشائر، في إطار دعم استقرار العراق.

وحث زعيم التيار الصدري أنصاره على تفادي المظاهر المسلحة، خلال الاحتفال بالتصدر الذي تحقق في خامس انتخابات يشهدها العراق منذ سقوط نظام صدام حسين.

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنها ستبدأ في تلقي الطعون في النتائج بدءاً من الغد ولمدة ثلاثة أيام، على أن يتم البت فيها خلال سبعة أيام.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد قالت إن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 41 %، بحسب النتائج الأولية، مضيفة أن احتساب هذه النسبة جاء من بين من يملكون البطاقة الانتخابية الذكية والبالغ عددهم 22 مليون شخص وليس من العدد الإجمالي لمن يحق لهم التصويت.

وبحسب المفوضية، بلغ عدد المشاركين في الانتخابات 9 ملايين ناخب علما بأن عدد من يحق لهم التصويت يبلغ نحو 25 مليونا.

وتعد نسبة المشاركة هذه الأدنى في البلاد منذ عام 2005 الذي شهد أول انتخابات تشريعية في العراق بعد الاحتلال الأميركي له عام 2003.

يذكر أن نسبة الإقبال في انتخابات عام 2018 بلغت 44.5 % وفقا للأرقام الرسمية.

وصوت العراقيون لاختيار نواب برلمانهم من بين 3200 مرشح في الانتخابات المبكرة التي تجرى وفق قانون انتخابي جديد ينص على التصويت الأحادي للمجلس المؤلف من 329 مقعداً.

وكانت فيولا فون كرامون، رئيسة فريق المراقبين التابع للاتحاد الأوروبي، قد صرحت في وقت سابق بأن نسبة المشاركة “منخفضة”.

وقالت لصحفيين إن انخفاض المشاركة “مؤشر سياسي واضح، لا يسع المرء إلا أن يأمل أن يُنصَت إليه من قبل السياسيين والنخبة السياسية في العراق”.

وعقب انتهاء الاقتراع، قالت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات إنها أصدرت أوامر “صارمة” إلى السلطات الأمنية في العاصمة بغداد والمحافظات بتشديد إجراءات الحراسة والحماية حول مراكز الاقتراع ومراكز التسجيل ومخازن المفوضية المستقلة للانتخابات.

وذكرت مصادر صحفية وشهود عيان لبي بي سي أن أجهزة التصويت في عدد من المراكز الانتخابية توقفت عن العمل.

وقال رئيس مجلس المفوضين في العليا للانتخابات اليوم إن الصناديق التي حصل بها بعض المشاكل سوف تنقل صباح يوم غد إلى المكتب الوطني في العاصمة بغداد.

وقالت المصادر إن “أجهزة التصويت حساسة للغاية، فهي تتوقف ما أن يتم تحريكها أو حدوث انقطاع أو خلل في التيار الكهربائي. كما تتطلب إدخال رقم سري عند محاولة إعادة تشغيلها، ولا يمكن الحصول على الرقم إلا من مركز العمليات في العاصمة بغداد”.

وأشارت المصادر إلى أن “محاولات الاتصال بمركز العمليات جارية، إلا أن جميع الخطوط مشغولة دون رد. ما دفع بعض الناخبين إلى العودة لمنازلهم بعد طول انتظار”.

ويصارع العراق أزمة اقتصادية وتفش للفساد والانقسام الطائفي. ويستبعد محللون أن تحقق الانتخابات، وهي الخامسة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، تغييرا كبيرا في الساحة السياسية في العراق.

وأُجريت الانتخابات قبل ستة أشهر من تاريخها الأصلي، في تنازل نادر لحركة الاحتجاج التي يقودها الشباب والتي اندلعت في عام 2019 ضد طبقة سياسية يُلقى عليها باللوم على نطاق واسع في انتشار ممارسات الكسب غير المشروع والبطالة وانهيار الخدمات العامة.

وقتل المئات خلال تلك الاحتجاجات، كما قتل عشرات النشطاء المناهضين للحكومة أو اختطفوا أو تعرضوا للترهيب في الأشهر الأخيرة، مع اتهامات للجماعات المسلحة الموالية لإيران بالوقوف وراء أعمال العنف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *