192 منظمة حقوقية تطالب «مجلس الأمن» بدعم وقف إطلاق النار عالميًا.. وبهي الدين حسن: دعم النداء ينقذ عشرات الآلاف
بهي الدين حسن يحذر: التباطؤ في الاستجابة لدعوة الأمين العام بوقف إطلاق النار عالميا يجعل المدنيين أكثر عرضة لهذا الوباء
كتبت- كريستين صفوان
ناشد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ضمن 192 منظمة حقوقية حول العالم، مجلس الأمن بالأمم المتحدة دعم مبادرة وقف إطلاق النار عالميًا، التي أطلقها الأمين العام بهدف كبح انتشار وباء كوفيد-19، مطالبًا الأطراف المتحاربة ومؤيديها الدوليين بدء التعبئة فورًا لأجل وضع حد للصراعات التي تهدد حياة المدنيين في جميع أنحاء العالم وتجعلهم أكثر عرضة للوباء.
كان مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بهي الدين حسن، قد رحب بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، التي أطلقها في 23 مارس الماضي، مؤكدًا أهميتها بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وحذر حسن، في بيان صحفي، يوم السبت، من أن التباطؤ في الاستجابة لهذه الدعوة يجعل المدنيين أكثر عرضة لهذا الوباء في مناطق الصراع، مؤكدًا ضرورة «منح الأولوية للعمل ضد الجائحة العالمية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الضعفاء في مناطق النزاع المختلفة عبر المنطقة».
وأشار البيان إلى أن سنوات من القتال والأعمال العدائية في سوريا وليبيا واليمن، قد أدت إلى تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية، التي تعجز اليوم عن مواجهة انتشار وباء كوفيد-19 أو التعامل معه. كما يعيش النازحون جراء هذه النزاعات «في مساكن معيبة ومزدحمة وخيام وملاجئ مؤقتة، وغالبًا ما يفتقر هؤلاء إلى الموارد الأساسية للصرف الصحي والنظافة، بما في ذلك المياه».
وبحسب مدير مركز القاهرة: «إذا اجتمع المجتمع الدولي لدعم نداء الأمين العام، فسيمكن إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح وتجنب الأزمات الإنسانية الأسوأ في مناطق النزاع التي عانت طويلاً عبر منطقتنا».
يذكر أنه على مدى عشر سنوات من الصراع، نزح 6.2 مليون شخصًا داخل سوريا، بينهم 2.5 مليون طفلاً.
ومنذ أبريل 2019، تعرضت أكثر من 60 منشأة طبية في شمال غرب سوريا للهجوم من قبل الحكومة السورية وحلفائها؛ بينما في شمال شرق سوريا، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، ما أعاق قدرة الوكالات الإنسانية على إعداد وحماية المجتمعات الضعيفة من انتشار كوفيد-19.
وفي هذا السياق، كرر وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، دعوة الأمين العام إلى «وقف كامل وفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا لتعزيز الجهود الرامية لمواجهة الوباء».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا أيضًا «أولئك الذين يقاتلون في اليمن لوقف الأعمال العدائية على الفور، والتركيز على الوصول إلى تسوية سياسية لمواجهة اندلاع محتمل لكوفيد-19 في اليمن».
ويعاني المدنيون اليمنيون من أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ويحتاج أكثر من 80٪ منهم إلى المساعدة الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة.
كما يُقدّر عدد السكان المهددين بالمجاعة بنحو 10 مليون شخصًا، بينما يعاني 7 مليون من سوء التغذية.
وعلى غرار سوريا واليمن، في ليبيا تأثر قطاع الرعاية الصحية بشدة بسبب النزاع المسلح المستمر في جميع أنحاء البلاد. ففي 6 أبريل الجاري، تعرض مستشفى الخضراء في طرابلس للهجوم، ما أجبر مرضى كوفيد-19 على إخلاء المستشفى الذي يضم 400 سريرًا.
وحتى 20 مارس 2020، أدى القصف العشوائي بين الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى تدمير 27 منشأة صحية، ما أجبر 12 منها على الإغلاق وعرّض 23 آخرين لخطر الإغلاق.
يأتي هذا بينما يفتقر آلاف المدنيين، ولا سيما النازحون والمهاجرون، إلى ما يكفي من الماء والكهرباء والمأوى والغذاء؛ حيث يوجد أكثر من 8 ألف شخصًا في مراكز احتجاز مزدحمة غير صحية، يواجهون وحدهم خطر الوباء، بينما لا تحترم السلطات الليبية المتنافسة ولا الدول الداعمة لها وقف إطلاق النار المتفق عليه، بحسب ما جاء في بيان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.