ريهام الحكيم تكتب: هل تتسبب مقاتلات ” إف-35″ في وقف اتمام اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات ؟

يبدو أن مقاتلات “إف-35” الأمريكية أصبحت سبباً في احداث ضجة بعد احتلالها عناوين الاخبار في اطار الصفقة الموقعة بين الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة للوصول إلى تطبيع كامل في العلاقات. الحديث عن صفقة جانبية بين أبو ظبي وواشنطن، قد تتيح حصول الأولى على المقاتلات الأمريكية وسط رفض إسرائيلي معلن.

اقدمت الامارات على هذه الصفقة بعد الإعلان عن سلام شاملاً مع إسرائيل وهى صفقة للحصول على أسلحة متطورة لا تقدمها واشنطن إلا لدول في سلام مع إسرائيل.

المقاتلة الحربية ” إف-35″ من إنتاج  شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية, هى تعد واحدة من أكبر الشركات الموردة للأسلحة الحديثة والمتطورة في العالم.

لوكهيد مارتن التي استطاعت تطوير مجموعة من الطائرات تستخدم تقنية التخفي من الرادار، بداية من مقاتلات الشبح ” إف-117” وصولا للجيل الخامس من المقاتلات الحربية ” إف-35“.

تتمتع الطائرة “إف-35” بتقنيات تخفي عالية، تستطيع الاختفاء عن شاشات الردار والتشويش على الردارات المعادية، أحادية المقعد والمحرك، تمتلك القدرة على الإقلاع والهبوط بشكل عمودي و ضرب اهداف أرضية دون الأقتراب منها وتفادي الصواريخ الأرضية وهى الأغلى في العالم يبلغ سعر المقاتلة الواحدة 100 مليون دولار.

وباعت الولايات المتحدة الطائرة لعدد من الدول منها تركيا وكوريا الجنوبية واليابان وإسرائيل لكن بيعها لبلد عربي يستلزم مراجعة أعمق نظرا للسياسة الأمريكية التي تقوم على احتفاظ إسرائيل بتفوق عسكري في الشرق الأوسط.

أستخدمت المقاتلة ” إف-35″  أول مرة مايو 2019 في شمال العراق لإستهداف شبكة انفاق محصنة ومخزن سلاح لتنظيم الدولة الاسلامية ” داعش”.

وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش تحدث عن زوال جميع العقبات أمام بلاده لتملك المقاتلة بعد اتفاق التطبيع مع إسرائيل، حيث أن فكرة الحرب مع إسرائيل لم تعد قائمة.

بيني جانس وزير الدفاع الإسرائيلي قال: “  أن اسرائيل لن تخاطر بمصالحها الأمنية كجزء من اتفاقية التطبيع للعلاقات مع الإمارات، وأن تل أبيب لم تخفف من معارضتها لمبيعات أسلحة أمريكية يمكن أن تقلل من تفوق إسرائيل عسكريا في المنطقة“.

مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أكد على ان الولايات المتحدة ستضمن احتفاظ إسرائيل بالتفوق العسكري في منطقة الشرق الأوسط بموجب أي صفقات سلاح أميركية مع الإمارات في المستقبل، و واشنطن تقدم الدعم العسكري للإمارات منذ أكثر من 20 عاماً، وهو أمرضروري لمواجهة التهديدات المشتركة القادمة من إيران.

ذكر موقع “إكسوس” الإخباري الأميركي أن “الإمارات العربية المتحدة قد ألغت اجتماعاً ثلاثياً مخططاً مع الولايات المتحدة وإسرائيل دعت اليه سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت في الأمم المتحدة للاحتفاء بالاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، لإرسال رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن معارضته صفقة أسلحة معلقة بين الولايات المتحدة والإمارات”.

تشكل قضية التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة خطا أحمر، يحرم على المؤسسة الحاكمة في تل ابيب إجتيازه حتى في إطار سلام شامل .

الإمارات و إسرائيل لم يخوضوا يوماً اى مواجهة عسكرية ولكن المعارضة الإسرائيلية ترفض بيع أسلحة أمريكية متطورة لاى دولة عربية لضمان تفوق إسرائيل عسكرياً في المنطقة. وأصرار نتنياهوعلى عدم وجود أى تنازلات في قضية رفع الحظرعن بيع المقاتلات المتطورة للإمارات

وهو الأمر الذي قد يشكل سابقة ويفتح الباب لدول اخرى داخل المنطقة للحصول على هذه التكنولوجيا.

هذا وقد تمكنت القوات المسلحة المصرية عقب 2013 ، من عقد العديد من صفقات التسلح المختلفة مع العديد من الدول أبرزها، روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
 

عقدت مصر عدداً من  الصفقات كبرى مع روسيا مثل حصولها على مقاتلات “ميغ-29” النسخة الحديثة، ومروحيات “كا-52” المشهورة بالتمساح، ومروحيات “مي-24” الهجومية، بالإضافة إلى طائرات “إيل-76” العملاقة، ومنظومات الدفاع الجوي “إس-300” و”بوك إم2” و”تور إم2″.

ومن فرنسا تعاقدت مصر على شراء مقاتلات “رافال” الفرنسية المنافسة لمقاتلات “إف-35” الأمريكية، وفرقاطات “غوويند“، وحاملات المروحيات “ميسترال“، و غواصات “تايب” الألمانية والتي أحدثت جدل واسع في إسرائيل بسبب حصول مصر عليها.

والإضافة لصفقات تسليح اخرى من إيطاليا، تمكنت مصر من تقوية ترسانتها الحربية و امتلاك منظومة تسليح متنوعة ومتكاملة  حتى لا تقع تحت رحمة أي دولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *