“أبو محجوب” إفراج| إخلاء سبيل الرسام الأردني عماد حجاج بعد اتهامه في كاريكاتير التطبيع.. ويعلق: لن أعتزل ومصر على إكمال رسالتي

أخلت نيابة أمن الدولة الأردنية، مساء أمس، سبيل رسام الكاريكاتير الأردني عماد حجاج، الذي أوقف إثر نشره كاريكاتيراً ينتقد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

خمسة أيام قضاها حجاج في السجن، كان معزولاً فيها عن العالم وعن الملابسات التي تزداد غموضاً بشأن قضيته، ما جعله وزوجته التي زارته صباح اليوم يفكران في الأسوأ، مع احتمال تمديد السجن، ومضي أحكام أمن الدولة إلى نهايتها، في ظل ثلاث تهم تعني السجن عدة سنوات.

 عقب الظهيرة، كانت المفاجأة. يقول “كنت مكتئباً وأنا في عزلتي، إلى أن فتحت طاقة الفرج، وإذا بأحد عساكر السجن جاء يصيح فرحاً من أول الممر حتى مهجع السجناء: أبو محجوب إفراج”.

وقال حجاج، في تصريحات تليفزيونية: “أنا رسام كاريكاتير، لا أهدد أمن دولة، لا أسيء لأي شخص، بل أقدم فنا نقديا سياسيا، كجزء من أي عملية ديمقراطية في أي مكان، وآمل ألا يتم إلحاق التهم بما أقوم به من فن”.

واستنكرت “مراسلون بلا حدود”، اعتقال حجاج بسبب كاريكاتير ضد التطبيع الإماراتي، منددة باستخدام قانون الجرائم الإلكترونية لإسكات الأصوات الناقدة، مطالبة بالإفراج الفوري عنه.

كما أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قرار نائب عام عمان، القبض على فنان الكاريكاتير عماد حجاج، بموجب قانون الجرائم الإلكترونية، أثناء عودته من الغور، بسبب الكاريكاتير الساخر.

وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية “إن حبس عماد حجاج في قضية نشر هو انتهاك فج لحرية التعبير، وترهيب تمارسه الحكومة الأردنية ضد فنان مبدع يحظى باحترام وتقدير الملايين”.

وعبر وسم #الحرية_لعماد_حجاج استنكر ناشطون إجراءات اعتقال رسام الكاريكاتير الأردني، رافضين الهجمة ضد حرية الرأي والتعبير في البلاد، مؤكدين أن الدستور المحلي يتيح لكل أردني أن يعرب بحرية عن رأيه بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبير.

وأبدى حجاج ارتياحه لتحويل القضية إلى القضاء المدني، قائلاً إنها “بادرة طيبة”، وإن القضاء الأردني “عادل بما يكفي” لتقدير أنه لا يبث الكراهية بين الدول والشعوب، وإنما ما يفعله يصدر عن فنان كاريكاتير، له رأيه السياسي.

ووفقاً له “منذ عقدين وأنا أرسم ضد التطبيع، ولا يجوز أن أتهم بالعبث بأمن الدولة، بينما الحقيقة أن الشارع الذي أعرفه يرفض التطبيع مع الاحتلال، فوجدت نفسي تلقائياً بين صفوفهم”.

واستكمل: “لن أعتزل الكاريكاتير، ومصر على أن أبقى رساما سياسيا في الوطن العربي، وأكمل رسالة من سبقوني، وسيأتي من بعدي، ولن يوقفنا أحد عن حقنا الطبيعي والبديهي”.

وفي 27 أغسطس الحالي، أحال مدعي عام عمان، رسام الكاريكاتير الأردني من أصل فلسطيني عماد حجاج إلى محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص للنظر بقضية نشر كاريكاتير بدعوى “الإساءة لدولة شقيقة”، ووجه المدعي العام تهمة “القيام بأعمال وكتابات من شأنها تعكير صفو العلاقات مع دولة”.

ونشر الرئيس التنفيذي لمركز حرية وحماية الصحفيين نضال منصور، أن الزميل حجاج أوقف على خلفية قضية نشر بموجب قانون الجرائم الالكترونية.

ومثُل حجاج، أمام المدعي العام في قصر العدل بالعاصمة عمان، على خلفية رسمة كاريكاتير، هاجمت اتفاق التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، كما تطرق لموقف قوات الاحتلال الإسرائيلي الرافض لبيع الولايات المتحدة طائرات “F-35″ لأبو ظبي، وحضر عدد من الزملاء الصحفيين لمؤازرته ودعمه في الساحة المقابلة للمبنى.

وأوقف مدعي عام عمان رسام الكاريكاتير الساخر، الذي يعمل في صحيفة وموقع العربي الجديد القطري على ذمة التحقيق لرسم كاريكاتوري اعتبر مسيئا، وتابع نقيب الصحفيين راكان السعايدة والرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحافيين نضال منصور، حيثيات توقيفه، بحسب وسائل إعلام محلية.

ووُلد حجاج في الضفة الغربية، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات في الأردن، وهو مبدع شخصية “أبو محجوب” الساخرة، وجاء اسمه دلالة على سلطة الرقابة في العالم العربي، وهو عضو في نقابة الصحافيين الأردنيين، منذ العام 1994، وعضو وكالة رسامي الكاريكاتير والكتاب الساخرين.

وحاز حجاج على جائزة دبي للصحافة العربية للعام 2006 عن أفضل رسم كاريكاتيري نشر في الصحافة العربية لعام 2005، لوحة (الجمل العربي الباكي).


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *